الرؤية- أحمد الجهوري
تصوير- راشد الكندي
احتفلت السلطنة ممثلة في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية مساء أمس على مسرح وزارة التربية والتعليم بالوطية بولاية مطرح بذكرى الإسراء والمعراج على صاحبهما أفضل الصلاة وأزكى التسليم. وذلك تحت رعاية فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن راشد السيابي نائب رئيس المحكمة العليا وحضور عدد من الشيوخ وذلك بمسرح وزارة التربية والتعليم بالوطية.
بدأت الأمسية بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم، قدم بعدها الشيخ الدكتور ناصر بن سليمان السابعي كلمة وزارة الأوقاف والشؤون الدينية وقال فيها : إنّ نداء النبي صلى الله عليه وسلم "اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس أنت ربي ورب المستضعفين" نداء نبوي إنساني خفي، يختصر - في سكينة وخضوع - معاناة الرسالة في أحقابها الطويلة ، ويختزل آلام الإنسانية بحجم الضعف المودع في النفوس .
وأضاف أن أسرار هذا النداء حقائق تتكشف عبر محن التاريخ وابتلاءات الإنسان الكثيرة على يد عدو يتجهم أو قريب يتنكر.
ويتابع: يعود النداء من جديد "إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي" ، فإنّ شقاء الدنيا لا يحتمل أن يعقبه شقاء الآخرة ، وبؤس الأبدان لا يحتمل أن يصحبه بؤس الأرواح ، ذات الفاقة الشديدة إلى رحمة الله .
نعم، "ولكن عافيتك هي أوسع لي" فالعافية في الدين هي سر التوفيق والنجاح والعافية في الدنيا هي سر البسمة المشرقة والعافية في الآخرة هي سر الخلود الأخضر.
وتساءل السابعي: أليست هذه الانكفاءة للنفس، كافية لطول النفس، حيث تولد الفكرة على معانٍ جميلة في الصمود والصبر والتوكل على الله ؟!
ويجيب عن تساؤله: بلى، إنّ هذا الدعاء أبلغ أثراً من الموقف نفسه إذا أدركت النفس معنى الحاجة إلى العون والتوفيق من الله سبحانه وتعالى، حيث يذهب الموقف مخلفاً وراءه منظومة متكاملة من القيم والحكم، وهنا تتجلى بلاغة الرسالة ويفصح بيان النبوة قائلاً "وأوتيت جوامع الكلم"
وتابع السابعي: كم في حادثة الإسراء من وقفات للتأمل والتدبر والذكرى والاعتبار وقياس الأشباه والنظائر بعضها على بعض من هنا وهنالك ، حين تدور عجلة التاريخ لتكرر السيرة نفسها مع تبدل الشخوص والأزمة والأمانة والأدوات وبقاء المعاني والأفكار، وها نحن نلتقي من جديد مع عبق الرسالة الزكي ونفسها العاطر في ذكرى هذه الحادثة الجليلة في التاريخ، تستلهم منها الحكم والقيم، وتعيش سويا نفحات نبوية ماثلة بأثيرها وتأثيرها .
واختتم حديثه ضارعًا إلى الله جلت قدرته أن يعيد هذه المناسبة على قائد البلاد حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- وعلى هذا الوطن وأهله والمستظلين بسمائه وعلى سائر المسلمين في كل مكان بالعز والخير واليمن والبركات .
ثم قدمت فقرة بعنوان "ذكرى النبوة" تم عرضها بالليزر وهي من كلمات الشاعر هلال الشيادي وإخراج عمر البوسعيدي وتناولت حكاية الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى.
وألقى بعدها الشاعر هشام بن ناصر الصقري قصدية شعرية حكى فيها سيرة وحياة الرسول عليه الصلاة والسلام، واختتم الحفل بعرض مرئي حمل عنوان "رسول الحياة" من إعداد الدكتور محمد المعمري وإخراج أحمد الحارثي وشارك فيه نخبة من الإعلاميين والشخصيات البارزة.