مسقط- الرؤية-
تحتفل السلطنة ممثلة بوزارة البيئة والشؤون المناخية صباح اليوم مع دول العالم بيوم البيئة العالمي، الذي يوافق 5 يونيو من كل عام تحت شعار "فكر.. كل .. وفر.. قلل من بصمتك الغذائية" والذي يركز على الحد من الخسائر في النفايات الغذائية وفقاً لما أعلنه برنامج الأمم المتحدة للبيئة، وذلك من أجل لفت الانتباه لقضية بيئية تستوجب الوقوف أمامها بحزم لبحث أسبابها والعمل الجاد لحلها ونشر الوعي البيئي حول كيفية التعامل معها، مشكلة المخلفات التي تنعكس سلباً على الإنسان.
تمثِّل النفايات الغذائية مشكلةً أكثر من غيرها في حالة البلدان الصناعية، وغالباً ما يُلقي البائعون والمستهلكون مواد غذائية صالحة كليّاً في سلة القمامة لسببٍ أو آخر، وتتراوح هذه الكميات للفرد بين 95-115 كيلوغراماً سنوياً في أوروبا وأمريكا الشمالية؛ في وقتٍ لا يُهدِر فيه المستهلكون في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وفي جنوب آسيا وجنوبها الشرقي أكثر مما يتراوح بين 6-11 كيلوغراماً للفرد سنوياً. من الشائع أن يُشجَّع المستهلكون لدى البُلدان الثرية عموماً على شراء غذاءٍ يفوق احتياجاتهم، وتُعدَّ وجبات الطعام الجاهزة للتناول، بأحجامٍ مُسرِفة من قِبل صناعات المواد الغذائية.
ويمكن أن تؤدي الأفعال البسيطة من قبل المستهلكين وتجار تجزئة الأغذية إلى التخفيض الهائل من كمية 1,3 مليار طن من الطعام المفقود أو المهدور والمساعدة في صياغة مستقبل قابل للاستدامة، حسب حملة عالمية جديدة لتخفيض هدر الطعام تم تدشينها اليوم من قبل برنامج الأمم المتحدة للبيئة (يوينب) ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) وشركائهما. وتأتي حملة فكر . كل . وفر . قلل من بصمتك الغذائية، ضمن جميع السلسلة الغذائية لإنتاج واستهلاك الطعامإلى دعم مبادرة “وفر الطعام” الهادفة إلى تخفيض فقدان وهدر الطعام التي تقوم بها كل من منظمة الأغذية والزراعة ومنظمي معرض التجارة ميسي دوسلدورف ومبادات تصفير الجوع من قبل الأمين العام للأمم المتحدة. وتستهدف الحملة الجديدة بوجه خاص الطعام المهدور من قبل المستهلكين وتجار التجزئة وقطاع الضيافة.
وتهدف حملة فكّر. كل. وفّر إلى تعجيل الإجراءات وتوفير رؤية عالمية ووسيلة لاقتسام المعلومات للعديد من المبادرات المتنوعة التي تجري في عدة مناطق من العالم في الوقت الحاضر. وعلى المستوى العالمي يتم فقدان أو هدر حوالي ثلث الطعام الذي يتم إنتاجه والذي تبلغ قيمته حوالي 1 تريليون دولار ضمن أنظمة الإنتاج والاستهلاك، وذلك حسب البيانات التي نشرتها منظمة الأغذية والزراعة. ويحدث فقدان الطعام في غالب الأحوال خلال مراحل الإنتاج وهي جمع المحاصيل والتصنيع والتوزيع، بينما يتم هدر الطعام في العادة في طرف التجزئة والاستهلاك من السلسلة الغذائية.
هناك آثار خطيرة لنظام الغذاء العالمي على البيئة ويؤدي إنتاج غذاء أكثر مما يتم استهلاكه إلى تفاقم الضغوط والتي تم إدراج بعضاً منها في تتعرض أكثر من 20% من جميع الأراضي المستغلة و30% من الغابات و10% من المناطق العشبية إلى التدهور، ويتم سحب 9% من موارد المياه العذبة وتذهب 70% من هذه الكمية للزراعة على نطاق عالمي، وتساهم التغيرات الزراعية والتغيرات في استخدام الأراضي مثل التصحر في أكثر من 30% من إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة، ويمثل النظام الزراعي الغذائي أكثر من 30% من الطاقة المتوافرة للمستخدمين النهائيين، ويساهم الصيد الجائر والإدارة السيئة في انخفاض أعداد الأسماك حيث أن نسبة 30% من مخزون الأسماك البحرية تعتبر الآن مستغلة بشكل جائر.
وقد كان بعض الدافع وراء الحملة نتائج مؤتمر ريو + 20 الذي عقد في شهر يونيو 2012م والذي أعطى خلاله رؤساء الدول والحكومات الضوء الأخضر لإطار زمني من 10 سنوات من البرامج الخاصة بالاستهلاك والإنتاج القابل للاستدامة. ويجب أن تمثل عملية تطوير برنامج استهلاك وإنتاج قابل للاستدامة عنصراً حيوياً من عناصر هذا الإطار بالنظر إلى الحاجة إلى المحافظة على قاعدة الإنتاج الغذائي العالمي وتخفيض الآثار البيئية المصاحبة وإطعام البشر الذين يتزايد عددهم.