الرؤية - وليد الخفيف
في مباراة أشبه بالتقسيمة، كان عنوانها التشيكلة الخاطئة، وطريقة اللعب الغريبة لبرادلي، حقق منتخب الفراعنة المصري فوزا مهمًّا على مضيفه زيمباواي 4/2 ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم بالبرازيل 2014، ليتصدر مجموعته بـ12 نقطة ليقترب خطوة من تحقيق حلم التأهل المونديال.
الشوط الأول: رغم تقدم منتخب مصر بهدفين لهدف لأبو تريكة ومحمد صلاح، إلا أن الفراعنة لم يظهروا بالمستوى المعهود، وقدموا شوطا سلبيا فاترا مليئا بالاخطاء الفنية والتكتيكية ومخيبا للآمال، في ظل تراجع مهاري وبدني غير مبرر للمصريين، ويتحمل الأمريكي برادلي جزءًا كبيرًا من مسؤولية هذا الأداء المتواضع، فلم يوفق في اختيار التشكليلة المناسبة وكذلك لم يوفق في اختيار طريقة اللعب التي تتفق مع إمكانيات لاعبيه ولاعبي الخصم، فقد بدأ المنتخب المصري المباراة بتشكيلة غريبة غاب عنها الانسجام بين اللاعبين، وقل فيه العطاء خاصة في وسط الملعب الذي تسيَّده أصحاب الأرض رغم ضعف مستواهم الفني. أما خط الدفاع، فحدِّث ولا حرج؛ فالثلاثي وائل جمعة أصبح قريبا جدا من التقاعد، واحمد حجازي كان الحاضر الغائب عن المباراة. أما محمود فتح الله، فكان ثغرة كبيرة في الدفاع المصري المهتز؛ فكان فتح السبب المباشر الذي منيت به الشباك المصرية بهدفين على مدار الشوطين، أما خط الوسط الذي اعتمد على النني وعاشور في الارتكاز، فقد عابه عدم الضغط على حامل الكرة إضافة للبطء وكثرة التمريرات الخاطئة. أما الجهة اليسرى، فلعب فيها أحمد شديد قناوي الذي قدم أداءً جيدًا في حدود المهام الموكلة إليه دون إبداع في ظل غياب الربط بينه وبين أحمد عيد عبدالملك الذي تفاجأ بوجوده في التشكيلة الأساسية رغم وجوده على مقعد بدلاء الزمالك، وعموما فلم يظهر عبد الملك في الكادر الهجومي، إلا لمرات قليلة، ويُعد الزج به في هذه المباراة علامة استفهام كبيرة على برادلي، وعلى الجهة اليمنى لعب أحمد فتحي الذي تقيد بواجباته الدفاعية كظهير أيمن، وغابت انطلاقاته تمامًا فلم يؤدي ولا عرضية خلال الشوطين، وبقى محمد صلاح نجم بازل السويسري مصدر الخطورة الوحيد للمصريين؛ حيث تمكن صلاح الموهوب من صناعة الهدف الأول وإحراز الهدف الثاني. أما عن طريقة اللعب فقد لعب برادلي بطريقة 3/2/5 ولم يكن للمنتخب رأس حربه صريح. أما كلاوس مدرب زيمباواي فقد لعب بطريقة لعب 4/4/2 بشكلها التقليدي، ورغم ضعف الفريق الزيمباوي مهاريا وتكتيكيا، إلا أنه تمكن من الوصول أكثر من مرة خلال الشوط لمنطقة جزاء منتخب مصر.. وهدد شباك إكرامي عدة مرات بعدما آلت نسبة الاستحواذ للأصحاب الأرض، وعمومًا فلم يتمكن برادلي من إدارة الشوط الأول بشكل جيد، وكان متفرجا على الأحداث مكتوف الأيدي، ومع بداية الشوط الثاني توقع الجميع أن يعدل برادلي من طريقة لعبه الغريبة، وأن يرقع في تشكيلته المرتبكة، ولكنه بقي على تشكيلته في بداية الشوط الأول؛ الأمر الذي مكن زيمبابواي من إحكام سيطرتهم على المباراة؛ الأمر الذي دفع برادلي للزج بالمحمدي بديلاً لأحمد عيد عبدالملك غير الموفق، أعقبه تغيير آخر بإشراك إبراهيم صلاح بديلًا لمحمد النني بهدف الضغط على حامل الكرة في وسط الملعب، وهو الدور الذي لم يقم النني بتنفيذه، ثم أعطى برادلي توجيهاته لمحمد صلاح للعب كمهاجم صريح، واستمر فاصل اختراق أصحاب الارض للدفاع المصري الهش الذي يتحمل مسؤولية تشكيلته لبرادلي الذي أصر على اللعب بثلاثة مدافعين، رغم تشابه طبيعة اداء حجازي وفتح الله وبطء جمعة لكبر سنه، وكان من الطبيعي أن يغيِّر من تشكيلة خط دفاعة بخروج فتح الله او حجازي؛ فاللاعبان بعيدان عن المستوى المطلوب، ولكن برادلي أصر على موقفه. وفي ظل سيطرة زيمباواي الكاملة على الملعب عاد محمد صلاح من جديد وارتدى قميص الإجادة ليحرز الهدف الثالث من مجهود مهاري فردي، ولم يمض إلا دقائق معدودة وعاد محمود فتح من جديد ليؤدي مثالا نموذجيا للتمركز الخاطئ للمدافع في ظل غياب الرقابة من وائل جمعة وحجازي الغائبين عن المباراة، ليثمر ذلك عن الهدف الثاني للزمبابواي، ليتعقد الأمر ثانية على المصريين، ولكن لم تمر إلا دقيقة واحدة فقط رد بعدها محمد صلاح نجم المباراة الأول بإحراز الهدف الرابع للمصريين؛ لتتبخر آمال أصحاب الأرض. أما عن تغييرات برادلي فلم يكن لتغييراته أثر واضح بخلاف الزج بإبراهيم صلاح بديلا للنني، وكان تغييرا تقليديا بعيدا عن الإبداع. أما المحمدي فكعادته منذ احترافه لم يقدم المستوى المطلوب، ولولا سزاجة منتخب زيمباواي وقلت إمكانياته الفنية لهز الشباك المصرية عدة مرات وصعَّب المهمة على الفراعنة، ومن المؤكد أن الاتحاد المصري لكرة القدم سيقف كثيرًا عند هذه المباراة التي وضعت بردالي في موضع المساءلة بعد تراجع مستوى المنتخب بدنيا ومهاريا وتكتيكيا.