بيروت - رويترز
قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس، إن العنف المتصاعد في مرتفعات الجولان السورية المحتلة يهدد وقف إطلاق النار القائم بين سوريا وإسرائيل منذ أربعة عقود، وأوصى مون -في تقرير لمجلس الأمن الدولي- بإجراء تعديلات على بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في المنطقة؛ من بينها تحسين قدرتها على الدفاع عن النفس بما في ذلك "زيادة عدد القوة الى حوالي 1250 فردا وتحسين معداتها الخاصة بالدفاع عن النفس.
وفي الأثناء، قالت فرنسا إنه من المرجح أن تقاطع المعارضة السورية محادثات السلام المقترحة مع حكومة الرئيس بشار الأسد ما لم توقف قواته تقدمها نحو حلب معقل مقاتلي المعارضة.. وتحتشد قوات الأسد حول حلب استعدادا لشن هجوم لاستعادة المدينة والاستفادة من المكاسب الميدانية التي أمالت الكفة في الصراع في سوريا لصالح الاسد وحليفه حزب الله.
وتحاول الولايات المتحدة وروسيا عقد مؤتمر تحضره حكومة الأسد ومعارضوه في جنيف في يوليو، لكن لاتزال هناك خلافات بشأن عدة قضايا يجب تسويتها حتى يتسنى بدء المحادثات.
وعلى صعيد الأحداث، قالت مصادر من المعارضة السورية، أمس، إن مقاتلين سنة قتلوا نحو 60 شيعيًّا في بلدة تسيطر عليها المعارضة؛ حيث كان مؤيدون للرئيس بشار الأسد يحاولون تجنيد وتسليح عناصر لمواجهة الجماعات التي تسعى للإطاحة به.
وأظهر تسجيل فيديو نشره مقاتلون من المعارضة على الإنترنت، عشرات المسلحين يرفعون رايات سوداء ويطلقون النار في شوارع بلدة صغيرة فيما تصاعد الدخان فوق عدة مبان. وتشير تقارير إلى أن عددًا كبيرًا من المقاتلين الذين شاركوا في الهجوم ينتمون لجبهة النصرة التي لها صلة بالقاعدة.
وفي غضون ذلك، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض الذي يراقب الانتهاكات على جانبي الصراع، إلى أن عدد القتلى في هجوم أمس الأول بلغ 60 شخصا.. قائلا إن معظم الضحايا من أفراد الميليشا الموالية للأسد.. وتابع المرصد بالقول: إن العديد من المدنيين الشيعة وهم أقلية في بلدة حطلة التي ينتمي سكانها لطوائف مختلفة لاذوا بالفرار الى مناطق اخرى بالمحافظة.
وقال الناشط كرم بدران -الذي تحدث لرويترز من دير الزور- إن 20 شخصًا فقط تأكد مقتلهم في حطلة، لكن مقاتلي المعارضة أخذوا 20 شخصا رهائن.. وأضاف بأن الدافع الرئيسي لهذا العنف ليس طائفيا، بل إنه جرت في الآونة الاخيرة محاولات من الحكومة لتجنيد عناصر ميليشيا من كل الطوائف الدينية في منطقة تسيطر عليها المعارضة منذ عام دون أن يتعرض أحد للاذى من جانب الشيعة هناك. وقال بدران إن اعمال القتل التي شهدتها حطلة جاءت بعد هجوم يوم الإثنين الذي شنه أفراد ميليشيا مؤيدة للأسد على نقطة تفتيش خارج عاصمة محافظة دير الزور قتل فيه العديد من مقاتلي المعارضة وجرح العشرات.
إلى ذلك، قال الجيش اللبناني -في بيان- إن طائرة هليكوبتر سورية فتحت النار على بلدة حدودية لبنانية في سهل البقاع بشرق البلاد، أمس.. ووقع الحادث في بلدة عرسال التي يغلب على سكانها السنة ويؤيد أهلها بشدة المعارضة المناهضة للرئيس السوري بشار الأسد.. ووفرت عرسال أيضًا ملاذا لمقاتلين من المعارضة السورية فروا عبر الحدود من بلدة القصير الحدودية السورية التي سيطرت عليها قوات الأسد، وجماعة حزب الله اللبنانية، بعد أكثر من أسبوعين من القتال المحتدم مع مقاتلي المعارضة.
ويمتد العنف في سوريا بشكل متزايد إلى لبنان. وسقط صاروخ أطلق من مناطق حدودية يسيطر عليها مقاتلو المعارضة على بلدة الهرمل الشيعية اللبنانية الموالية لحزب الله في الأسابيع القليلة الماضية؛ وذلك في رد على ما يبدو على تورط الحزب الشيعي في القتال على الجانب الآخر من الحدود في القصير.