بخيت بن جديد: "تنمية نفط عمان" تقدم كل الدعم للشركات الأهلية.. وعلينا القيام بدورنا
الرؤية- نجلاء عبد العال
شركة نجد الأهلية هي شركة تأسست بمساهمة عامة حصلت على جميع الدعم اللوجستي والفني والتقني والتأهيل من الإدارة العليا في شركة تنمية نفط عمان. وتحولت الشركة من شركة صغيرة برأسمال قليل إلى شركة تساهم في حصول الأهالي في مناطق حقول النفط على ثمار تنموية في جميع المجالات.
ويقول الشيخ بخيت بن جديد بن كثير رئيس مجلس إدارة الشركة: عندما بدأت الشركة كان عدد المساهمين 180 مساهماً يمثلون 138 أسرة وخلفهم عدد لا يمكن حصره من المستفيدين، ونعمل على أن يتم بنهاية عام 2015 طرح شركة نجد الأهلية للاكتتاب العام نظراً لطلبات الأهالي المتزايدة للمساهمة فيها، ونتوقع أن يصل عدد العائلات المساهمة إلى 1500 عائلة ويؤكد أن قرار الطرح تم اتّخاذه بالفعل.
ويتحدّث عن تفاعل الشركة مع المجتمع المحلي موضحاً أنّ الكثير من أبناء المجتمع المحلي يعملون بشكل مباشر أو غير مباشر في الشركة، وذلك بعد أن تمّ تدريبهم وتأهيلهم جميعاً على ما يتطلبه العمل من مقاييس ومعايير وتدريب على رأس العمل حتى أصبحت لديهم الخبرات المطلوبة، والشركة تركز بشكل أساسي على العمالة الوطنية.
ويكمل بخيت بن جديد مؤكدًا أنّ "تنمية نفط عمان" تقدم كل الدعم بكل أشكاله للشركات الأهلية التي تملك إستراتيجية وخطط واضحة المعالم، بهدف النهوض بأبناء المجتمع المحلي بمناطق الامتياز الذي سينعكس بدوره على الاقتصاد الوطني بشكل عام، وبما يحقق رؤية الحكومة بقيادة مولانا صاحب الجلالة والهدف العام من إنشاء هذه الشركات، ولهذا فلا يوجد ما يبرر أن تتهاون الشركات الأهلية في القيام بدورها والنهوض بمستواها، ولذلك فإنّ ربط شركة تنمية نفط عمان بين جدية الشركات وما تقدمه لها من دعم في شكل تدريب وعقود عمل وغيره يمثل عاملاً محفزًا للشركات الأهلية نحو مزيد من الإجادة في العمل والالتزام نحو السكان المحليين".
ويضيف: "أصبح فيها حالياً أكثر من 120 موظفاً عمانياً يشكلون نسبة تعمين كبيرة، وأصبحت بالمساندة الكاملة من إدراة شركة تنمية نفط عمان في وضع انتقلت فيه نقلات جبارة في ثقافتها وتقنيتها وتخطيطها الإستراتيجي ورؤيتها المستقبلية، وطموحها لأن تنافس الشركات الكبرى في الحصول على عقد مباشر في شركة تنمية نفط عمان وهذا يعد إنجازًا كبيرًا جدًا لتنمية نفط عمان في إتاحة الفرصة للشركات المحلية لأن تصبح جاهزة لمثل هذا العمل ووصلت للتأهيل الذي يجعلها تحصل على عقد مباشر وهو تأهل لم يأت من فراغ بل من الدعم الذي حصلت عليه من تنمية نفط عمان خاصة من المدير العام للشركة".
ويردف بالقول "حالياً قمنا بتنفيذ مشاريع طرق إسفلتية وتطورنا لنصبح أول شركة أهلية تعمل في مشاريع معقدة نسبيًا مثل العمل في الخرسانة الجاهزة والمقاولات العامة بشكل عام، بالإضافة إلى دعم حقول النفط بالخلطات الإسمنتية، وما كان لذلك أن يحدث دون الدعم المستمر للشركات الأهلية الذي تقدمه شركة تنمية نفط عمان وما أدى إليه من تأهل هذه الشركات الأهلية إلى مستوى لم تكن هذه الشركات نفسها تتوقع الوصول إليه.
ويشيد الشيخ بخيت بدور قسم الشركات المحلية في شركة تنمية نفط عمان قائلاً إنّها كانت بمثابة مدرسة متكاملة ومعاون حقيقي بجانب الدور الكبير الذي تقدمه وزارة النفط والغاز، وبشكل خاص من خلال اللقاءات المستمرة لشركات المجتمع المحلي مع معالي وزير النفط شخصياً حيث دائمًا ما يبدي معاليه اهتماماً كبيرًا بكافة تفاصيل عملنا والعمل على إزالة أية تحديات تقابلنا.
وعن البرامج التي تنفذها الشركة حالياً لخدمة المجتمع المحلي يقول إنّ الشركة تتبنى برنامجًا التحق فيه أبناء المجتمع بالدراسة الجامعية على نفقتها، كما تمّ إعداد خطة تأهيل كوادر محلية تمتد لعدة سنوات وبتكلفة ما يعادل مليون ونصف دولار، وهذا ما يوضح كيف تتم بالفعل تنمية المجتمع المحلي عبر تنمية الشركات التي تكونت في مناطق الامتياز النفطية خاصة تلك التي ترعاها شركة تنمية نفط عمان.
ويوضح أنّ فكرة استفادة المجتمعات في مناطق حقول النفط عبر تكوين شركات، يخرج عن كونه صدقة أو تبرع. فالفكرة تقوم على أنّ الشركة التي يسهم في تأسيسها ويعمل بها أهالي هذه المناطق تعمل على تنمية نفسها وفي نفس الوقت تنمية مجتمعها، فالشركة على طريق عملها تحقق نجاحات متتالية حيث استطاعت شركة نجد الأهلية أن تضاعف استثماراتها ومن البدء برأسمال تأسيسي 100 ألف ريال وصلت حالياً أصول الشركة الثابتة إلى ثلاثة ملايين ونصف المليون دولار، فيما وصلت استثماراتها إلى 3 ملايين دولار، وأصبحت الشركة تدعم الشركات المتوسطة والصغيرة عبر الاعتماد عليها في الأعمال المساندة واستئجار المعدات، كما استطاعت الاستحواذ على شركة "التقنية العالية للإنشاءات" والمعروفة باسم "سوبر تك" بنسبة 100%.
وحول ما تقدمه الشركة للمجتمع المحلي أكد المهندس أحمد قطن المدير العام للشركة أن هناك رؤية متكاملة لتنمية المجتمع بدعم مشترك مع شركة تنمية نفط عمان وتركز هذه الرؤية على الجانب الصحي والاجتماعي بحيث تساند المجهودات القوية التي تبذلها وزارة الصحة في هذا المجال.
ويضيف أنّ هذا الدور المعاون والمكمل لدور الحكومة ينطلق من كون الحكومة تقدم الخدمات الأساسية لجميع المناطق ومنها النائية، لكن دائمًا من المستحيل تغطية كل منطقة لذلك فكرنا واجتمعنا مع سكان المناطق النائية وبحثنا معهم عن الخدمات التي يمكن أن تقدمها الشركة لوضع إستراتيجية للشركة طويلة المدى وخططها في مجال دعم المجتمع الذي نحن منه بالأساس، وكانت النتيجة أن استخلصنا البدء ببرنامج الصحة البشرية والصحة البيطرية.
وبالنسبة لمدى توافر الكوادر المتخصصة في العمل من أبناء المنطقة يوضح الشيخ بخيت بن جديد بن كثير أن شركة نجد الأهلية تعتمد حالياً على خريجي الكليات الموجودة الهندسة والإدارة والمحاسبة، وتقوم بتأهيل هؤلاء الشباب وتدريبهم على رأس العمل، وهذا بجانب مشاركتها في تطبيق البرنامج الذي وضعته الوزارة وشركة تنمية نفط عمان للمساهمة في تأهيل أكبر عدد ممكن من أبناء مناطق الامتياز، حيث يتم تنفيذ خطة بعثات للشباب وتكون كلفة دراسته ومصروفاته خلال الدراسة على نفقة شركة نجد الأهلية وبعد إتمام الدراسة يكون لديه الاختيار إما أن يعمل بالشركة أو بالمكان أو الجهة التي يرغب في العمل فيها، ولذلك فليس هناك أي نوع من الإلزام على من يحصل على المنحة لأنّ الغرض الأساسي هو تأهيل أبناء المجتمع المحلي.
ويضيف "نحن كشركة أهلية تختلف أولوياتنا عن الشركات العادية فهدف شركة نجد الأساسي هو تنمية وخدمة المجتمع المحلي، وشعارنا من المجتمع وإلى المجتمع، وقبل هامش الربح"، ويؤكد أن ذلك ليس منّة أو فضلاً لكنه دور وواجب علينا وعلى القطاع الخاص ككل، فبعد 40 عامًا من تكفل الحكومة وحدها تقريبًا بتوفير جميع الخدمات علينا بحكم كوننا قطاعاً خاصاً وبشكل أكثر تركيزًا نظرًا لوضعنا كشركة مجتمع محلي فالواجب علينا أكثر من غيرنا.