القاهرة - رويترز
نسبت صحيفة الوطن المصرية للرئيس السابق حسني مبارك، أمس، قوله إن واشنطن كانت تريد الحصول على قواعد عسكرية في مصر بأي ثمن وإنه كان يرفض هذا دائما.. ونشرت الصحيفة عبر موقعها الإلكتروني ما قالت إنه الحلقة الأولى من تسجيلات صوتية مع الرئيس السابق أجراها مصدر لم تنشر اسمه اعتاد التردد عليه في محبسه.
ونقلت عن مبارك قوله إن وزير الدفاع الراحل عبد الحليم أبوغزالة أبلغه ذات مرة بأن الولايات المتحدة طلبت قاعدة عسكرية في مصر وإنه وافق فرد عليه مبارك "إنت مالكش سلطة توافق ولا انا كمان. دي مش (ليست) ملكك ولا ملكي انا كمان".
وكان مبارك قد أقال أبو غزالة عام 1989 من منصب وزير الدفاع الذي شغله منذ 1981. وأطاحت انتفاضة شعبية بمبارك في فبراير عام 2011 وظل منذ أكثر من عامين محبوسا على ذمة تحقيقات وقضايا وجهت إليه فيها اتهامات بالفساد وقتل متظاهرين.
وتابع مبارك بأن الأمريكيين "كانوا عايزين قواعد بأي تمن"، وأن واشنطن طلبت أكثر من مرة قواعد في غرب القاهرة وبرج العرب قرب الإسكندرية، وأنه خلال زيارة رسمية للولايات المتحدة التقى وزير الدفاع الأمريكي الذي أبلغه بدوره بأن أبوغزالة وافق على القاعدة العسكرية.
ورد مبارك قائلا: "الدستور المصري لا يسمح بذلك لا لا بوغزالة ولا لي شخصيًّا. هذا الأمر يحتاج موافقة البرلمان المصري، وحتى لو وافق البرلمان لازم استفتاء شعبي، وقفلت الموضوع عليهم".
وسُئل الرئيس السابق عن دور الولايات المتحدة وإسرائيل فيما يحدث الآن في مصر والمنطقة العربية، فقال إن كل ما يهم أمريكا هو ضمان أمن إسرائيل في الأساس، "وطول عمرهم بيحاولوا يضغطوا على العرب من أجل هذا الهدف".
وقال إن واشنطن طلبت في العام 2006 أو 2007 تردد إف.إم للقاهرة الكبرى، ورفض وزير الإعلام طلبها.
وأضاف مبارك: "جاءني السفير الامريكي، وقال أعطني تردد (إف.إم)؛ لأنهم في واشنطن حاجزين 270 مليون دولار عن المعونة لمصر بسبب هذا الموضوع، فقلت له: خليهم عندكم... مش عايزينهم، ورفضت. وبعدها بخمسة عشر يومًا أرسلوا المئتين وسبعين مليون دولار... طبعا كانوا عايزين تردد (إف.إم) علشان التجسس ومراقبة كل شيء".
وقال إن الولايات المتحدة أرادت أيضا إقامة شبكة إلكترونية للقوات المسلحة، لكنه رفض خوفاً من التجسس الإسرائيلي والأمريكي.
وقال مبارك عن تنحيه: "على فكرة أنا اتخذت قرار التنحي بنفسي ولم يضغط علي أحد وكان ممكن أستمر في الحكم، لكنني قررت التنحي حفاظاً على أرواح الناس، وعدم إراقة الدماء". لكنه رفض الحديث عمَّا حدث وقت الانتفاضة، وقال "أنا مبحبش (لا أحب) أتكلم في الموضوع ده. المسألة خلاص مرت".
ورفض مبارك الحديث عن دور المجلس العسكري في الانتفاضة، وقال عن وزير الدفاع آنذاك محمد حسين طنطاوي: "لو كنت أقلته أيامها... كانوا قالوا عليه بطل... كانت الناس هتقول إني طلبت منه يضرب الناس بالسلاح وهو رفض".