إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اغتيال الحلم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اغتيال الحلم


    أحمد السلماني
    "يحكى عن رجل كان يدندن على أوتار عوده فخطرت على باله فكرة العزف على كرة القدم..ولكن تذكر أنه ليس لكرة القدم أوتار فجعل من كرة القدم طبلاً وظل يعزف على أوتار قلوب الجماهير وصفق له الإعلام وبعض المحبين فلحن أغنية تحمل اسم الوطن، ولكنه فشل في أن يجد من يغني باسم الوطن وحب الوطن..فيا للعجب" مقتبس
    استهلالية تصف الحالة التي وصلت لها كرة القدم العمانية بعد توالي الانكسارات والهبوط المروع لكرة القدم الخليجية فآخر فرسانها سقط في العاصمة الأردنية عمان، ثم ماذا بعد..سؤال مطروح للاتحاد العماني لكرة القدم الذي اغتال الحلم العماني والخليجي والذي كان في المتناول فإذا بالشعب والأمة العمانية تصحو على كابوس سبب وسيسبب لمحبي الأحمر صداعاً وإزعاجاً وجرحاً لن يندمل بسهولة بل سيظل ينزف متى ما ترآت لهذه الجماهير المحبة صورة لفانيلة المنتخب أو شعار من شعاراته أو لواحد من نجوم المنتخب ارتدى هذا الشعار ولم يدرك قيمته أو حتى يرتقي لمعناه أو أهميته، حتى شعار الاتحاد نفسه فقد غيره رغبة منه في تغيير وطمس ما بناه أسلافه، ولكن لماذا؟ ومن المسؤول عن هذه الانتكاسات المتتالية التي ما عاد للجماهير قدرة على تحملها فتكيفت معها ولسان حالها يقول"الضرب على الميت حرام"، فاعتادت هذه المسكينة الصبر إيمانًا بالمبدأ والحكمة التي تقول"الصبر مفتاح الفرج".فتتطاول الأمد عليها .
    فمنذ أن تقلد الاتحاد الحالي الذي جاء نسخة من سابقه وبميلاد عسير مقاليد الكرة العمانية العام 2007م، أخذ يدغدغ الشارع الرياضي بإحداث قفزة للكرة العمانية فتناغمت معه كل الأطياف وحفزته وساعدته من دعم حكومي وأهلي وأندية وإعلام ولكنه تلاعب بكل ذلك وقفز فوق الواقع وبدد كل تلك الأوهام فالإنجاز الوحيد الذي تحقق في عهده كان "خليجي 19"ولكن نذكر هنا أن المنجز جاء بإرادة شعبية وحكومية تناغمت سويًا فترجمها الاتحاد واللاعبون في الملعب وجاءت بشق الأنفس وكنّا الأحق بها، بعد ذلك خرجنا من التصفيات الآسيوية المؤهلة للنهائيات بالدوحة ثم جاءت كارثة الخروج من الدور الأول لخليجي 20 باليمن وبعد ذلك خرجنا من الدور الأول لتصفيات كأس العالم 2010 وصدم الشارع العماني بخروج مذل من خليجي 21 بالبحرين وجاءت تصفيات كأس العالم البرازيل 2014 لتكمل مسلسل "الخروج الأليم"للمنتخب، وكل ذلك مرده إلى أن العقلية التي تدير ماكينة كرة القدم عقيمة الفكر والتدبير ولا تجيد سوى فن"التجبير" فقط.
    الحق والحقيقة التي لن تصدم الشارع الكروي العماني لأنه يعرفها أن منظومة الاتحاد العماني لكرة القدم تدار بشخص الرئيس فقط والبقية من أعضائه لا حول لهم ولا قوة ، يطبلون كغيرهم، حتى إنهم أضروا بشخص الرئيس نفسه الذي وجد نفسه أمام شخصيات غير قيادية ولا تستطيع صناعة قرار فضلاً عن إقراره، لذلك لم يعرها اهتماما وانفرد بقراراته والبقية إلا من رحم ربي كان ينفذ فقط وتناسى مسؤوليته الجماعية وأن مثل هذه المؤسسات تحتاج إلى الجماعية لا سواها.
    إنّ ما توفر لهذا الاتحاد من دعم معنوي ومادي لم يتوفر لسابقيه، الدعم المعنوي تمثل في الدعم الجماهيري المطلق للمنتخب ولنجومه فضلاً عن الدعم الإعلامي الكبير، فتناست الأقلام الرياضية السلبيات وتركتها خلفها ونسقت فيما بينها من أجل توفير الجو الملائم لإعداد المنتخب ودرء كافة أشكال الضغط والبعد عن الانتقاد اللاذع ولو مؤقتًا حتى تظل نغمة الإعداد تسير وفق أنغام الملحن، واليوم يناشد المكلومون في بسيطة عمان قاطبة أن يتحمل الجميع مسؤولياته من أجل وقف مهازل ودغدغات الاتحاد التي لا تتوقف والتي جاءت على المدر والشجر دونما حسيب أو رقيب ومن ذلك: وزارة الشؤون الرياضية:عليها تقع المسؤولية في محاسبة الاتحاد بعد الدعم الكبير والسخي من لدن المقام السامي لجلالة السلطان المعظم والحكومي له من أجل التواجد في المحافل الدولية ورفع علم السلطنة على جنباتها ولكن سوء إدارة هذه الأموال بدد هذه التوجهات.
    الجمعية العمومية للاتحاد العماني لكرة القدم: حتى اليوم لم تدرك هذه الجمعية الممثلة في الأندية العمانية الصلاحيات الكبيرة الممنوحة لها، لكن أنى لهذه إدراك ذلك وأغلب رؤساء الأندية متطفلين على مجالس إداراتها حتى أن الغالبية العظمى منهم ممن لم يلمس الكرة في حياته أو يمارس أي نشاط رياضي ولكنه جاء لإدارة دفة النادي الفلاني للوجاهة ولأنّ الدعم المقدم للأندية والاستثمارات الحالية يسيل لها اللعاب، إذاً على الجمعية العمومية الحالية انتداب الكفاءات منها وتحمل مسؤوليتها في محاسبة اتحاد الكرة وإسقاطه إن لزم الأمر لتحل مكانه الكفاءات الكروية والبحث عنها لندرتها حقيقة.
    الإعلام الرياضي: آن الأوان للأقلام غير الصادقة أن تتوقف فمن غير المعقول أن تظهر فجأة وبعد السقوط في تصفيات المونديال لتتغنى بنتائج المنتخب وأن وصوله إلى المراحل النهائية للتصفيات في حد ذاته إنجاز للكرة العمانية، إنّ ما تفوهت به هذه الأقلام لهو والله ما يبث فينا وفي منتخبنا الغالي الروح الإنهزامية وألا نتطلع إلى الأعلى فالأعالي للكبار فقط، ولكن إلى متى سنظل نهفو إلى الأعلى وإذا أردنا الصعود جاءتنا ضربة لتقول لنا مكانك في الأسفل، ألا يحق لنا وبعد أكثر من أربعين عامًا من اللهث وراء المنجزات ولم نحصد سوى لقب وحيد أن يكون لنا مكان بين الكبار، إذًا على الإعلام ألا يصمت وأن يظل يبحث عن الحقيقة فهذه رسالته ونقدر لوسائل الإعلام وقفتها ومبادرتها في دعم برنامج إعداد المنتخب ولكن اليوم آن الآوان لأن يخدم الإعلام بكل أطيافه المرئي والمقروء والمسموع القائمين على الرياضة والكرة في عمان بتوجيه النقد البناء والذي يرتقي بأداء اتحاد الكرة وغيره من الاتحادات الرياضية الأخرى.
    رسالة أخيرة لنجوم الأحمر العماني:شكرًا لما قدمتموه لنا كجمهور، لحظات الفرح تمنح منكم ببخل شديد، ولكنكم أبكيتمونا كثيرًا، لا نشك مطلقاً في حبكم للبلد وحاكمها ولكن بعضكم لم يكن على قدر المسؤولية وكان شعار المنتخب الذي يرتديه أكبر منه بكثير، فاستهزأ واستهتر فجاءت النتيجة وبالاً على زملائه وعلى الجماهير الوفية وعندما أراد أن يعود استفاق على هول الصدمة.
    آخر كلام"من لا يتجرأ ..لا ينتصر"
    [email protected]
يعمل...
X