الرؤية - نجلاء عبدالعال
بدأت الهيئة العامة لترويج الاستثمار وتنمية الصادرات تنفيذ أولى حلقات عمل سلسلة "الارتقاء بالممارسات التجارية" بمشاركة مجموعة من المصدّرين وأصحاب الشركات العُمانية .
وأكدت نسيمة بنت يحيى البلوشية، مدير عام تنمية الصادرات بالهيئة العامة لترويج الاستثمار وتنمية الصادرات لـ"الرؤية" أن الهيئة تلقت ملاحظات من جمهور المعارض الخارجية التي تشارك فيها السلطنة حول انخفاض مستوى الاهتمام بالتغليف والتعبئة والعرض بالنسبة للمنتجات العمانية مقارنة بالعارضين من دول أخرى. وأشارت إلى أن المنتجين العمانيين خاصة فئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة أيضًا كانت لهم مطالب بأن يتم دعم هذا الجانب في منتجاتهم، ولذلك واستجابة لكلا الطرفين والتزامًا من الهيئة بواجبها نحو تنمية الصادرات العمانية ومساعدتها في التواجد في الأسواق الخارجية فقد بدأت في تنفيذ سلسلة من الحلقات العلمية والعملية لإطلاع المنتجين العمانيين على الخبرات العالمية في مجال عملهم وإتاحة الفرصة لهم لمشاركة خبرات نجاح لمنتجين ومصدرين عمانيين.
وكانت أولى حلقات عمل سلسلة "الارتقاء بالممارسات التجارية" التي بدأتها الهيئة العامة لترويج الاستثمار وتنمية الصادرات قد بدأت أمس بمشاركة مجموعة من المصدّرين وأصحاب الشركات العُمانية، حيث تناولت الحلقة، التي قدّمها عدد من المختصّين، أهمية تغليف المنتجات في تعزيز تنافسيتها في الأسواق الإقليمية والعالمية خصوصاً في ظلّ الطلب المتزايد على الجودة والشكل والتصميم الجذّاب، كما ركّزت أيضاً على الطرق التي تكفل لأصحاب الشركات المشاركة الفاعلة في المحافل والمعارض الدولية.
وقالت البلوشية في كلمتها في افتتاح الحلقة إنّ الهيئة تركّز جهودها حالياً على زيادة حجم الصادرات المحلية من خلال تعريف أصحاب المصانع والشركات العُمانية على شتّى الجوانب التسويقية التي تعدّ عاملاً مهمًا لدخول منتجات شركات القطاع الخاص إلى الأسواق العالمية مؤكدة على أنّه مع انفتاح السلطنة على الأسواق الأجنبية فإنّ المنتجات المحليّة قادرة على التواجد بقوة بفضل الجودة العالية التي تتميز بها وتنافسية أسعارها، وأن دور الهيئة هنا يتمثّل في تقديم الدعم المعرفي فضلاً عن توفير السبل والمعلومات للمشاركة في المؤتمرات والمعارض والمحافل الدولية التي تُقام على مدار العام.
هذا وكان من بين المتحدّثين خلال حلقة العمل الدكتور عبد الله بن محمد الزكواني المدير التنفيذي لمركز الابتكار الصناعي، وهي المؤسسة التي تعمل مع مختلف الشركات لتعزيز تنافسية منتجاتها من خلال توليد الأفكار المبتكرة لجذب المستهلك والمستورد. وأكّد الزكواني أن التصميم والتغليف هما جزءان لا يتجزّآن من التخطيط الإستراتيجي لأي شركة كونهما مرتبطان كلّ الارتباط بالقيمة السوقية وسرعة دخول المنتج إلى السوق. وأشار إلى أن وضع السوق الراهن في السلطنة يتطلّب تقديم الإرشاد والتوجيه لأصحاب المشاريع الجديدة والروّاد الواعدين وتمكينهم من صناعة الفرص، وأكّد ضرورة مبادرة الجهات الداعمة لاحتضان الأعمال الإبداعية بما يضيف إلى رصيد السلطنة وسط مساعيها لتأسيس اقتصاد ومجتمع أعمال قائم على الابتكار.
وكان من المتحدثين أيضاً في الحلقة جمال العاصمي المدير التنفيذي بشركة Reality CG الذي أشار إلى أهميّة عقد جلسات دورية على مستوى الشركة واستشارة المختصّين لكي يخرج المنتج بأبهى شكل وحلّة. وتطرّق العاصمي في عرضه إلى الجماليات البصرية واللمسات الجرافيكية التي يمكن إضفاؤها على المنتج لإبراز ما يميّزه عن غيره، كما أشار إلى أهمية الاهتمام بأبسط العناصر وأدقّها لترك انطباع إيجابي ومؤثر في نفس المستهلك وتحفيزه على اقتناء المنتج.
وعلى ضوء خبرته في مجال التصميم والإعلانات والترويج، استعرض بول روس مدير شؤون شركة زينة للتصميم والعلاقات العامة الخطوات والمراحل الصحيحة لتصميم أي منتج والمعطيات التي تكفل إخراجه وفقاً للمقاييس العالمية وليسدّ حاجة السوق. وأشار روس إلى التغيّر المتسارع الذي تشهده أنماط الاستهلاك عالمياً ما يستدعي الشركات أن تواكب ذلك بسرعة وذكاء.
وأعرب نيك هودج المدير الإداري بالشركة العُمانية للمعارض والتجارة الدولية عن ضرورة أن يبادر أصحاب الشركات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطّة في السلطنة إلى المشاركة في المعارض الدولية تزامناً مع التوجّه المحلّي القائم نحو التصدير. وأشار إلى أن احتدام المنافسة في شتى القطاعات يزداد بتزايد خطوط الإنتاج والتصنيع العالمية، ما يجعل العثور على أي فجوة في السوق فرصة كبيرة للنمو شريطة أن يقترن ذلك بجودة المنتج وشكله وتصميمه.
هذا وقد تطرّقت النقاشات في الحلقة إلى نماذج وعلامات تجارية عُمانية أثبتت نجاحها وجدارتها في الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية بفضل خططها التسويقية والترويجية، ومقارنة هذه النجاحات وربطها بأكبر الشركات العملاقة في العالم كشركة أبل ومايكروسوفت التي تعدّ على طليعة الشركات في مجال التصميم والابتكار ما حافظ على مستوى نموها وولاء عملائها ومستهلكيها لأعوام طويلة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ الهيئة تخطّط خلال الفترة القادمة إلى إقامة عدد من حلقات عمل متخصّصة تستكمل التركيز على الجانب المعرفي الذي يمهّد السبل للمصدرين لمواجهة وتذليل العقبات والتحدّيات التي يواجهونها في شتّى جوانب ومتعلّقات التصدير.