الرؤية - أحمد الجهوري
نظمت وزارة الخدمة المدنية، بالتعاون مع مؤسسة المنارة العلمية لخدمات التدريب الملتقى الخامس للأكاديمية العربية العالمية للتدريب والتطوير، إضافة إلى إقامة مؤتمر مصاحب للملتقى بعنوان "أخلاقيات التدريب بين منظومة الجودة واحتياجات المجتمع"؛ وذلك تحت رعاية سعادة الدكتور حماد بن حمد الغافري مستشار وزارة الخدمة المدنية، وبحضور مجموعة من الأساتذة المحاضرين والمدربين والمديرين وإخصائيي التدريب.
وابتدأ الملتقى بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، وبعدها قدَّم سعود الرواحي الرئيس التنفيذي للمنارة العلمية لخدمات التدريب، كلمة؛ قال فيها: نتطلع في هذا الملتقى إلى إثرائكم وتفاعلكم جميعًا؛ من أجل الوصول إلى توصيات من شأنها أن تكون منطلقا لأنشطة ميدانية نافذة في المستقبل القريب، فإننا في الأكاديمية العربية العالمية حرصنا على تنويع المداخلات في هذا المؤتمر بما يضمن تقاسم الخبرات وتكامل الآراء حول موضوع النقاش، فسوف يتطرق المحاضرون إلى عناصر محورية في جودة وأخلاقيات التدريب، بحيث نحاول أن نسلط الضوء على جوانب عدة لموضوع النقاش، لكن خبراتكم التراكمية حتما ستكون إضافة قيّمة لمحاولة تناول القضية من كافة جوانبها، فالأكاديمية العربية العالمية للتدريب والتطوير بكوادرها ومواردها البشرية، تعد اليوم أحد أبرز المنظمات الاحترافية التي تسعى بشكل دائم وحثيث لتعزيز ثقافة التدريب وضبط جودته بما يحقق آمال المجتمع ومؤسساته، عبر شبكة سريعة النمو من المدربين والخبراء والباحثين وأصحاب المراكز التدريبية الذين تجمعهم رسالة مقدسة وهي "الارتقاء بثقافة التدريب في المجتمع ضمن منظومة أخلاقيات ومعايير تكفل ضبط الجودة بما يحقق الفاعلية في تعظيم العائد على الاستثمار".
ويهدف المؤتمر للخروج بتوصيات من شأنها وضع وثيقة اخلاقيات ومبادئ ومعايير لجودة التدريب، والتي سيلتزم بها أعضاء الأكاديمية العربية العالمية من مدربين ومراكز تدريبية كما سيستفيد منها مجتمع التدريب في الوطن العربي.
وبعدها؛ قدَّم محمد مايمون المدير التنفيذي للأكاديمية، كلمة؛ قال فيها: لقد كتب المولى عز وجل للأكاديمية العربية العالمية للتدريب والتطوير الاستمرار رغم كل التحديات التي اعترضت طريق بقائها إلى اليوم، إذ كان الملتقى الأول بالفجيرة بدولة الإمارات العربية المتحدة سنة 2009 ملتقى تأسيسيا يهدف إلى إيجاد إطار عربي يجمع المدربين العرب ومراكز التدريب على رسالة ورؤية واحدة ويقدم البديل المناسب من خلال مرجعية عربية المنشأ وعالمية الانتشار، وهو ما يسر الله -عز وجل- تحقيقه بإذنه، ثم كان الملتقى الثاني بدمشق بسوريا سنة 2010 ملتقى لترسيخ قيم التعاون بين المدربين الأعضاء بوضع آليات عمل جديدة تكرس عمق التعاون العربي في مجال التدريب على غرار منظومات عمل مشابهة في مجالات مهنية أخرى، وفي سنة 2011 انعقد الملتقى الثالث في اسطنبول التركية بدلا من العاصمة اليمنية صنعاء؛ بسبب أحداث ما يُسمى بـ"الربيع العربي"، ليكون الملتقى الثالث فاصلاً في تحديد جانب من أخلاقيات إدارة التدريب مع وضع نصوص ونظم جديدة تنظم عمل الأكاديمية، وترسخ دعائمها وتزيد من أواصر التعاون المشترك بين الأعضاء مع إطلاق مشاريع تدريبية جديدة ذات طابع اجتماعي، ثم كان الملتقى الرابع في بجاية بالجزائر سنة 2012 حيث تم اتخاذ قرارات مهمة في تاريخ الأكاديمية مع فتح باب العضويات لمراكز جديدة واعتبار ملتقى الأكاديمية ملتقى علميا لتمنح الأكاديمية الإشراف على عدد من المشاريع التدريبية، خاصة مشروع سفراء التنمية، وها نحن اليوم في سنة 2013 نجتمع بتوفيق الله عز وجل في بلد الحب والسلام في عاصمة سلطنة عمان مسقط الخير والبركات لنعلن للعالم أجمع أننا ما زلنا نعمل بكل عزم وثقة وإصرار لتسود قيم الجودة والأخلاق والتعاون في عالم التدريب في مجتمعنا المعاصر رغم كل التحديات.
... إن استمرارية انعقاد ملتقيات الأكاديمية العربية العالمية بشكل دوري منتظم للسنة الخامسة على التوالي هو إنجاز في حد ذاته لم يحصل مع أي مؤسسة تدريبية أخرى، ولم يكن ليتحقق هذا الإنجاز لولا جهود المدربين والمراكز الأعضاء، لا سيما أعضاء مجلس الإدارة الذين شاركوا بجهدهم ووقتهم ومالهم منذ سنة 2009 وإلى يومنا هذا، حيث بدأت ملامح قوة هذا الصرح التدريبي تتجلى في ملتقاكم هذا من سلطنة عمان لتحقق رؤيتنا التي وضعناها قبل عدة سنوات وهي أن نكون المؤسسة التي يطمح كل مركز تدريب عربي للانتماء إليها ويعتمد معاييرها ويستفيد من الفرص التي تتاح في إطارها.
والجدير بالذكر أن الملتقى سيضم 7 ورقات عمل متنوعة، حيث حملت الورقة الاولى عنوان الأسس التطبيقيه للتوفيق بين الجودة واحتياجيات المجتمع في عالم التدريب، ويقدمها الدكتور طلال علي الصغير من لبنان، والثانية بعنوان التخطيط الاستراتيجي كمدخل للجودة الشاملة في عالم التدريب ويقدمها المهندس حمد العمر من السعودية، أما الورقة الثالثة بعنوان أخلاقيات التدريب بين الواقع والطموح، فيقدمها حميد الهنائي من السلطنة، والورقة الرابعة سيكون عنوانها دور تحديد الاحتياجات التدريبية في ضبط الجودة، وتقدمها محفوظة الجابرية من السلطنة، والورقة الخامسة يقدمها الدكتور محمد مايمون من الجزائر والتي ستحمل عنوان آليات صناعة الجودة في عالم التدريب في المجتمع المعاصر، والورقة السادسة سيقدمها الدكتور أحمد سالم محمد من الجزائر، تحت عنوان اخلاقيات التدريب من منظور الميثاق العالمي لاخلاقيات المهنة، اما اخر ورقات العمل فسيقدمها الدكتور زياد سليم الحسني من العراق وبعنوان تصنيف المدربيين وفقا لمعايير الجودة والحقوق والواجبات.