إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أمير قطر يتنازل عن الحكم لنجله .. ويبلغ العائلة المالكة بتسليم السلطة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أمير قطر يتنازل عن الحكم لنجله .. ويبلغ العائلة المالكة بتسليم السلطة


    الدوحة- الوكالات
    أعلن الديوان الأميري في دولة قطر أمس أن أمير البلاد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني سيوجه كلمة للشعب القطري صباح اليوم، الذي سيكون عطلة رسمية بالبلاد، ولم يذكر البيان الذي بثته وكالة الأنباء القطرية أي تفاصيل أخرى.
    وكان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، قد أبلغ أمس، الأسرة الحاكمة وأعيان البلاد قراره تسليم السلطة إلى نجله ولي العهد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بحسب ما أفادت قناة الجزيرة.
    وذكرت القناة في خبر عاجل على شاشتها أن الشيخ حمد أنهى اجتماعًا مع الأسرة الحاكمة و"أهل الحل والعقد" وأحاطهم علمًا بـ"قراره تسليم السلطة إلى ولي عهده الشيخ تميم" البالغ من العمر 33 عامًا.
    من جانبها نقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤول خليجي قوله إن أمير قطر سينقل عاجلاً السلطة لولي العهد.
    وكان الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني قد عين ولياً للعهد في الخامس من أغسطس 2003، ومنذ ذلك الحين برز على الساحة المحلية والإقليمية والدولية حيث شارك ومثل بلاده في عدد من المؤتمرات وأمسك بالعديد من الملفات الداخلية والخارجية.
    وولد الشيخ تميم بن حمد يوم 3 يونيو 1980 بالدوحة وحصل على الشهادة الثانوية من مدرسة شيربورن بالمملكة المتحدة عام 1997، وتخرج في أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية بالمملكة المتحدة عام 1998 وهو يتحدّث بالإضافة إلى العربية، اللغتين الإنجليزية والفرنسية بطلاقة.
    وترأس الشيخ تميم بن حمد عددًا من المؤسسات من بينها المجلس الأعلى للبيئة والمحميات الطبيعية، والمجلس الأعلى للتعليم، والمجلس الأعلى للاتصالات، ومجلس إدارة جهاز قطر للاستثمار، بالإضافة إلى مؤسسات أخرى.
    كما شغل منصب نائب القائد العام للقوات المسلحة القطرية، ونائب رئيس مجلس العائلة الحاكمة. ونال عددًا من الأوسمة منها وسام الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة من الدرجة الممتازة عام 2004 ووسام جوقة الشرف من رئيس فرنسا عام 2010 والوسام الأعلى للمجلس الأولمبي الآسيوي عام 2007.
    حالة من الدهشة
    وقبل أيام ذكر دبلوماسيون عرب وغربيون قبل أيام أن الأمير حمد، سوف يستبدل قريباً رئيس الوزراء بنجله ولي العهد تميم البالغ من العمر ثلاثة وثلاثين عاماً، ثم سيتخلى نفسه عن سلطته لصالح تميم. وقد أثارت الأخبار حالة من الدهشة في عواصم العالم الكبرى وبين جيران قطر فتنصيب قائد مبتدئ في وقت تسود فيه التوترات والتقلبات الكبيرة يبدو أمراً محفوفاً بالكثير من المخاطر.
    فلماذا الآن؟ إنّ إحدى الأسباب هي أنّ صحة الأمير حمد أخذت منحنى نحو الأسوأ. ويُقال إنّ لديه كُلى واحدة فقط تقوم بوظيفتها رغم أنّه من غير المعروف ما إن كانت تلك الكلى تخصه أم أنه حصل عليها من خلال عملية لزرع الكلى في عام 1997. وإذا قارن المرء صورة فوتوغرافية للأمير التقطت مع الرئيس أوباما في مدينة نيويورك عام 2009 وصورة أخرى التقطت في المكتب البيضاوي في شهر أبريل هذا العام، يتضح أنّه فقد الكثير من وزنه. ويُنكر خبير قطري أن هناك مشكلة صحية، مدعياً بدلاً من ذلك أن تلك عملية منظمة جيداً لنقل السلطة تمّ الإعداد لها على مدار سنوات عديدة لكي يتسلمها تميم.
    إنّ تميم هو النجل الرابع للأمير حمد والثاني الذي يحمل لقب ولي العهد. وقد أخبر سفير سابق في الدوحة عن أبناء الأمير الإثنين الأكبر سناً أن "أحدهم يرتاد الحفلات كثيراً، وآخر يصلي كثيراً".
    ويبدو أن تميم تمكن من تجنب جميع تلك العثرات ليصبح وريث العرش المطلق. وقد تلقى تدريبه في "أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في بريطانيا" ويُعرف عنه الجد والاجتهاد.
    ولم يتّضح بعد النتيجة الفعلية لهذا التغيير السياسي. هل سيمكث الأمير حمد في الدوحة، الأمر الذي يقوض من سلطة تميم من الناحية الفعلية؟ لقد كان والد الأمير يعيش سنوات في المنفى، إلى أن خبت جذوة استيائه من الإطاحة به من الحكم. وقد عاد الوالد المُسن الآن إلى قطر، دون أن يمثل أي أهمية سياسية على ما يبدو.
    لكن ماذا عن رئيس الوزراء ووزير الخارجية، الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني؟ في احتفال أقامه "معهد بروكينغز" في أبريل، قُدمت للشيخ حمد لوحة تذكارية ضخمة، وانهال عليه كبار مؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية بالمديح واعتبروه شخصية لا يمكن الاستغناء عنها أساساً. ربما يكون كذلك إلا أنه لم تظهر بعد أسماء حول من سيشغل منصب رئيس الوزراء بدلاً منه. وسوف يبقى الشيخ حمد مسؤولاً عن محفظة "جهاز قطر للاستثمار" البالغة نحو 200 مليار دولار، لكنه قد يقرر كذلك الإقامة في لندن، حيث يوجد برج "شارد"، الذي هو أعلى وأحدث مبنى في العاصمة البريطانية، وتملكه قطر.
    وما إن تكتمل عملية انتقال السلطة، سيكون تميم مسؤولاً عن توجيه تدخل قطر في سوريا ضد نظام الرئيس بشار الأسد، إلى جانب الحفاظ على نفوذ قطر عبر العالم العربي.
    وفي ظل الإيرادات التي تحصل عليها بلاده كثاني أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال على مستوى العالم، فلن ينقصه المال. كما يستطيع شراء المشورة والمساعدة، وهو ما تفننت فيه قطر في الماضي: وعلى كل حال، فإنّ حوالي 1.7 مليون شخص من المقيمين في شبه الجزيرة، أي الأغلبية الشاسعة من السكان، ليسوا من المواطنين وإنّما عمالة مستأجرة.
    لكن هناك بعض الأسئلة: هل سيواصل كونه الداعم المالي الأكبر لجماعة «الإخوان المسلمين» في مصر؟ هل سيستمر في دعم المقاتلين الجهاديين الذين هم على الأرجح الأكثر تطرفاً في سوريا، لكنهم الأكثر فاعلية؟ وهل ستسعى إيران، التي تقع على بعد 100 ميل إلى الشمال والتي تشاركها قطر في حقل الغاز الطبيعي الأكبر في العالم، إلى الانتقام للخسائر المتكبدة في سوريا عن طريق تحدي هذا السياسي المبتدئ؟ وماذا عن الدولة السنية العربية المنافسة لقطر، المملكة العربية السعودية.
    وبالنسبة للأمير تميم بن حمد آل ثاني الذي سيظهر على الساحة قريباً، فإنّ المشاكسات داخل عائلته قد تمثل تحدياً باعثاً على الإحباط مثلها مثل الاضطرابات الدائرة في الشرق الأوسط. لقد كانت قطر على مدار سنوات تسعى لدور أكبر من حجمها وتلاكم من هو أقوى منها. والآن ربما حان الوقت ليحاول أحدهم رد تلك اللكمات.
يعمل...
X