جنيف – رويترز
قال جينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي إن محادثات أجريت أمس برعاية الأمم المتحدة لتنظيم مؤتمر ينهي الحرب في سوريا انتهت دون اتفاق بين المسؤولين الأمريكيين والروس على كثير من المسائل ومن بينها المواعيد وقائمة المشاركين في المؤتمر.
وأضاف للصحفيين عقب المحادثات التي استمرت خمس ساعات أن الجانبين سيعودان إلى حكومتيهما لبحث سبل المضي قدماً لكن لم يتم الاتفاق أيضاً على من سيمثل المعارضة السورية ومشاركة إيران.
وقال بيان للأمم المتحدة إنّ وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف سيلتقيان الأسبوع القادم ومن المتوقع إجراء مزيد من المحادثات بخصوص المؤتمر بعد ذلك.
ورفضت ويندي شيرمان عضو الوفد الأمريكي في محادثات جنيف التعليق.
من جهة أخرى قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أمس إن المملكة تعتبر أن تدخل إيران وجماعة حزب الله اللبنانية في الحرب الأهلية السورية أمر خطير وترى أنه ينبغي تقديم مساعدات عسكرية لمقاتلي المعارضة للدفاع عن أنفسهم.
وأضاف الأمير سعود في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في جدة أن السعودية لا يمكنها السكوت عن التدخل الإيراني ودعا إلى قرار يحظر تدفق الأسلحة على الحكومة السورية.
وقال الأمير سعود إن المملكة تطالب "بصدور قرار دولي واضح لا لبس فيه يمنع تزويد النظام السوري بالسلاح ويؤكد في الوقت ذاته على عدم مشروعية هذا النظام."
وعاد كيري إلى الشرق الأوسط بعد زيارة للهند استمرت يومين وسيواصل جهوده لتقوية المعارضة السورية وإحياء محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
وتشمل زيارته إلى جدة إجراء مباحثات مع الأمير سعود الفيصل والأمير بندر بن سلطان الذي ينسق جهود المملكة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
وتتناول المباحثات خطط واشنطن لتقديم دعم عسكري مباشر للواء سليم إدريس قائد المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر وهو الجناح العسكري لجماعة المعارضة الرئيسية في سوريا.
وقال الأمير سعود إن السعودية لا يمكنها "السكوت أو التغاضي عن" تدخل إيران وجماعة حزب الله اللبنانية في الصراع الدائر في سوريا وجدد دعوات لتسليح المعارضة ومنع مبيعات السلاح للرئيس السوري.
وقال وزير الخارجية السعودي تعليقًا على التطورات في سوريا "لعل أخطر هذه المستجدات هو مشاركة قوات أجنبية ممثلة في ميليشيات حزب الله وغيرها ومدعومة بقوات الحرس الثوري الإيراني لقتل السوريين."
وتابع "لم يعد هناك أي مبرر أو منطق يسمح لروسيا بالتسليح العلني والمحموم لنظام سوريا وجحافل القوات الأجنبية التي تسانده."
ميدانياً؛ قال نشطاء سوريون معارضون إن قوات الرئيس السوري بشار الأسد قصفت مناطق في شرق دمشق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة أمس بقذائف مورتر ونيران المدفعية وضربات جوية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المؤيد للمعارضة إن الهجوم تركز على زملكا وأربين على مشارف وسط العاصمة الذي تسيطر عليه القوات الحكومية.
ويقول المعارضون في المناطق المحيطة بالعاصمة إنهم يواجهون تقدماً للجيش على نحو بطيء لكنه مستمر. وكان دخول المعارضين إلى المدينة قبل عام يمثل إشارة على قرب سقوط الأسد لكن قواته بدعم من حلفائه الشيعة تصدوا لهم.
وإذا استعادت القوات الحكومية مناطق شرق دمشق سيخسر مقاتلو المعارضة وأغلبهم من السنة مسارات إمدادات السلاح وسيكون ذلك بمثابة صفعة قوية لسعيهم للإطاحة بحكم أسرة الأسد المستمر منذ أربعة عقود.
وقال المرصد ومقره لندن إن مناطق أربين وزملكا تعرضت للقصف من جانب القوات النظامية بقذائف المورتر والمدفعية الثقيلة.
ويقول المعارضون إن قدرتهم على قلب مكاسب الأسد في دمشق ربما تكون معلقة الآن على الدعم العسكري من مسانديهم من الغرب والعرب. وأعلنت الولايات المتحدة عن مساعدات عسكرية لم تحددها هذا الشهر.
وقتل أكثر من 93 ألف شخص في الصراع الدائر في سوريا والذي بدأ بانتفاضة شعبية ضد الأسد لكنها تحولت إلى حرب أهلية ذات بعد طائفي.