يمثل الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة المخدرات؛ فرصة مواتية لتقييم ومراجعة الجهود التي تبذلها مختلف الأجهزة المعنية بمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، بغية التصدي الفعّال لهذه الآفة التي تمثل خطرًا محدقًا بالمجتمعات خاصة فئة الشباب، والتي هي الطاقة المنتجة في المجتمع..
ويأتي اليوم العالمي لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية لهذا العام 2013م تحت شعار ذي مدلولات عميقة وهو :" سعادتي بإيماني وليس بإدماني" ، وذلك بهدف إيصال رسالة مفادها أن التمسك بالدين الإسلامي الحنيف، والإيمان العميق هو مبعث السعادة الحقيقة، وليس مطاردة سراب الوهم الزائف من خلال تعاطي المخدرات.
ومشكلة المخدرات ليست شأناً محليًا، أو هاجسًا إقليميًا، بل مشكلة عالمية يتعدى تأثيرها حدود الزمان، وتتجاوز إسقاطاتها السلبية الحدود، فهي مشكلة عابرة للقارات ولم يسلم منها مجتمع من المجتمعات، لدرجة أصبحت تشكل فيها أرقًا سياسياً واقتصادياً وأمنياً واجتماعياً وصحياً للعالم برمته، خاصة في ظل توسع وتنامي هذه الظاهرة وتعدد أساليب انتشارها لتتفوق على كل الجهود التي بذلت، والأموال التي أنفقت في سبيل الحد منها والسيطرة عليها..
ونستطيع أن نتصور مدى خطورة المشكلة وفداحة انتشارها إذا علمنا أنّ نسبة المدمنين على مادتي الكوكايين والهيروين تبلغ 0.6% من سكان العالم البالغين وفق تقارير وإحصائيات الأمم المتحدة عن العام 2012.
وعلى مستوى السلطنة بلغ عدد الجرائم المتعلقة بالمخدرات المسجلة خلال العام الماضي 1285 جريمة فيما بلغ عدد الجناة الذين تم ضبطهم في هذه الجرائم 2179 شخصاً، فيما يبلغ عدد المتعاطين المقيدين في السجل المركزي بالسلطنة حتى نهاية 2012 حوالي 3669 حالة.
وتعكس هذه الأرقام مؤشرات غير مطمئنة، مما يستلزم تكثيف عمليات المكافحة على كافة المستويات، على أن يواكبها جهد مواز للتوعية يبدأ من المنزل مرورًا بالمدرسة وانتهاء بالمجتمع بشكل عام.
وثمة إشادة واجبة بالجهود المبذولة من قبل شرطة عمان السلطانية وبالتعاون مع الأجهزة الأمنية الأخرى لوقاية المجتمع من سموم المخدرات رغم الأساليب والوسائل المستجدة التي يلجأ لها مهربو هذه السموم. وتبقى ضرورة أن تتآزر كافة الجهود وتنصهر في بوتقة واحدة لضمان الفاعلية في التصدي لشرور ومخاطر هذه الآفة.