تويت
الرؤية - وليد الخفيف
ساعات قليلة تفصل محبي الساحرة المستديرة عن الموقعة النارية المرتقبة بين البرازيل وإسبانيا في نهائي كأس العالم للقارات مساء اليوم.
ومن المؤكد أن المنتخبين قد رفعا درجة استعدادهما إلى الدرجة القصوى بعدما دقت طبول الحرب بينهما وسمع صداها في كل انحاء البرازيل المستضيف للبطولة، ولا شك أن الصراع قد يمتد خارج الخطوط بين سكولاري مدرب السامبا والعجوز المخضرم ديل بوسكي مدرب الماتادور. وسبق للمنتخبين ان قدما اداء راقيا مقنعا في المواجهات الاربعة الماضية ضمن لهما عن جدارة التأهل للنهائي المثير الذي يسعى الاسبان من خلاله إلى اعتلاء منصة التتويج لمرة مرة في تاريخهم لتكتمل الثلاثية بعد حصولهم على كأس العالم وكأس امم اوروبا. أما منتخب البرازيل الذي غاب عن منصة التتويج منذ عام 2009 فيسعى اليوم متسلحا بالأرض والجمهور ونجمومه لتكرار الانجاز كبروفة نهائية لبطولة كأس العالم التي يستضيفها البرازيل في 2014.
ومن المؤكد ان سكولاري وبوسكي قد دخلا في تفكير عميق في انتظار المفاجآت التي قد يباغت بها الآخر، خاصة بوسكي الذي دائما ما يلجأ إلى تفكير غريب ثم يبرهن بعد ذلك على صحة اتجاهه؛ الأمر الذي مكن الإسبان من الفوز في 28 مباراة دولية متتالية بلا خسارة. أما عن طريقة اللعب المتوقعة، فقد يبدأ سكولاري المباراة بطريقة لعب 4/3/2/1، معتمدا على ثلاثة محاور ارتكاز في وسط الملعب لمجابهة خط الوسط النشيط للماتادور، يأتي ذلك خلافا لطريقته في المباريات السابقة حيث إن خط وسط الإسبان يختلف عن اي خط وسط في العالم ولا يستطيع لاعبين ارتكاز فقط من مجابهة خط وسط الاسبان الذي قد يلعب بـ6 لاعبين في وسط الميدان، أما عن التشكيلة المتوقعة للسامبا، فقد يبدأ البرازيل المباراة برباعي خط الوسط داني الفيش ولوبيز وتياجوسيلفا ومارسيلو الجناح الطائر أما خط الوسط فيلعب به المهاري نيمار المنتقل حديثا لبرشلونة، وأوسكار دوس سانتوس لاعب تشيلسي وأمامهم فريد كرأس حربة صريح.
وبالنسبة للماتادور المرهق بعد مباراته مع الازوري، فمن المؤكد ان ديل بوسكي قد عكف على اعادة استشفاء لاعبيه بعد المباراة الماراثونية مع ايطاليا والتي آلت لضربات الجزاء للفصل بين الطرفين، ومن المتوقع ان يخوض بوسكي المباراة بنفس تشكيلة المباراة الماضية امام ايطاليا ولكن بمهام وواجبات الشوط الثاني مع معالجة الاخطاء التكتيكية التي ظهرت في الشوط الاول امام ايطاليا. لكن الرؤية الثاقبة لبوسكي كفلت للاسبان اعادة التوازن في الشوط الثاني. وبشكل عام، سيعلم ايكر كاسيس على حراسة عرين الماتادور نظرا لخبرته الطويلة بمثل هذه المبارايات المهمة، وامامه ثلاثة لاعبين هم سيرجيو راموس وجيرارد بيكيه ودافيد ألبا في الدفاع، وتشابي هيرنانديز وتشابي الونسو واندرياس انييستا ودافيد سيلفا في الوسط، ودافيد فيا وفيرناندو توريس في الهجوم، عن الاستحواذ وتلاحمهما مع وسط الملعب حين فقد الكرة ليصبح خط الوسط الإسباني 6 لاعبين يصعب اختراقهم خاصة من العمق، مع الاحتفاظ بفابريجاس أحد أهم الأوراق الربحة للدفع به عن تعثر الأمور، خاصة عن الحاجة لفرض مزيد من السيطرة على وسط الملعب نظرا لإمكانياته البدنية العالية في استخلاص الكرة من المنافس.
وعن مفاتيح لعب المنتخبين، فيعول البرازيليين الآمال على نيمار وأوسكار ولوكاس مورا، ولابد لسكولاري أن يلقن لاعبيه على طريقة غلق المساحات امام منطقة المناورات؛ نظرا لإمكانيات الإسبان الفائقة في استغلال المساحات سواء في الهجمات المنتظمة أو الهجمات المرتدة، أما الماتادور فسيعتمد على انيستيا وتشابي أو فيبريجاس عند الدفع به من مقعد البدلاء ويمتاز الثلاثة بقدراتهم في بناء هجمات منظمه سواء من العمق او الاطراف اضافة الى تمريراتهم المتقنه البينية والعرضية وعموما فقد يستمر الاسبان في طريقتهم المعتمده على التمريرات القصيرة السريعة حول منطقة المناورات حتى الكشف عن ثغرة ليتم اختراقها.
ولا شك ان المدربين قد درسا كل منهما الآخر دراسة مستفيضة من خلال عدة وسائل، لذا فستكون الحلول الابداعية غير التقليدية هي السبيل الوحيد لفك شفرة احدهما، أما اتباع الطرق التقليدية وانتظار رد فعل الاخر فلا تجدى في مثل هذه المواجهات ذات المقام الرفيع. ولعل نيمار احد التحديات التي تواجة المنتخب الاسباني لذا فمن المتوقع ان تكون هناك مباراة ثنائية قوية بين نيمار ومراقبة جيرارد بيكيه، أما سكولاري فمن الصعب علية ان يفرض الرقابة على اتشابي الونسو انيستيا أو فابريجاس لاتباعهما طريقة "القادمون من" الخلف دون التقيد بمراكز تحركها المستمر كلاعبين أحرار في وسط الميدان، وعموما فالمباراة ستكون تكتيكية صعبه فرصها قليقة إلا لو باغت أحدهما الآخر بهدف مبكر، وستكون لرؤية المدربين ولمقاعد البدلاء دورٌ في المباراة خاصة لو امتد الصراع للوقت الاضافي.