آمال ضئيلة معلقة على الجولة المكوكية لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري بين الأراضي الفلسطينية المحتلة والأردن، في أن تسفر عن تحقيق تقدم يعطي العملية السلمية الميتة سريريًا قبلة الحياة، في ظل إصرار إسرائيل على المضي قدمًا في مخططاتها الرامية إلى اغتيال عملية السلام من خلال إجراءات تعسفية، تسببت قبل ذلك في انهيار المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين في عام 2010، حيث إنّها شرعت وبالتزامن مع سير عملية التفاوض في التوسّع الاستيطاني من خلال بناء مستعمرات استيطانية في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين، الأمر الذي نسف المسعى السلمي والذي كان العالم يأمل في أن يتمخض عن حل الدولتين، إحداهما دولة فلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس..
إنّ إسرائيل هي المسؤول الأول والوحيد عن إفشال العملية السلميّة في مختلف المراحل، من خلال ممارساتها التي تتنافى مع منطق السلام، وتتصادم مع الرغبة الدولية، وقرارات الشرعيّة الأممية. كما أنّها ترفض ابتداءً القيام بأي بادرة لبناء الثقة..
وجولة كيري والتي أعادت إلى الأذهان جولات وزير الخارجية الأمريكية الأسبق هنري كيسنجر في السبعينيات، سيكون حظها من النجاح معدومًا طالما ظلت السياسات الإسرائيلية على حالها، وفي ظل تيقنها من أنّ الولايات المتحدة الأمريكية لن تضغط عليها بالقدر الكافي للانخراط بجدية في العملية السلميّة..
والشاهد أنّه حتى لو نجح كيري في جمع الطرفين في محادثات جديدة، فلن تغلب إسرائيل إيجاد وسيلة لوأد هذا المسعى السلمي كما فعلت من قبل وفي مرات عديدة ومتكررة..
وكيري الذي يسابق الزمن للإعلان عن استئناف المحادثات قبل مغادرته المنطقة اليوم، سيصطدم بعقبة كؤود تتمثل في سياسة المماطلة والتسويف الإسرائيلية، لتضاف جولته الحالية في المنطقة - والتي تعد الخامسة إلى سابقاتها- مما يعني فشل جهوده للتوصل لاتفاق لاستئناف عملية السلام قبل اجتماع الجمعيّة العامة للأمم المتحدة في دورتها الجديدة في سبتمبر حيث تتمتع فلسطين فيها حاليًا بوضع دولة غير عضو بصفة مراقب، حيث تخشى إسرائيل ومعها أمريكا أن تقوم فلسطين خلال اجتماع الجمعيّة العامة بإطلاق المزيد من خطوات الاعتراف بالدولة.
وقطعًا من الأجدى للفلسطينيين اتخاذ منبر الأمم المتحدة لتحقيق المزيد من النجاحات الدبلوماسيّة وانتزاع حقوقهم المشروعة.