كشفت دراسات علمية حديثة أن مفهوم المسؤولية الاجتماعية للشركات وأهدافها ومجالاتها وأثرها وأهميتها ومتطلباتها، غير واضحة ومحددة لدى الكثيرين من العاملين في مؤسسات العمل الخيري، مشيرةً إلى أن برامج المسؤولية الاجتماعية للشركات يتم تنفيذها بعيداً عن المؤسسات الخيرية ظناً أن المؤسسات الخيرية غير قادرة على تنفيذ هذه البرامج.
وانتقدت الدراسات -التي نُشرت مؤخرا ضمن إصدار للمركز الدولي للأبحاث والدراسات "مداد"، تحت عنوان "دور الجهات الخيرية في المسؤولية الاجتماعية للشركات"- حصر الشركات لدور المؤسسات الخيرية في تقديم المساعدات للفقراء والأيتام والمرضى فقط، موضحةً أن متطلبات الشراكة بين الشركات والمؤسسات الخيرية مازلت يكتنفها بعض الغموض من حيث المعلومات والدراسات وتدريب العاملين فضلاً عن دور الإعلام في تحقيق هذه الشراكة.
وأوضح مدير عام المركز الدولي للأبحاث والدراسات "مداد" خالد بن عبدالله السريحي أن المركز يسعى من خلال هذه الدراسات والإصدارات للتعريف بمفهوم المسؤولية الاجتماعية وأهدافها ومجالاتها وأثرها على كل من المجتمع والشركات، إضافة إلى التعرف على كيفية إدارة برامج المسؤولية الاجتماعية داخل الشركات، فضلاً عن تناول أهمية الشراكة بين الشركات والمؤسسات الخيرية لتنفيذ برامج المسؤولية الاجتماعية كون القطاع الخيري يمتلك الامكانيات لتنفيذ هذه البرامج ولديها القدرة للحيلولة دون المعوقات التي تحول دون الشراكة بين المؤسسات الخيرية والشركات.
وأشار السريحي إلى أن مجموع هذه الدراسات التي قدمت ضمن حلقة نقاشية خلصت إلى تبني مركز مداد لإعداد خطة تطبيقية تشغيلية لتفعيل المسؤولية الاجتماعية بالمجتمع السعودي وإبراز دور كل من القطاع الخاص والقطاع الخيري ومراكز الدراسات والأبحاث والتدريب، مؤكداً أن المؤسسات الخيرية السعودية تمتلك مقومات تؤهلها للشراكة مع الشركات في برامج المسؤولية الاجتماعية كون المسؤولية الاجتماعية لا تتعارض مع العمل الخيري وليست بديلاً عنه ويجب أن يكمل كلاً منهما الآخر.
ويُشار إلى أن الإصدار الجديد جاء تحت عنوان "دور الجهات الخيرية في المسؤولية الاجتماعية للشركات" وتضمن 3 أوراق عمل؛ الأولى بعنوان "المسؤولية الاجتماعية.. المفهوم والأشكال والنماذج"، والثانية بعنوان "المسؤولية الاجتماعية.. فرص الشراكة بين الشركات والجمعيات الخيرية"، والثالثة بعنوان "دور القطاع الخيري في المسؤولية الاجتماعية للشركات".
وجدير بالذكر أن المركز الدولي للأبحاث والدراسات "مداد" -ومقره جدة- أنشئ لتلبية الحاجة الماسة لتأسيس مركز بحثي رصين يقوم على أسس موضوعية ومنهج علمي ويعتني بدراسات العمل الخيري من كافة جوانبه، سعياً لرصد حجمه، وتقدير آثاره، وتطوير جهوده، وتقويم مساره، وتوجيهه نحو المزيد من العطاء والإنجاز، وقد تبنّت كوكبة من العلماء والأكاديميين ورجال الأعمال المعنيين بمسيرة العمل الخيري فكرة إنشاء هذا المركز ليكون أول مركز بحثي معني بدراسات العمل الخيري.