القاهرة – رويترز
تعتقد جماعة الإخوان المسلمين في مصر إنّ حكومات غربية تدعم تمامًا تدخل الجيش لعزل الرئيس محمد مرسي وهو قرار ترى أنّه سيؤجج الكراهية تجاه الولايات المتحدة وأوروبا وستكون له نتائج عكسية في نهاية الأمر على القوى الغربية.
وقال محمد البلتاجي القيادي بجماعة الإخوان المسلمين إنّ الجميع سيخسر بما في ذلك الغرب بسبب العنف الذي قد ينجم عن عزل مرسي أول رئيس مصري منتخب في انتخابات حرة والذي أمضى عامًا واحدًا فقط من مدة رئاسته.
وتابع في مقابلة مع رويترز "نحن نستشعر أنّ المجتمع الدولي يتدخل بشكل ما اعترافًا ومساندة ودعمًا لهذا الانقلاب العسكري."
وقال "ولكن هذا يجعل شعوب المنطقة تعيد مرة ثانية النظر إلى أمريكا وأوروبا على أنّها داعمة للاستبداد وداعمة للقمع وأنّها تقف ضد مصلحة الشعوب وهذا يعيد مرة ثانية حالة الكراهية لتلك الشعوب الأوروبية والأمريكية التي أنظمتها تقف دائمًا مع الأنظمة المستبدة."
وتشير تصريحاته إلى الغضب الإسلامي من الدول الغربية لعدم معاقبتها الجيش المصري لعزله مرسي وهي خطوة دفعت إليها احتجاجات حاشدة ضد حكمه.
وأثار البلتاجي أيضًا مخاوف من أنّ عزل مرسي قد يثير أيضًا أعمال عنف من جانب إسلاميين يرون أنّه لا جدوى من العملية الديمقراطية التي عملت جماعة الإخوان المسلمين جاهدة من أجل ضمّهم إليها.
وبالنسبة للإسلاميين فإنّ سياسة الغرب تجاه عزل مرسي تشير إلى عودة المعايير المزدوجة التي كانت سائدة خلال فترة حكم الرئيس السابق حسني مبارك. وخلال 30 عامًا أمضاها مبارك في السلطة تلقت مصر مساعدات تقدر بمليارات الدولارات من أوروبا والولايات المتحدة ولكن لم تحرز تقدمًا يذكر أو أي تقدم على الاطلاق تجاه إرساء الديمقراطية.
وامتنعت كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن وصف ما قام به الجيش بالانقلاب وهو وصف من المرجح أن يؤدي إلى فرض عقوبات على دولة ذات أهميّة استراتيجية إذ تقع عند ملتقى ثلاث قارات وعلى الحدود مع إسرائيل.
والولايات المتحدة التي تقدم معونة عسكرية سنوية لمصر حجمها 1.3 مليار دولار أبدت "قلقها البالغ".
ودعا الاتحاد الأوروبي أكبر مانح مدني لمصر إلى سرعة العودة للعملية الديمقراطية.
إلا أنّه لم تصدر إدانة من الجانبين لعزل مرسي. ويقول الجيش إنّه كان يستجيب لإرادة شعبية وهو رأي كررته جماعات ليبرالية ويسارية.
وقال البلتاجي إنّ أوروبا والولايات المتحدة أوضحتا أنّهما تدعمان الاستبداد والقمع. وأضاف أنّ قبول شرعية سيطرة الجيش يعني القبول بقانون الغاب.
وكان يتحدث في احتجاجات مؤيدة لمرسي دعا إليها الاخوان المسلمين أمام مسجد في شمال شرق القاهرة. وقالت جماعة الإخوان المسلمين إنّها ستبقى في الشوارع إلى أن يعود مرسي إلى الرئاسة. وتقول إنّ البديل سيكون مقاومة سلمية حتى الموت.
وأضاف البلتاجي "صدورنا العارية أقوى من الرصاص."
وألقي القبض على عدد من كبار قيادات الجماعة منذ عزل مرسي.
وقال البلتاجي إنّه كاد أن يلقى القبض عليه منذ يومين عندما حاول نحو عشرة رجال في ملابس مدنية خطفه من وسط الاحتجاجات مضيفا أنّ مؤيدي الإخوان المسلمين منعوهم.
وقال "أنا هنا ولن أغادر."
وبعد الإطاحة بمبارك في انتفاضة شعبية عام 2011 تعاملت الدول الغربية مع الإخوان المسلمين التي كانت جماعة محظورة تحت حكم مبارك واعترفت بمرسي كرئيس منتخب ديمقراطيًا.
وأغضبت السياسة الأمريكية تجاه الإخوان المسلمين معارضي الجماعة من الليبراليين الذين اتهموا واشنطن بتملق الجماعة.
والآن تحوّلت الدفة إذ يتّهم الإسلاميون واشنطن بالوقوف إلى جانب الليبراليين. ويذهب البعض حتى إلى حد الزعم بأنّ الولايات المتحدة كان لها دور فيما حدث.
وردًا على هذه المزاعم قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم السبت إنّ الولايات المتحدة لا تقف إلى جانب أي طرف.
وحذّر البلتاجي من أنّه رغم أنّ جماعة الإخوان المسلمين لم ولن تلجأ للعنف إلا أنّ عزل مرسي ينطوي على مخاطرة من أن يلجأ إسلاميون آخرون إلى استخدام القوة مكررا مخاوف من أن ذلك سيدفع شبانًا غاضبين من فشل العملية الديمقراطية إلى التشدد.
وأضاف أنّه عندما يرون أنّ التجربة الديمقراطية سحقت خلال عام وأن المؤسسات ليست ذات قيمة فقد يدفع ذلك آخرين لليأس ثم العنف، مشيرًا إلى أنّه يعتقد أنّ الجميع سيخسر بما في ذلك القوى الغربية.