القدس – رويترز
وافقت الحكومة الإسرائيلية أمس على مشروع قانون بإلغاء إعفاء طلاب الشريعة اليهود من الخدمة العسكرية الإلزامية الأمر الذي أثار غضب اليهود الأصوليين المتشددين لإنهاء عرف معمول به.
ولطالما استنكر كثير من الإسرائيليين الامتيازات التي تعطيها الدولة لليهود المحافظين المعروفين باسم الحريديين وهو تعبير بالعبرية يعني "من يرتعشون أمام الرب" أو "الأتقياء".
واحتد الجدل بعد المكاسب التي حققها حزبان يعارضان الإعفاء في انتخابات يناير وتشكيل أول حكومة منذ عشر سنوات لا تضم يهودا متشددين.
ويستدعى أغلب الرجال والنساء في إسرائيل للخدمة العسكرية الإجبارية في سن 18 عامًا وفي العادة ويشاركون في كثير من الأحيان في صفوف القوات العاملة في الضفة الغربية المحتلة وغيرها من مناطق التوتر.
لكن الرجال الأصوليين المتشددين من طلاب المدارس الشرعية اليهودية والمتدينات والمواطنين العرب في إسرائيل يعفون من التجنيد منذ إنشاء دولة إسرائيل عام 1948.
ووفقًا لمشروع القانون المقترح لن يحصل سوى 1800 طالب يطلق عليهم "دارسو التوراة البارزون" على الإعفاء من بين نحو 8000 طالب يتأهلون للاعفاء كل عام.
وقال مئير بوروش وهو نائب أصولي متشدد من حزب التوراة اليهودي المتحد المعارض عن قرار الحكومة "إساءة الحكومة للأقلية الحريدية تصل إلى حدود الاضطهاد والقسوة."
ويقول الحاخامون الأصوليون المتشددون إن دراسة التعاليم المقدسة أساس للحياة اليهودية وينبغي لطلابها التفرّغ الكامل لمهمتهم.
وقال موشيه جافني وهو نائب آخر من حزب التوراة اليهودي المتحد "هذه وصمة لدولة إسرائيل التي أصبحت الدولة الوحيدة في العالم التي تقرر أنّ دراسة التعاليم المقدسة ليست مشروعة."
وكان تغيير ما يسمى توازن الوضع القائم بين العلمانيين والمتدينين في إسرائيل ينطوي في الماضي على مجازفة سياسية بالنسبة للحكومات الائتلافية التي كانت تعتمد عادة على دعم الأحزاب اليهودية المتشددة.
لكن برغم توعد زعماء طائفة الحريديين بمظاهرات حاشدة احتجاجًا على القانون الجديد فلا يمثل رد فعلهم حاليًا خطرًا يذكر على استمرار الحكومة نظرًا لتركيبتها.