مخطط شمولي للمحافظة لتحديد استخدامات الأراضي.. ولا تهاون مع المعتدين على الأملاك العامة
تدشين خطوط طيران جديدة.. وافتتاح مطار صلالة في غضون عام
آراء المواطنين حول المشروعات الاستثمارية "ظاهرة صحية".. وينبغي تغليب المصلحة الوطنية
إجراءات مشددة لمواجهة الاستحواذ غير المشروع على بعض الأراضي
مضاعفة الجهود لتعزيز الجذب السياحي للمحافظة وتحسين البنى الأساسية
أبناء المحافظة يسهمون بدور بارز في إنجاح مهرجان صلالة السياحي
خطط منظمة لإيجاد أماكن بديلة للإبل خارج سهل الجربيب.. وتوفير الخدمات الضرورية للمواطنين
تعاطي القات ظاهرة سلبيّة دخيلة على المجتمع.. وضرورة تضافر الجهود للقضاء عليها
المواطن مُطالب بمساعدة الحكومة في القضاء على ظاهرة المتسللين
خطط لاستحداث مخططات حضرية راقية
صلالة- العمانية
أكّد معالي السيد محمد بن سلطان البوسعيدي وزير الدولة ومحافظ ظفار أنّ الحكومة تولي اهتماماً كبيراً بالتنمية في محافظة ظفار في مختلف المجالات، وذلك بتوجيه ورعاية من حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- مشيرا معاليه إلى أن التنمية لن تتوقف عند هذا الحد بل ستستمر بوتيرة متسارعة نظرا لأهمية محافظة ظفار بحكم موقعها الجغرافي والتنوع الطبيعي فيها.
وقال معاليه- في حديث لوكالة الأنباء العمانية- إنّ جلالة السلطان المعظم- حفظه الله ورعاه- يولي اهتماماً كبيراً لتنمية المحافظة، وإنشاء العديد من المشاريع الخدمية فيها، كتوسعة ميناء صلالة والمنطقة الحرة وإنشاء مطار صلالة ومشروع السكة الحديدية إلى جانب ربط ولاياتها بشبكة واسعة من الطرق الحيويّة، أهمّها ازدواجيّة طريق ثمريت- صلالة، وفتح طريق حاسك- الشويمية، وازدواجية بعض الطرق بين ولايات المحافظة منها قد نُفذ ومنها سيرى النور قريباً.
وأضاف معاليه أنّ محافظة ظفار بيئة واعدة للاستثمار موضحًا بأنّه في ظل مساعي الحكومة لتنويع مصادر الدخل لإدامة عجلة التنمية في السلطنة، وقد استقطبت الحكومة بعض المشاريع الاستثمارية إلى المحافظة وفتحت المجال أمام المستثمرين العرب والأجانب للاستفادة من رأس المال الأجنبي؛ حيث نالت محافظة ظفار نصيبها من هذا الاستثمار الذي بالتأكيد يعود بالمنفعة على أبناء المحافظة.
مشروعات قريبة
وأشار معاليه في هذا الصدد إلى مشروع شاطئ صلالة وتنفيذ مشروع المدينة الطبيّة بمحافظة ظفار قريبًا بسهل حمران والكثير من المشروعات في المجال السياحي كالمنتجعات السياحية ومنطقة السوق الحرة بصلالة، وكذلك تدشين بعض خطوط الطيران لتسيير رحلات من داخل السلطنة وخارجها خاصة في مواسم الحج والعمرة ومهرجان صلالة السياحي، ومن المؤمل أن تستمر هذه الخطوط في تسيير رحلاتها مع جاهزية مطار صلالة الذي من المؤمل افتتاحه في غضون أقل من عام من الآن.
وتحدث معالي السيّد وزير الدولة ومحافظ ظفار عن التباين في وجهات النظر حول المشروعات، قائلا إنّه في ظل الاهتمام المتنامي للحكومة بتشجيع المشروعات الاستثمارية في محافظة ظفار، فإنّ بعض المواطنين يعبّرون عن وجهات النظر حولها، وهذه ظاهرة صحيّة تتفق مع مبدأ المشاركة المجتمعيّة بالرأي، لكن أحياناً قد لا تكون كل الصورة ظاهرة أمام المواطنين، وقلة منهم لا ينظرون إلى الأمور بالمنظار الأوسع الذي يحقق المصلحة للوطن والمواطنين، مؤكدًا أنّه يتم التوازن بين الأمور ونحترم الأعراف، لكن نغلّب المصلحة الوطنية بما ينسجم مع متطلبات التنمية دون التفات لبعض المصالح الضيقة التي بلا شك ستضر بالوطن والمواطن. وتطرق معاليه في حديثه إلى العمل على الحفاظ على مقوّمات الطبيعة في محافظة ظفار، مؤكدا على أهمية التخطيط الحضري الذي يحقق الواجهة الحضارية للمخططات العمرانية ويوجد بيئة منظمة وصحية بها جميع المقومات والخدمات. وقال إن الأهم من ذلك هو المحافظة على هبة الله لهذه المحافظة التي تميزها عن غيرها وهوما نعوّل عليه أن يبقى بعيداً عن التشويه إلى ما شاء الله. وأضاف معاليه في هذا الصدد أنه تم سن لوائح إدارية تنظم الإسكان الريفي في المناطق الريفية للحفاظ على خصوصية هذه المناطق باعتبارها مناطق رعوية وأماكن جذب سياحي، إلا أنه لوحظ في الفترة الأخيرة قيام قلة من المواطنين بالاستحواذ غير المشروع على بعض الأراضي في الأرياف والسهل وحتى بالبادية والنجد، وهذا يتعارض تماماً مع كل مقومات ومبادىء الدولة الحديثة التي تحرص على الحفاظ على جماليات الطبيعة والتخطيط العصري، ومن هذا المنطلق نعمل جاهدين في مسارين أحدهما يتعلق بإيجاد مخطط شمولي للمحافظة لتحديد استخدامات الأراضي فيها، ونحث جهات الاختصاص للإسراع في إيجاد المخططات الملائمة تلبية لمتطلبات التنمية وفي المسار الآخر نمنع أي إجراءات غير قانونية في الاستحواذ على الأراضي أو الادعاء بملكيتها دون وجود إثباتات رسمية صحيحة وموثقة.
أهمية سياحية
وأكّد معالي السيّد وزير الدولة ومحافظ ظفار على الأهميّة السياحية لمحافظة ظفار، قائلا إنّ محافظة ظفار تعد إحدى الواجهات السياحية المهمة في السلطنة نظراً للتنوع البيئي فيها من سهل وجبل ونجد وبادية؛ حيث يتوافد السياح من كل أنحاء العالم للاستمتاع بهذه الطبيعة إلى جانب ما يضفيه فصل الخريف من خصوصية تنفرد بها المحافظة عن بقيّة بقاع الجزيرة العربية. وأضاف معاليه أنّ الحكومة أولت القطاع السياحي أهمية كبيرة للاستفادة منه في رفد الاقتصاد العُماني وعملت على استمراره وتطويره من خلال تسهيل ودعم المشاريع السياحية وإنشاء المرافق الإيوائية وإقامة الفعاليات الترفيهية والثقافية، مشيرًا إلى أنّ الجهود الحكومية ستستمر في الاهتمام بهذه المحافظة لجعلها وجهة سياحية على مدار العام. وأكد معاليه أنّه سيعمل جاهداً على مضاعفة الجهد لجعل المحافظة جاذبة للسياحة من خلال توفير متطلبات السائح، وتحسين البُنى الأساسية والأهم من ذلك الاستفادة من السياحة في تحسين الوضع المعيشي للمواطن.
وقال معالي السيد محمد بن سلطان البوسعيدي وزير الدولة ومحافظ ظفار: "من هذا المنطلق نخص بالشكر أبناء المحافظة على مختلف شرائحهم سواء كانوا مسؤولين أو موظفين أو عاملين في القطاعين العام والخاص لترحيبهم بزوار الخريف كل عام، وما يقومون به من دور بارز من خلال إسهاماتهم ومشاركاتهم المقدرة في دعم الجهود الحكومية التي تبذل من أجل إنجاح الموسم السياحي، سواء كان ذلك على مستوى المؤسسات أو الشركات أو الأفراد.
وأشار معاليه إلى أنّ الموسم السياحي أصبح يشهد استقطاباً كبيراً للسياح، آخذًا في الزيادة المضطردة عاماً بعد عام، بما يبشر السلطنة على وجه العموم والمحافظة على وجه الخصوص بمستقبل سياحي زاهر، يتطلب معه مضاعفة الجهود من أجل تطوير وتحديث البنية الأساسيّة للسياحة في المحافظة، وهو ما توليه الحكومة جل اهتماماتها بفضل الرعاية السامية والرؤى النيرة لباني عمان حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - أيده الله-.
مخيّمات المواطنين
وتطرّق معالي السيّد وزير الدولة ومحافظ ظفار في حديثه إلى وضع مخيّمات المواطنين وتواجد الإبل بينها في سهل الجربيب خلال فترة موسم الخريف، مبينًا أنّ موضوع تخييم المواطنين في كل موسم خريف ونزوح الإبل من الجبل إلى السهل واستغلاله كمأوى ومرعى يُعتبر عادة قديمة، ولكنّها تأثرت سلباً بزيادة أعداد المواطنين والحيوانات والامتداد العمراني وزحفه إلى اتجاه الشمال ناحية الجبل. وقال معاليه: "نجد للأسف أنّ انتشار الخيام بألوانها المختلفة وانتشار الإبل وسط المخيمات أوجد نوعاً من الفوضى والعشوائية غير المريحة لا للمواطنين ولا للسياح ولا لبيئة المكان"، مشيرًا إلى أنّ المشهد بهذا الشكل لا يعكس الوجه الحضاري والجميل لمدينة صلالة.
وأضاف معاليه قائلا: لقد قمت بزيارة ميدانية قبل أيام برفقة بعض المسؤولين والمختصين بالمكتب، وتم الوقوف على الوضع على الطبيعة، ولأهمية أخذ المتغيرات والمستجدات من سياحة وتطوير للتنمية العُمرانية والخدمية ومواكبة لوتيرة عجلة النماء، سوف تكون هناك خطة نحو إيجاد أماكن بديلة للإبل خارج هذا السهل ملائمة ومزودة ببعض الخدمات الضرورية، وسوف يحري العمل على إخراج هذه الأماكن بشكل مناسب وبطريقة وآليات منظمة. كما أشار معاليه إلى أنه اعتبارا من العام المقبل ستكون المخيمات في سهل الجربيب بلون واحد وبأحجام مختلفة حسب رغبة المواطنين، وفي أماكن محددة وليست بالطريقة الحالية، معربا عن الأمل في أن يتعاون الجميع مع مكتب وزير الدولة ومحافظ ظفار من أجل الصالح العام.
وتطرق معاليه إلى دخول بعض الظواهر السلبية الدخيلة على المجتمع في المحافظة مثل تعاطي المؤثرات العقلية كالقات، مؤكداً أن مثل هذه الظواهر تتنافى مع العادات والقيم الحميدة السائدة في هذه المحافظة. وقال معاليه إنه وبالرغم من الجهود التي تبذلها الجهات الحكومية المختصة في محاربة هذه الظواهر إلا أنه في ذات الوقت لابد من تضافر الجهود المجتمعية للقضاء على أي ظاهرة دخيلة من شأنها أن تمس بطهارة هذا المجتمع.
كما تطرق معالي السيد وزير الدولة ومحافظ ظفار إلى حالات التسلل والتهريب والتسول، قائلا: لا شك أنّ السلطنة بفضل الله ثمّ القيادة الحكيمة لمولانا جلالة السلطان المعظم- حفظه الله ورعاه- تعيش وضعاً اقتصادياً وأمنياً وسياسياً مستقراً، وهو ما يجعل أسباب ودواعي انتشار هذه الظواهر واقعا مفروضا، مبينًا معاليه أنّ الجهود التي تُبذل من قبل الجهات المختصة في مكافحة ظاهرة المتسللين والمهربين والمتسولين في المحافظة كبيرة والتنسيق بين هذه الجهات مستمر وبشكل دائم.
ظاهرة التسلل
وقال معاليه إن طول الشريط الحدودي وما تعتريه من تضاريس وعرة ومتنوعة بين صحاري شاسعة وجبال وشواطىء يجعل مهمة القضاء على هذه الظواهر بشكل تام بجهود حكومية فقط أمراً صعباً، ولذا نسجل كلمة شكر بحق لجميع القائمين على هذا العمل ونهيب في ذات الوقت بجميع أبناء المحافظة بتكثيف تعاونهم مع الجهات المختصة في القضاء على هذه الظواهر ونسال الله أن يحفظ مولانا جلالة السلطان المعظم - أبقاه الله - وبلادنا عُمان وأن يوفق الجميع لما فيه كل خير. واختتم معاليه حديثه بالتأكيد على بعض الجوانب التي يأتي في مقدمتها اهتمام جلالة السلطان المعظم- حفظه الله- بالمحافظة، ذاكراً معاليه بأنّ نهجه هو العدالة حتى في مقابلات المواطنين فهم سواسية لهم حقوق وعليهم واجبات ويستمد ذلك من عدالة جلالته ودائمًا ينظر إلى الأمور من منظور المصلحة الوطنية العليا ويحترم العادات والأعراف الموروثة.
واكد معاليه أنّ أبناء محافظة ظفار يتميّزون بالتكاتف والتكافل والروح الوطنية الوثابة وأنّ المحافظة تتميز بمقومات بيئية طبيعية فريدة وأنّه يحرص على الحفاظ عليها خاصة أنّ المحافظة تعتبر بيئة واعدة للاستثمار ومستقبلها مُشرق. كما أعاد معاليه التأكيد بأنّه يحترم وجهات النظر الصحيحة، ولكن لايُؤمن بالمصالح الضيقة، مؤكدًا على عدم التهاون مع من يتعدى على الأملاك العامة وأنّه سيسعى لاستحداث مخططات حضرية راقية مشيرًا إلى اهتمامه بوجوب تطوير الأداء قدر المستطاع بما يحقق الغايات المنشودة ويطمح أن يجد كل العون من المسؤولين الآخرين والمواطنين لجعل هذه المحافظة واجهة حضارية كما يتمناها الجميع.