مسقط - الرؤية
ناقشت رسالة ماجستير موضوع القبيلة ودورها في الحياة السياسية بالسلطنة، للطالب ناصر بن سيف بن عامر السعدي من قسم التاريخ بجامعة السلطان قابوس، وهدفت إلى الكشف عن طبيعة العلاقة بين القبيلة وحكام الدولة البوسعيدية، والتعرف على الأسباب والعوامل التي أدت بالقبيلة إلى الصدام أحياناً والوفاق أحياناً أخرى مع السلطة المركزية، والتعرف على التدخلات الخارجية وأثره على علاقة القبيلة داخلياً، ومواقف القبائل من تلك التدخلات، إضافة إلى إبراز الدور الفاعل للقبائل العمانية في السياسة، وأشرف على الرسالة الدكتور سعيد بن محمد الهاشمي.
وتأتي هذه الدراسة بهدف إبراز تأثير القبيلة العمانية في الحياة السياسية في السلطنة، وقسمت الدراسة إلى أربعة فصول وتمهيد وخاتمة؛ تناول التمهيد التركيبة الجغرافية لعمان، والأوضاع السياسية والقبلية قبيل فترة الدراسة، وناقش الفصل الأول طبيعة القبيلة العمانية وجذور الانقسام القبلي في عمان، ومظاهر سلطة القبيلة، إضافة إلى الانتماء السياسي لكل قبيلة من حيث التحزب الغافري والهناوي، في حين يركز الفصل الثاني على علاقة القبيلة بحكام الدولة البوسعيدية، والثورات القبلية التي ظهرت ضد أولئك الحكام، وخصص الفصل الثالث لعلاقة القبيلة مع نظام الإمامة والمتمثل في محاولات إحياء نظام الإمامة في عهد السيد سعيد بن سلطان والسلطان تركي بن سعيد، وموقف القبائل من إمامة عزان بن قيس عام 1285هـ/1868م، ويعالج الفصل الرابع التدخلات البريطانية في عمان، سياسيا واقتصاديا، لحماية الطبقة الاقتصادية (البانيان) التي ارتبطت ببريطانيا سياسياً واقتصاديا، ومدى تأثيرها على الأوضاع الاقتصادية للمجتمع العماني، إضافة إلى مناقشة طبيعة الحملات السعودية على عمان، وموقف الهناوية والغافرية من تلك الحملات.
واعتمدت الدراسة على جملة من المصادر التاريخية ذات العلاقة بالفترة الزمنية مدار البحث. بما فيها الوثائق التاريخية العائدة لذات الفترة، وقد توصلت الدراسة إلى عدة نتائج من أهمها توضيح طبيعة الانقسام القبلي في عمان، ومظاهر سلطة القبيلة المتمثلة في ملكية الأرض، وبناء الحصون، والأحلاف القبلية.
كما كشفت الدراسة مساهمة القبائل خاصة الغافرية في مواجهة السيد قيس بن الإمام الذي كان يطمح في إزاحة أبناء أخيه من مسقط، كذلك مساهمة تلك القبائل في وصول السلطان تركي إلى السلطة عام 1287هـ/1871م.
وأوضحت الدراسة إخفاق إمامة عزان بن قيس في التعامل مع القبائل، خاصة الإجراءات التي انتهجتها الإمامة ضد القبائل مثل؛ الإجراءات الاقتصادية، ومحاولة القضاء على استقلال القبائل، وسجن العديد من زعماء القبائل.
وأبرزت الدراسة طبيعة موقف القبائل العمانية من النفوذ البريطاني السياسي والاقتصادي، وتمثلت تلك في المواقف في هجمات ضد المصالح البريطانية.
وتعتبر القبيلة إحدى المكونات الاجتماعية والسياسية في المجتمع العربي عامة والمجتمع العماني خاصة، وقد لعبت القبيلة العمانية دوراً بارزاً في الأحداث التاريخية طوال التاريخ السياسي لعمان، وهي قطب مهم، ولاعباً رئيساً في التاريخ السياسي، منذ هجرات القبائل العربية إلى عمان. خاصة مع ظهور الدولة البوسعيدية عام 1157هـ/1744م، إضافة إلى التدخلات الخارجية في عمان.
... إن الفترة الزمنية 1218هـ/1804-1305هـ/1888م التي تتناولها الدراسة من أهم فترات التاريخ العماني الحديث؛ ففيها بدأت التدخلات الخارجية، والتي أنهكت الوضع السياسي في عمان، وأثرت على الحياة الاجتماعية والسياسية للمجتمع، وظهرت عوامل داخلية وخارجية أثرت في التحالفات القبلية، منها النزاع على السلطة داخلياً، وتدخل القوى الأجنبية كلها مؤثرات تحتاج إلى المزيد من تسليط الضوء عليها، وفهم علاقة القبيلة بهذه المؤثرات السياسية.