
بيروت- الوكالات
استمرت الاشتباكات في العديد من المناطق السورية بين القوات الحكومية والمليشيات المؤيدة لها من جهة وبين الجيش الحر والفصائل المسلحة المعارضة الأخرى من جهة ثانية، محبطة الدعوة التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة بوقف القتال في شهر رمضان.
وذكر نشطاء معارضون أنّ ما لا يقل 70 شخصاً قتلوا أمس الأول في مختلف مناطق سوريا، معظمهم في ريف دمشق وحلب.
وقالت مصادر المعارضة السورية إنّ القوات الحكوميّة قصفت في وقت متأخر الثلاثاء وصباح الأربعاء مدينة الحراك وطريق السد في محافظة درعا بالمدفعية والهاون.
وتعرّض حي جوبر لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة، ووقعت اشتباكات بين القوات الحكوميّة والجيش الحر في مخيم اليرموك، كما شهدت مدن وبلدات بيت جن والزبداني وداريا ومعضمية الشام وبساتين خان الشيح ومناطق أخرى في الغوطة الشرقية قصفاً عنيفاً من القوات الحكومية واشتباكات بين الطرفين.
وفي حمص، المدينة المحاصرة منذ أكثر من 10 أيام، تعرضت الأحياء القديمة في المدينة، للقصف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، وتركز القصف على حي الخالدية.
وفي بيان سابق قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إنّ "القصف المتواصل للقوات النظامية لليوم العاشر على التوالي، جعل من الوضع الإنساني الدقيق في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في حمص، أكثر سوءاً".
وأشار إلى أنّ قوات الجيش السوري "وضعت يدها على عشرات الجرافات التابعة لمؤسسات عامة وخاصة، في ما قد يشكل تمهيداً لاقتحام الأحياء وفتح الطرق إليها عبر إزالة الدمار".
وتعرض ريف الحسكة لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة على ناحية تل حميس وقراها، وتمكن الجيش الحر من السيطرة على حاجز البجارية جنوبي مدينة القامشلي.
وكانت تقارير أفادت أن مدينة حلب تواجه أزمة غذائية حادة بسبب الحصار المفروض على الأحياء التي تسيطر عليها القوات الحكومية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في رسالة بالبريد الإلكتروني إن المناطق الخاضعة لسيطرة النظام في كبرى مدن الشمال "تعيش أزمة غذائية كبيرة، وقد نفد الكثير من المواد الغذائية من الأسواق، بالإضافة إلى شح في المواد الأخرى وارتفاع أسعارها بشكل خيالي في حال توفرها".
من ناحية ثانية، رفضت الولايات المتحدة الأميركية الثلاثاء الاتهامات التي وجهتها موسكو إلى مقاتلي المعارضة السورية باستخدام سلاح كيماوي في هجوم استهدف في مارس الماضي بلدة في ريف حلب وذهب ضحيته 26 قتيلاً، بينهم 16 جندياً سورياً.
وكان السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، قال إن بلاده تملك أدلة على أن المعارضين السوريين قصفوا في 19 مارس بلدة خان العسل بصواريخ تحتوي على مادة غاز السارين، مشيراً إلى أنهم استخدموا "قذيفة من نوع بشار 3"، والعينات التي جمعت في موقع خان العسل بعد ذلك الهجوم تم تحليلها في مختبر روسي مختص بالأسلحة الكيماوية.
وأكد تشوركين أن "النتائج تشير بوضوح إلى أن القذيفة كانت مليئة بغاز السارين"، إلا أنه رفض التكهن بشأن كيفية حصول المعارضة على هذا السلاح الذي يتواجد في مخازن الأسلحة التابعة للقوات الحكومية.