الرؤية- نجلاء عبدالعال
أعلن الدكتور طلال أبو غزالة المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة طلال أبوغزاله العالمية عن تقديم مجموعته دعمًا لعمل صندوق "الرفد"، من خلال التبرع بإعداد دراسة مستقبلية متكاملة حول عدد ونوعية فرص العمل التي يمكن أن تنتج عن عمل الصندوق كمصدر تمويل على مدى العشر سنوات القادمة.
وستعمل الدراسة على أن يكون لدى الدولة المعلومات التي يمكنها من خلالها تقييم الصندوق والاستفادة من نتائج الدراسة في استقراء نوعية فرص العمل التي تحتاجها المشروعات الجديدة، وبالتالي نوعية التعليم والتأهيل المطلوب لها، بالإضافة إلى إمكانية قياس حجم مردود عمل الصندوق على الاقتصاد الوطني.
وكشف أبو غزالة- خلال مؤتمر صحفي عقده خلال زيارته القصيرة للسلطنة- عن عدد من المبادرات والمشروعات التي تقدمها المجموعة في السلطنة، ومن بينها مبادرة "أبو غزالة للإبداع" غير الربحية، والتي تمثل حاضنة للاختراعات الجديدة القابلة لأن تتحول إلى مشاريع منتجة، ومن ثمّ تقديم هذه الاختراعات لصندوق رفد لتكون من ضمن خياراته التمويلية ولتتحول إلى مشروعات من ضمن مشروعاته، وتشمل المبادرة إعداد دراسات الجدوى لهذه المشروعات. كما تتبنى المجموعة مبادرة للربط بين المخترع والمستثمر بالمشاركة مع منظمة "الأسكوا" التابعة للأمم المتحدة؛ حيث يتم عمل ما يطلق عليه "جولات الاستثمار" والتي ضمت في مرحلة سابقة 5 دول، وسيتم الإعلان قبل نهاية الشهر الحالي عن 5 دول جديدة من ضمنها سلطنة عمان بحيث يحضر وفد من الأسكوا ومجموعة أبو غزالة وأصحاب الاختراعات المناسبة لعرضها على المستثمرين للاختيار من بينها، مؤكدا أنّ هذه المبادرة مهمة لأنّها تتيح للمخترعين أنّ يتصلوا بالمستثمرين مباشرة، مشيرًا إلى أنّ المبادرة تشجع على تحويل الأفكار إلى استثمارات جريئة يمكنها أن تدر المليارات.
وتحدث أبو غزالة عن مشروعات أخرى للمجموعة في السلطنة من بينها تدريب وتأهيل مجموعة من الشباب العُماني يزيد عددها على 60 شاباً وفتاة معظمهم حديثو التخرج، ليشكلوا نواة مشاريع صغيرة ومتوسطة الحجم لإدارة البرامج التدريبية، بالإضافة إلى العمل مع مؤسسات صغيرة قائمة بلغ عددها خمسة عشر مركزاً فرعياً، بجانب نجاح مشروع تعمين مجتمع المعرفة التي أطلقته المجموعة في العام 2008 والذي تمّ إنجازه على عدة مراحل.
واستعرض الدكتور طلال أبو غزالة من ناحية أخرى نتائج أحدث التقارير التي أعدتها المجموعة بالتعاون مع اليونسكو، والمتعلق بمؤشرات تقنية المعلومات والاتصالات في التعليم، والتي تضم 5 دول عربية من بينها سلطنة عمان، مؤكدا أنّ البيانات أظهرت أنّ سلطنة عمان والأردن الأفضل حظاً من حيث وضع السياسات والاستراتيجيات وكذلك البنية التحتية في هذا المجال، مشيرا إلى أنه في نفس الوقت تحتاج السياسات الموضوع إلى تسريع أكبر في تطبيقيها بشكل عملي. وقال أبو غزالة "إن المجموعة تفخر أنها تعمل وتقدم خدماتها في سلطنة عُمان منذ بزوغ عهد النهضة المباركة، وبكل فخر واكبت المجموعة التطور التي شهدته السلطنة في كافة المجالات وكان لنا شرف المساهمة فيه مستفيدين من بيئة الاستثمار والأعمال، ومن القوانين والتشريعات المحفزة للنمو والتقدم الإقتصادي، وفي مقدمة كل هذا سيادة القانون". وتابع أن ما نشهده الآن من تطور وإزدهار يعود فيه الفضل إلى القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه-؛ حيث عمل جلالته وبحكمته المعهودة على توفير الأمن والأمان بكافة أشكاله إذ أن الأمن والاستقرار هو اللبنة الأولى والأساسية في توفير البيئة الاستثمارية فانتقلت في عهد جلالته الميمون الخطط والبرامج إلى المزيد من التحديث ومواكبة المستجدات وفي المقدمة قطاعا الصحة والتعليم والتدريب وبناء القدرات بالاستفادة مما توفره ثورة تقنية المعلومات والاتصالات.
وأكد أنّ سلطنة عُمان تعد في مقدمة البلدان العربية من حيث الاهتمام ببناء قدرات أبنائها من الشباب، مشيرا إلى أنّ هذا ما شجع المجموعة على طلب المشاركة في هذه النهضة منذ انطلاقها وحتى الآن وهو ما نتج عنه عدد من المبادرات والمشروعات من بينها المشاركة مع هيئة تقنية المعلومات في المشروع الريادي لتدريب الموظفين على برنامج كامبريدج لمهارات تقنية المعلومات المعتمد من هيئة الامتحانات الدولية – جامعة كامبريدج البريطانية، حيث تنفذ مجموعة طلال أبوغزالة برنامجاً طموحاً لردم الفجوة الرقمية لموظفي القطاعين العام والخاص لتعلم مهارات استخدام الكمبيوتر، ومنحهم دبلوم كامبريدج الدولي لمهارات تقنية المعلومات.
وتناول أبو غزالة المشروعات الأخرى التي من بينها مشروعات تطوعية منها المشروع الأهلي التطوعي "مركز أبوغزاله المعرفي" في بلدة مقنيات بمحافظة الظاهرة الذي يهدف إلى تدريب وتأهيل المرأة، ومشروع تأهيل وتدريب مدربين معتمدين من أبنائنا ذوي الاحتياجات الخاصة (فئة الصم والبكم) على تقنية المعلومات؛ حيث حصل جميع المشاركين في هذا المشروع على وظائف وتحولوا إلى أفراد منتجين، وكذلك مشروع تدريب أبناء المستفيدين من الضمان الاجتماعي للحصول على دبلوم أبوغزالة في مهارات تقنية المعلومات، مشروع تدريب الكفيف على استخدام تقنية المعلومات، تدريب وتأهيل مجموعة من الشباب العُماني ما يزيد عن 60 شاباً وفتاة معظمهم حديثو التخرج ليشكلوا نواة مشاريع صغيرة ومتوسطة الحجم لإدارة البرامج التدريبية بالإضافة إلى العمل مع مؤسسات صغيرة قائمة بلغ عددها خمسة عشر مركزاً فرعياً، نجاح مشروع تعمين مجتمع المعرفة التي أطلقته المجموعة في العام 2008 والذي تمّ إنجازه على عدة مراحل.
وأكّد أبو طلاله على تقديره الكبير لقرارات ومبادرات ندوة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المقامة على مدى ثلاثة أيام بسيح الشامخات بولاية بهلاء تحت الرعاية الكريمة لصاحب الجلالة- أبقاه الله- والعمل على تنفيذ هذه القرارات بشكل فوري بإنشاء هيئة مستقلة معنيّة بشؤون ودعم هذه المؤسسات، وتوحيد الصناديق المختلفة لتمويل هذه المشاريع تحت صندوق واحد يسمى "صندوق الرفد" برئاسة معالي وزير التجارة والصناعة.
وأكّد أنّ هذا القرار استراتيجي ويتصف بالحكمة ذلك أنّ أكثر من ثمانين بالمائة من المشاريع والشركات الناجحة في العالم هي الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم وتمثل الثقل الأكبر في الاقتصاد، وفيها يتم تشغيل الشباب والخريجين، فهي بذلك مساهم فعّال في الحد من البطالة في المجتمع.
وتحدّث الدكتور أبو غزالة عن التقرير الشامل المتعلق بمؤشرات تقنية المعلومات والاتصالات في التعليم، والذي عملت على إنجازه كل من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" ومجموعة طلال أبوغزالة ومعهد اليونسكو للإحصاء، شارحًا أنّ هذا التقرير يستعرض مدى دمج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والجاهزية الإلكترونية في النظم التعليمية الخاصة بخمس دول في المنطقة العربية هي سلطنة عُمان، مصر، الأردن، فلسطين وقطر.
ويركّز التقرير على قضايا أساسيّة تتناول الفجوة الكامنة في تكامل تقنية المعلومات والاتصالات وبالتالي نسبة المتعلم إلى الحاسوب، ونسبة المتعلم إلى الحاسوب المتصل بالإنترنت، ويشكل هذا التحليل أساساً للمقارنة والتخطيط المستقبلي، ويمكن أن يساعد الدولة في الجهود التي تبذلها للتقدم في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وذكر أنّ التقرير أوضح أنّه بالرغم من أن كل دولة من الدول الخمس التي شملها التقرير قد وضعت سياسات تتعلق بتطبيق واستخدام تكنولوجيا المعلومات والإتصالات في نظمها التعليمية، فإن البيانات تظهر أن السياسة لم تترجم بالضرورة إلى تطبيق عملي. ونتيجة لذلك وضعت كل دولة استراتيجية خاصة بها لتطبيق التعليم بمساعدة تكنولوجيا المعلومات والإتصالات بناء على السياق الخاص بكل منها، باستثناء فلسطين، فإن التعليم بمساعدة الحاسوب يمنح أولوية بشكل كبير ويعكس أهميته الحالية في وضع السياسات في حين أن سلطنة عمان والأردن أفضل حظاً من حيث البنية التحتية، ولدى سلطنة عمان والأردن وقطر مستويات من دمج التعليم بمساعدة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والبنية التحتية الضرورية بما في ذلك الحواسيب أعلى بكثير مما لدى مصر وفلسطين. وقال: "بدأنا في المرحلة الأولى بإجراء مسح لمعرفة استخدام المعلومات والاتصالات في مخرجات ومدخلات التعليم من خلال عمل إحصاء دقيق وفق المعايير الدولة للإحصاء فيما سيعمل فريق مشترك من المجموعة واليونسكو في المرحلة الثانية لاستكمال المسح في باقي الدول العربية، وفي المرحلة الثالثة ستتم دراسة نتائج المسح مع الوزارات والمؤسسات المعنية، لتقييم ما أنجز وبحث الفجوات والنواقص وما يجب اتخاذه من إجراءات من صانعي القرار".