تتواصل مسيرة توظيف شبابنا الباحث عن عمل في مختلف القطاعات، تنفيذًا للتوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- الرامية نحو استيعاب الشباب وتوظيفهم بما يؤهلهم لبناء مستقبل مشرق للوطن.
ومن بين الآليات التي تقوم بها الدولة في الوقت الحالي لدعم الشباب، صندق رفد المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وهي الآلية التي ستسمح لمزيد من الشباب الراغب في العمل الحر بافتتاح مشروعاتهم الخاصة.. وتمثل هذه المشروعات إحدى أدوات تعزيز النمو الاقتصادي، لا سيما في ضوء المعلومات التي تؤكد أن نحو ثمانين في المئة من الشركات حول العالم هي مؤسسات صغيرة ومتوسطة، الأمر الذي يعني حكمة هذا التوجه، وينبغي على الشباب كذلك أن يلتقطوا القفاز في هذا الإطار.
إنّ صندوق الرفد يعكس التوجه السامي نحو العمل الحر، ودفع شباب الباحثين عن عمل لتدشين مشروعاتهم المختلفة، التي تترجم أحلامهم، وهو ما سيسهم بشكل فعّال في إنجاح هذه المشروعات، والأمثلة عديدة من المشروعات الناجحة التي أقامها الشباب وباتت اليوم يشار إليها بالبنان..
ولا يمكن أن نغفل هنا، التوجه الحكومي الرشيد بتدريب الشباب، وهو ما يندرج ضمن الخطط الهادفة لتأهيل الشباب لسوق العمل، حتى يتمكنوا من المنافسة على الوظائف.. ولا شك أن هذا التدريب والتأهيل من شأنه أن يمهد الطريق أمام شبابنا لخوض غمار العمل متسلحين بالمعرفة والمعلومات الأكاديمية وكذلك الخبرات التدريبيبة.
إنّ عملية التوظيف تمضي قدمًا كما خطتها السياسات الحكيمة للدولة، ويواصل شبابنا إجراء المقابلات المؤهلة لشغل الشواغر الوظيفية، بما يتناسب مع مؤهلاتهم وقدراتهم.. ولعل الشباب مطالب في الوقت الحالي بالاجتهاد في هذه الوظائف وإثبات القدرة على العمل وتحمل المسؤوليات الوظيفية.
وفي الأفق تبدو ملامح المستقبل أكثر إشراقًا عن ذي قبل، خاصة في ضوء ما تشهده السلطنة من توسع في إقامة المشروعات المختلفة، سواء الوطنية منها أو الأجنبية، والتي بدورها توظف العديد من فرص العمل لأبنائنا وبناتنا.. بجانب حركة التجارة النشطة محلياً أو خارجيا، والتي تسهم في إنعاش السوق وتفادي حالات الركود التي تعاني منها أسواق أخرى في المنطقة لاعتبارات مختلفة.
إنّ مسيرة التوظيف تؤدي بالحتمية إلى بناء الوطن بسواعد أبنائه المخلصين، حاملين لواء رفعة هذا الوطن، وماضين في غرس بذور المستقبل المشرق لتتمكن الأجيال اللاحقة من قطف ثماره والسير على خطى من سبقهم.