القاهرة – رويترز-
يواصل رئيس الوزراء المصري المكلف تشكيل حكومته الجديدة لقيادة البلاد في إطار "خارطة طريق" مدعومة من الجيش للعودة إلى الحكم المدني فيما ساد الهدوء الشوارع بعد أن عزل الجيش الرئيس محمد مرسي.
ويرشح حازم الببلاوي (76 عاما) وهو اقتصادي ليبرالي تمّ تكليفه بتشكيل الحكومة الأسبوع الماضي شخصيات من التكنوقراط والليبراليين لإدارة البلاد بموجب إعلان دستوري مؤقت لحين إجراء الانتخابات البرلمانية خلال ستة أشهر تقريبًا.
وقبل سفير مصر السابق لدى الولايات المتحدة نبيل فهمي منصب وزير الخارجية في علامة على الأهمية التي توليها الحكومة لعلاقتها مع القوة العظمى التي تقدم للبلاد مساعدات عسكرية قيمتها 1.3 مليار دولار سنويا.
وأدى محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية اليمين القانونية نائبًا للرئيس للعلاقات الدولية وهو المنصب الذي عرض عليه الأسبوع الماضي.
كانت مصادر حكومية قد قالت لرويترز إنّ الببلاوي سيعرض وزارة المالية على هاني قدري وهو الذي كان مسؤولا فيما سبق عن مفاوضات مصر مع صندوق النقد الدولي على قرض تعثر تحت قيادة مرسي.
وقدري مسيحي، ويمثل المسيحيون عشرة في المئة من السكان واشتكوا من تهميشهم في عهد جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي لها مرسي. وكانت المسيحية الوحيدة في حكومة مرسي هي وزيرة البحث العلمي.
وقال جوزيف شكري (31 عاما) وهو مسيحي بالقاهرة "من الجيد للغاية ان يتم الاعتراف بنا أخيرًا كمواطنين مصريين وأن نحصل على تمثيل أفضل في الحكومة.
"لكن يجب تحسين الإجراءات الأمنية المحيطة بكنائسنا لأنّه لا توجد حماية على الإطلاق ونحن قلقون للغاية بشأن هجمات الإسلاميين على أماكننا المقدسة."
وبحلول أمس يكون قد مرّ أسبوع دون أعمال عنف في الشوارع بعد اشتباكات بين الجيش ومؤيدين ومعارضين لمرسي أودت بحياة أكثر من 90 شخصًا في الأيام التي تلت الإطاحة به.
ويحتجز مرسي أول رئيس منتخب ديمقراطيا بمعزل عن العالم الخارجي في مكان غير معلوم منذ عزله الجيش عقب خروج الملايين إلى الشوارع في احتجاجات مناهضة له.
ولم توجه له السلطات اتهامًا لكنّها قالت السبت إنّها تحقق في بلاغات ضده تتعلق بالتجسس والتحريض على العنف وتخريب الاقتصاد.
ووجهت اتهامات بالتحريض على العنف بالفعل إلى الكثير من قيادات جماعة الإخوان وإن كانت الشرطة لم تنفذ في معظم الحالات أوامر الضبط والإحضار. وتقول جماعة الاخوان إنّ الاتهامات الجنائية جزء من حملة ضدها وإن السلطات هي الملومة في أعمال العنف.
ويعتصم الآلاف من أنصار مرسي في ميدان قرب مسجد بشمال شرق القاهرة وتعهدوا بالا يغادروا الى أن يعود الرئيس المعزول وهو أمل يبدو الآن شبه معدوم. وخرج عشرات الآلاف في مسيرات يوم الجمعة لكن مظاهراتهم انتهت سلميا.
وقال أحمد حلمي (17 عاما) وهو يبيع العصائر للصائمين بكشك "شعرنا بمزيد من الاستقرار في الأيام القليلة الماضية وفرصة أكبر لتحسن أوضاع الاقتصاد لأنّه لم تقع الكثير من أعمال العنف."
وأضاف "من يواصلون الاحتجاج أقلية صغيرة لكنني أعتقد أنّ أداءنا كدولة أصبح أفضل وسيتحسن."
وكانت جماعة الإخوان قد دعت إلى تنظيم مزيد من المسيرات غدا الاثنين. كما دعا معارضو مرسي إلى خروج مزيد من المظاهرات وإن كانت احتجاجاتهم تستقطب أعدادًا أقل كثيرا من المشاركين نظرًا لأنها حققت الهدف منها وهو إسقاطه.
ويواجه الببلاوي تحديًا يتمثل في تشكيل حكومة تبدو شاملة بلا إسلاميين. كانت جماعة الإخوان قد أعلنت أنّها لن تتعامل مع نظام تقول إنّه تم فرضه بعد "انقلاب فاشي".
وخطبت السلطات ود حزب النور السلفي وهو حزب إسلامي كبير كان حليفًا لمرسي لكنه انفصل عنه وقبل بإطاحة الجيش به.
ويقول حزب النور إنّه لا يسعى كي يتقلد أعضاؤه مناصب وزارية لكنه يدعم التكنوقراط ويقدم المشورة للببلاوي.
ولم يكلف الببلاوي بتشكيل الوزارة إلا بعد أن رفض حزب النور مرشحين آخرين لمنصب رئيس الوزراء منهم البرادعي.