الرؤية- وليد الخفيف
أكد يوسف الوهيبي نائب رئيس نادي السيب أن جميع الرياضيين يحلمون بانطلاق دوري المحترفين، غير أنه شدد على أن الأجواء في السلطنة غير مؤهلة لهذا المشروع الضخم الذي يحتاج لتكاتف عدة جهات رسمية في الدولة، مشيرا إلى أن أندية السلطنة تحتاج لبنية تحتية في المرافق والمنشآت، فضلا عن افتقارها ماليا.
وقال الوهيبي- في حوار خاص مع "الرؤية"- إنّ دوري المحترفين ليس مجرد رواتب مرتفعة فقط، لكنه منظومة متكاملة بين جهات عدة تسعى بتنسيق وترابط لانجاح هذا المشروع الضخم، والذي عكف على تنفيذه عدة دول لها باع طويل في اللعبة، وتمتلك إمكانيات مادية ضخمة، ولكنها فضلت تأجيله لضمان نجاحه مستقبلا دون مزيد من الأعباء. وأضاف أنّ انطلاق دوري المحترفين بشكل مباشر أمر صعب، فالأمر يحتاج للتدرج ولبرنامج زمني واضح المعالم للتنفيذ. وأوصى الوهيبي بضرورة أن يكون القائمون على المشروع صادقين مع أنفسهم وأن يتعاملوا مع الأمر كمشروع يحتاج لدراسة جدوى ومناقشات ومباحثات متعددة الأطراف، وإذا أشارت نتائج الدراسات إلى إمكانية تنفيذ المشروع فعلينا السعى نحو ذلك وإن دلت على غير ذلك فيجب مراجعة الحسابات وإعادة ترتيب الأوراق.
وأوضح نائب رئيس نادي السيب أنّ هناك عددا من التحديات تواجه انطلاق دوري المحترفين منها تفريغ اللاعبين من وظائفهم، بالإضافة إلى شروط حصول المدربين على الفئة (أ)، الأمر الذي يجعل عددا من المدربين الوطنيين خارج نطاق الخدمة فضلا عن البنية التحتية المتراجعة لكثير من أنديتنا. أما عن الدعم المالي، قال إن نادي السيب يستطيع تطبيق نظام الاحتراف، ولكن في هذه الحالة سيتم تجميد باقي الألعاب والرياضات بالنادي، علما بأن النادي به 9 ألعاب ولمشاركاته الخارجية خاصة العربية صداها الواسع في ألعاب كرة اليد والطائرة والهوكي، الأمر الذي سيجعل كل هذه الالعاب في خطر. ومضى الوهيبي موجها السؤال لاتحاد الكرة العماني بقوله: "كيف لإدارة تطوعية أن تدير ناديا به لاعبون محترفون وأجهزة معاونة محترفة"، وأكد أن الأندية العمانية طبقا لنظامها الأساسي ليست أندية كرة قدم فقط، مطالبا المسؤولين بعدم الإنجرار إلى "نفق لا نملك حق العودة منه"، على حد قوله. وأكد الوهيبي أن الإمكانيات تختلف عن الواقع، والكل يتمنى أن ينطلق دوري المحترفين، ولكن كيف ومتى، مطالبا بتقديم المصلحة العامة على الشخصية، ووضع مبدأ التدرج نصب أعيننا قبل الشروع في تنفيذ هذا الحلم الجميل.
وقال الوهيبي إنّ إدارة النادي منذ انتهاء الموسم المنصرم تسعى جاهدة لتدعيم الفريق بعدد من الصفقات المحليّة والدولية فعلى المستوى المحلي تمّ التعاقد مع عمار البوسعيدي من نادي عمان، وأسامة حديد من نادي صحم وسليم الفارسي من نادي الطليعة وجاري البحث عن ظهير أيسر بعد فشل التعاقد مع أحد لاعبي المنتخب الوطني، أمّا عن التعاقدات الخارجية فإدارة النادي قد تعلن لاحقًا التعاقد مع ثلاث لاعبين دوليين من سوريا.
وأشار إلى أنّ مجلس إدارة النادي ساعي لتدارك الأخطاء التي وقع فيها الموسم الماضي، ومن ثمّ العمل على تصحيح المسار، معبرًا عن سعادته بالتعاقد مع المدرب الروماني بيتر، موضحًا قدرته على التعايش والتعامل مع اللاعب الخليجي نظرًا لخبراته السابقة في دولة الإمارات العربية المتحدة والجزائر. ووصف سيرته الذاتية بالجيدة، خاصة خلال فترة عملة بالمنطقة العربية والخليج. وأكد أنّ بيتر سيبدأ فترة الإعداد في الخامس عشر من الشهر الجاري وسوف تتخللها المشاركة في دورة الظفرة الودية بدولة الإمارات العربية المتحدة والتي ستبدأ في الأول من أغسطس وحتى السادس من نفس الشهر، ومن المقرر أن تشارك فيها عدة أندية من دول مختلفة مثل كاظمة الكويتي والمريخ السوادني بالإضافة للظفرة المنظم، مشيرًا إلى أنّ الدورة ستكون فرصة جيدة أمام الجهاز الفني لتقييم مستوى اللاعبين قبل انطلاق بطولة الدوري.
وعن الجهاز المعاون للمدرب الروماني، أشار الوهيبي إلى أنّ الإدارة جددت الثقة في أعضاء الجهاز الفني المعاون من الموسم الماضي، كما تمّ تجديد التعاقد مع كل لاعبي الفريق المنتهية عقودهم امثال سعود الفارسي ومهند سبيت وسعيد الفارسي وآخرين. وتابع قائلا إنّ الإدارة تسعى بكل طاقتها لإسعاد الجماهير السيباوية المخلصة والمحبة لفريقها ولا تدخر جهدًا في سبيل هذا الهدف المهم، حرصًا منها على عدم الدخول في دوامة الهبوط التي مر بها الفريق الموسم الماضي، مشيرا إلى أنّ الفريق رغم بدايته المتعثرة خلال الدور الأول والنتائج المتراجعة التي نبأت بهبوطه للدرجة الثانية، إلا أنّ تلاحم لاعبي الفريق والجهاز الفنّي والإداري ومن خلفهم الجماهير الواعية كانت الأسباب الفعلية للبقاء رغم صعوبة المهمة. وشدد على أنّ اليأس لم يعرف طريقة لقلوب لاعبي السيب؛ حيث كانوا دائمًا على إيمان وثقة في قدراتهم على البقاء، وكان لعنصر العزيمة في المباريات الأخيرة دوره في حسم الأمور لصالحهم، الأمر الذي يعد إنجازًا بكل المعايير. ولفت الوهيبي إلى أن إدارة النادي لم تسع الموسم الماضي لفسخ عقد الهولندي ايلكو الذي تسلم المهمة خلال فترة الإعداد، ولكن الأخير استقال بعد إيقاف الفريق من قبل الاتحاد في القضية المعروفة إعلاميًَا بقضية "الأندية الثلاثة" مع اتحاد كرة القدم، ليسند المهمة بعد ذلك للمدرب البوسني ومساعده عبد المنعم سرور في بداية المشوار، ويكمل البوسني مشواره مع الفريق حتى وصل بالفريق لبر الأمان. ويرى الوهيبي أنّ الفريق كان ظاهرة، حيث لم يستغن عن لاعبيه ولا عن مدربه ولم يتزعزع رغم الفترات التي وصفها بالحالكة التي مرّ بها ولم تحمل الإدارة المسؤولية على المدرب أو اللاعبين مثل باقي الأندية، ولكنّها خططت بنجاح بالمعطيات المتوفرة لعبور الأزمة.