تويت
مسقط – الرؤية-
احتفلت بلدية مسقط، مساء أمس، بالقرنقشوه، ضمن باقة ممزوجة من البرامج والفعاليات والعروض الفكاهية والترانيم التراثية والألحان الجميلة التي تغنى بها الجمهور في ليلة أنار القمر بها أروقة المكان وأبهرت العروض الزوار، وانطلقت الفعالية بعد الفطور حيث توافدت مواكب الزوار للاستمتاع بهذه الموروثات والتقاليد العمانية العريقة التي تحرص البلدية كل عام على تنظيمها وإبرازها للأجيال العمانية المتعاقبة، بإضافة لمسة حضارية متجددة مع مراعاة الخصائص والمفردات القديمة.
وشهد مسرح قرية الطفل بحديقة القرم الطبيعية ليلة تمازجت فيها روعة المكان وعذوبة الأطفال وتجليات الليلة المباركة؛ حيث نظمت إدارة الإعلام والعلاقات الخارجية ببلدية مسقط الاحتفال بالقرنقشوه، بالتعاون مع مؤسسة المخيني لتنظيم الحفلات والمناسبات وطبعت فقرات الحفل بمزيج من التشويق والمرح والمسابقات الترفيهية.
وتضمَّنت فقرات حفل القرنقشوه تقديم مسرحيات قصيرة توعوية بطابع فكاهي ومسابقات للكبار والصغار في مختلف المجالات الثقافية والعلمية، والتي تدور حول الشخصيات التاريخية كالعلماء والأدباء والشعراء والمفكرين العمانيين وحول المدن العمانية التاريخية القديمة وما تحتضنه من مواقع أثرية ومعالم حضارية بارزة وفقرات الرسم على وجوه الأطفال ومسابقة المواهب.. وتضمن الحفل تقديم الحلويات والمكسرات العمانية والتغليفات الخاصة بهذه المناسبة بالإضافة إلى جوائز وهدايا للأطفال والشباب.
"تجمعوا واصطفوا".. الأطفال تغني وترقص والعشرات من الشباب والشابات افترشوا الأرض أو جلسوا على الكراسي التي وضعت خصيصَا لتسهل على كل زائر عملية النظر بهجة الذكريات متشحين بما ازدان من لباس وحلي طوافون على منازل الحي يرددون لحن الذكريات الخالد:
قرنقشوه يا ناس...
أعطونا شويت حلوى
دوس دوس في المندوس...
حارة حارة في السحارة
وهي الكلمات التي ظل يتكرر صداها من كل طفولة من عمر يفنى في حياة أهل السلطنة الذين ظلوا محافظين على تراث توارثوه، فصانوه بعدما عهدوا لفرق موسيقية كالسلام وتراثية (المثالية) لتبقى تصدح هذه العبارات التي توقظ في الناس طفولة نائمة.. وذكرى حميمة!
وفي أروقة حدائق مسقط استعيدت البارحة الذكريات وفاحت معها النسمات في ليلة اكتمل البدر فيها ورسم للطفولة عنوانا آخر للجمال واكتسى الأخضر بوشاح الفرح ونسائم الأفنان.