
الصحة البيطرية تساهم في تنمية الثروة الحيوانية بالحد من تفشي الأوبئة والأمراض
تطوير المحاجرالبيطرية لحماية الثروة الحيوانية من الأمراض المستوطنة والعابرة وحماية المستهلك من الأمراض المشتركة وضمان سلامة الغذاء
تقرير : ناصر المجرفي
جاء الاهتمام بقطاع الثروة الحيوانية كونه ذو أهمية كبيرة في الاقتصاد الزراعي العماني وذلك حتى يقوم بدوره في الإسهام للوصول إلى الاكتفاء الذاتي من المنتجات الحيوانية ورفع مستوى الأمن الغذائي ، ويتم تفعيل ذلك من خلال زيادة مساهمة صغار المنتجين بالقطاع الحيواني وذلك بإقامة عدد من المشاريع التي تخدم المربي مثل مشروع خدمات برامج الإرشاد الحيواني الذي يهدف إلى توعية مربي الثروة الحيوانية بأهمية استخدام التقنيات الحديثة في الإنتاج وتصنيع المنتجات والتسويق والإدارة والرعاية الصحية للقطيع الحيواني كما إن مشروع تربية الدواجن المحلية يهدف إلى تطوير السلالات المحلية المناسبة لرفع إنتاج البيض المحلي زيادة دخل الأسرة ويأتي مشروع تطوير نظم الإيواء والتربية والرعاية التقليدية لقطعان الأمهات ( ماعز – ضأن ) في القرى الجبلية وتجمعات البدو والشوان بالمنطقة الداخلية لكي يؤهل المربين وأسرهم لإدارة القطعان والمراعي بكفاءة عالية وتجنب الرعي الجائر أثناء وقت الجفاف لتحسين إنتاجيتها والحفاظ على السلالات المتأقلمة في تلك المناطق ورفع المستوى الصحي لهذه القطعان وتشجيع المربين على إدخال التقنيات الحديثة والأساليب العلمية في عمليات التربية والرعاية والتغذية .
حجم الانتاج الحيواني :
ارتفع اجمالي حجم الانتاج الحيواني من 94،2الف طن للعام 2009م الى 152،3 الف طن للعام 2012م محققا معدل نمو بنسبة 16،9% في المتوسط سنويا ويعود هذا الارتفاع الى الخدمات التي قدمت لتطوير القطاع وتنفيذ المشاريع الحديثة في مجال تسمين العجول والماعز وإنتاج لحوم الدواجن وبيض المائدة وزيادة انتاج الحليب ومنتجات الالبان ، ومن حيث الاهمية النسبية يشكل انتاج الحليب ومشتقاته نسبة 49% من اجمالي الانتاج يليه انتاج لحوم الدواجن بنسبة 27% وإنتاج اللحوم الحمراء بنسبة 16% واخيرا انتاج بيض المائدة بنسبة 8% .
وتشير الإحصاءات إلى أن قطاع الثروة الحيوانية في تنام مستمر حيث بلغ مجموعها الكلي لعام 2011م حوالي ( 2،6733750) مليون رأس موزعة على عدد الأبقار 346،26 ألف رأس والضأن 404،11 ألف رأس والماعز 1788،58 ألف رأس والجمال 134،80ألف رأس .
وكنتيجة طبيعية وانعكاساً لحجم الثروة الحيوانية حقق قطاع الثروة الحيوانية مساهمة في توفير المنتجات الحيوانية حيث بلغ الإنتاج من اللحوم الحمراء لعام 2012م حوالي 24،97 ألف طن و41،80 ألف طن من لحوم الدواجن أما بالنسبة للحليب الطازج فقد بلغ 72،41ألف طن ويقدر الإنتاج المحلي من بيض المائدة 236 مليون بيضة .
وفي مجال الثروة الحيوانية فان الوزارة تقوم بعدة اتجاهات منها :
القيام بالتحسين الوراثي لسلالات الأبقار والماعز والضأن المحلية ، وتطوير السلالات المحلية من خلال برامج محدده تهدف لرفع الإنتاجية وتحسين النوعية وذلك بتوزيع عددا من ذكور الحيوانات المحسنة على المربين .كذلك القيام بحملات لتحصين الحيوانات ضد الأمراض الوبائية بالإضافة إلى  توفير الأدوية ومعالجة الحيوانات المريضة  من خلال العيادات البيطرية المنتشرة في مختلف مناطق السلطنة حيث تم تحصين اكثر من 1،465774مليون حيوانا عام 2012م وتم معالجة أكثر من مليون راس من الحيوانات .
التحسين الوراثي :
تتبنى الوزارة برنامجا خاصا للتحسين الوراثي للحيوانات المزرعية يهدف إلى إنتاج سلالات محلية محسنة ذات صفات إنتاجية عالية ، ويتم توزيع هذه الأغنام (الذكور فقط) وذلك كونها أسرع من الإناث في نشر التراكيب الوراثية حيث تستطيع في خلال الموسم الواحد فقط في نقل الصفات الجيدة إلى عدد كبير من الأبناء، ويتم توزيعها إلى مربي الثروة الحيوانية ما بين (150-200) رأس ذكر محسن كل عام برسوم رمزية حسب أعمار الحيوانات وذلك عبر برنامج خاص يسمى برنامج تحسين السلالات العمانية تتولاه المديرية العامة للثروة الحيوانية بحيث تقوم هذه الذكور المحسنة بنشر التراكيب الوراثية المسؤولة عن الصفات الإنتاجية المرغوبة لهذه الحيوانات كزيادة نسبة التوائم وغيرها من الصفات إلى حيوانات القطيع لدى المربين وذلك عن طريق التلقيح الطبيعي.
وفيما يخص إكثار السلالات المحلية من الأبقار فيتم ذلك عبر تبني برنامج بحثي تنفذه المديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية يختص بتحسين سلالات الأبقار المحلية ومن ثم يستخرج السائل المنوي من هذه الأبقار المحسنة ويوزع على وحدات التلقيح الصناعي المنتشرة في أرجاء السلطنة ليستخدم في تلقيح الأبقار المحلية لدى المزارعين وذلك حتى يتم نشر التراكيب الوراثية المسؤولة عن زيادة الحليب وتحسين جودة وكمية اللحم وزيادة نسبة التوائم أو أي من الصفات المرغوبة الأخرى إلى مربي الثروة الحيوانية بالسلطنة.
علاوة على ذلك فإن البرامج الأخرى التي تتبناها الوزارة متمثلة في برامج تحسين أماكن الإيواء والرعاية للثروة الحيوانية وبرامج تحسين التغذية وغيرها من البرامج الأخرى فإنها جميعا تصب ضمن خانة تحسين أداء السلالات المحلية من الأغنام والأبقار والماعز.
الوقاية والعلاج :
تعتبر الامراض الحيوانية مصدر قلق لجميع دول العالم المتقدمة و النامية نظراً لما تسببه من خسائر اقتصادية عالية نتيجة انخفاض المنتجات الحيوانية أو نفوق الحيوانات بنسبة تصل إلى 100% و قد تسبب بعض هذه الأمراض الى إصابة الإنسان بإعاقة مزمنة أو حتى الوفاة ، و تبذل الوزارة جهودا كبيرة لمكافحة هذه الأمراض ومنع دخولها و السيطرة عليها من خلال المحاور التالية :
مشروع التحصين الوطني والحجر البيطري وسرعة التشخيص والعلاج وضمن هذا المجهود أصبحت سلطنة عمان دولة خالية من الطاعون البقري كما تم إعلان خلو السلطنة من طاعون الخيل الافريقي.
وقد تم رفع مخصصات مشروع التحصين الوطني من مليون وربع مليون ريال عماني إلى مبلغ 5 مليون ريال خلال الخطة ( 2011-2015) و تم تشكيل عدد 25 فريق متخصص للتحصين مع تدعيمه بالكادر البيطري الموجود حاليا بالعيادات البيطرية وذلك للسيطرة على عدد من الأمراض الخطيرة وتعمل الوزارة على التوسع في مظلة المشروع لتشمل أمراض أخرى من أجل السيطرة والقضاء عليها .
وضمن منظومة الوقائية للسلطنة يأتي دور المحاجر البيطرية وتغطي شبكة المحاجر البيطرية جميع منافذ السلطنة البحرية والجوية والبرية ليصل عددها إلى (15) خمسة عشر محجر بيطري بين مكاتب حجر بيطري بالمنافذ الحدودية ومحاجر بيطرية لإيواء الحيوانات المستوردة وجاري دعم هذه المنظومة بمختبرات بيطرية متطورة ضمن مشروع تطوير قدرات الحجر والبيطري بالخطة الخمسية الحالية بموازنة قدرها 500,000 ( خمسمائة ألف) ريال إضافة إلى المختبر البيطري بسعال بموازنة قدرها حوالي 1,500,000 (مليون ونصف) ريال الذي تم الانتهاء من جميع أعماله الإنشائية وجاري حالياً الانتهاء من التجهيزات اللازمة لإجراء الفحوصات الدقيقة على جميع واردات وصادرات السلطنة من الحيوانات الحية ومنتجاتها للتأكد من سلامتها الصحية وخلو ها من أي مسببات مرضية وثبوت صلاحيتها للاستهلاك الآدمي.
- مشروع تطوير العيادات البيطرية من الجدير بالذكر أن هناك العشرات من الأمراض الخطيرة الأخرى المعدية منها و غير المعدية و التي يتم التعامل معها من خلال العيادات البيطرية المنتشرة في أرجاء السلطنة وعددها 67 عيادة بيطرية حتى الآن و لتطوير العمل في هذه العيادات تم التوسع في توفير العلاج البيطري وإيجاد فريق خاص للعلاج البيطري وآخر للتحصين القومي للثروة الحيوانية و زيادة المخصصات المالية لدعم العيادات البيطرية و تعزيز المخصصات المالية لشراء الأدوية و المعدات اللازمة الحديثة من 1.250مليون ريال عماني (الخطة الخمسية السابقة) الي 2.4 مليون ريال في الخطة الخمسية الحالية وجاري حاليا إنشاء عدد 12 عيادة بيطرية خلال الخطة الخمسية الحالية، تم الانتهاء من تنفيذ عدد 5 منهم حالياً إضافةً إلى دراسة إنشاء عدد 27 عيادة بيطرية ثابتة مقترحة بمعرفة المعنيين بالمديريات العامة بالمحافظات المختلفة خلال الخطط القادمة.
أضف إلى ذلك تم تجهيز عدد 25 فرقة خاصة للتحصين بما يسمح بتفرغ الكادر الحالي لأعمال العلاج ، أيضاً لا يمكن أن يغفل دور مركز بحوث الصحة البيطرية والذي يقوم بدور اساسي لتشخيص الامراض كما انة يوجد مختبر تشخيص بمحافظة ظفار ويتم دعمه لتطوير مستواه كما تم انشاء مختبر مركزي بمنطقة سعال وانشاء مختبر بيطري بولاية الحمراء بمحافظة الداخلية.