مسقط - الرؤية
نوقشت في جامعة السلطان قابوس، رسالة ماجستير بكلية التربية تخصص إدارة تربوية للطالبة بدرية بنت حمد المشرفية؛ بعنوان: "آليات مقترحة لتفعيل ممارسات مديري المدارس في تنمية ثقافة الحوار لدى الطلبة بسلطنة عمان".
تكوَّنت لجنة المناقشة من عدد من الأساتذة بقسم الأصول والإدارة التربوية بجامعة السلطان قابوس د.محمد عبد الحميد لاشين أستاذ مشارك (رئيساً)، ود.زهرة بنت ناصر الراسبية أستاذ مساعد (المشرف الرئيسي)، ود.راشد بن سليمان الفهدي أستاذ مساعد (ممثل رئيس القسم)، ود.طارق عبد المنعم أبو النجا أستاذ مساعد بجامعة صحار (الممتحن الخارجي). كما تألفت لجنة الرسالة من ثلاث من المشرفات بقسم الأصول والإدارة التربوية بجامعة السلطان قابوس: د.زهرة بنت ناصر الراسبية (مشرفاً رئيساً)، وعضوية كل من د.وجيهة ثابت العاني أستاذ مشارك، ود.عائشة بنت سالم الحارثية أستاذ مساعد.
وترجع أهمية هذه الدراسة إلى أنها جاءت متزامنة مع الظروف والتغيرات الراهنة، والتي ظهرت على الساحة المحلية والإقليمية والعالمية، مطالبة بالمزيد من الحقوق والحريات، ومشاركة مجتمعية أوسع في صناعة القرارات، ونال اهتماماً كبيراً من قبل المنظمات الدولية، كما نال حظاً وافراً من الاهتمام السامي لحضرة صاحب الجلالة، حيث تجلى ذلك في العديد من خطاباته ولقاءاته التي تؤكد على هذه القيمة الحضارية الراقية والنبيلة. وتزداد أهمية ثقافة الحوار في ظل التغيرات العلمية والمعرفية في الوقت الحاضر على اعتبار أنها أحد أهم وسائل الاتصال والتواصل مع الآخر المختلف في ثقافته، وتفكيره، وأنماط سلوكه وسيل من المعلومات غيرَ متناهٍ، وهي طريقة علمية لاختبار الآراء والأفكار والوصول إلى النتائج، والسبيل لتضييق الفجوة بين ما نمتلكه من معارف ومعلومات وما يمتلكه الآخرون.
لذا أصبح من الأهمية بمكان أن يتم تنمية ثقافة الحوار لدى أفراد المجتمع من خلال المؤسسات التربوية المختلفة، وتعد المدرسة من أهم المؤسسات التربوية التي يعوّل عليها في تنمية ثقافة الحوار في المجتمع، وهي التي تقوم عليها نهضة المجتمعات؛ لكونها القادرة على تغيير نظام المجتمع كأقوى مؤسسة تربوية، وهي تستطيع أن تمد المجتمع بأشخاص يمتلكون ثقافة الحوار، وذلك من خلال إكساب الطلبة مهارات الحواروآدابه، وتنمية القيم الإيجابية لديهم كقيم التسامح والوسطية والسلام والحرية والشورى وغيرها من القيم.
وتعرف الدراسة ثقافة الحوار على أنها: مجموعة من القيم والآداب والمهارات التي يعززها مدير المدرسة لدى الطلبة؛ ليتمكنوا من تبادل الحديث مع الآخرين، والتعامل مع الآخر المختلف واحترام وجهة نظره بعيداً عن التعصب، بطريقة علمية وحضارية، في ضوء قيم التسامح والوسطية وحرية التعبير والديموقراطية؛ وذلك من خلال تفعيل ممارسات مدير المدرسة في (التخطيط المدرسي، والاتصال المدرسي، وصنع القرار، والإشراف على عمليتي التعليم والتعلم، وإدارة الأنشطة المدرسية، وتوثيق العلاقة مع أولياء الأمور ومؤسسات المجتمع المحلي)؛ ليصبح الحوار سلوكاً ممارساً ونهج حياة لدى هؤلاء الطلبة.
وانطلقت إشكالية الدراسة مما ظهر في الآونة الأخيرة من بعض المشكلات السلوكية لدى طلبة المدارس بسلطنة عمان، خاصة ما حدث على الساحة التربوية في العام الدراسي 2010/2011م من مظاهر الاعتصامات والاحتجاجات والمطالبات وأعمال العنف، لدى شريحة من طلبة الجامعات والكليات وطلبة المدارس، وما صاحب تلك المطالبات من سلوكيات غير حضارية تجاوزت الحدود وخرجت عن الإطار المعهود والأنظمة المستقرة والمعمول بها.
.. لقد أصبحت ثقافة الحوار من المتطلبات الأساسية التي يحتاجها المجتمع من أجل استيعاب أطيافه المتنوعة، ويحتاجها الطلبة وهم يعيشون القرن الحادي والعشرين، يستشرفون المستقبل بتطلعات أكبر إلى الحرية، وبآفاق أرحب إلى الحوار، إن معرفة الطلبة لثقافة الحوار (قيم الحوار وآدابه ومهاراته)، والوعي بالكيفية المثلى لممارستها وتمثلها فكراً وسلوكاً أضحى ضرورة ملحة وخياراً استراتيجياً والتزاماً إنسانياً، وهو ما يدفع نحو ضرورة تطبيق ثقافة الحوار وممارستها على أرض الواقع، وأن يعمل مدير المدرسة على تأصيلها لدى الطلبة؛ لأجل ذلك جاءت هذه الدراسة لتقترح آليات تفعيل ممارسات مديري المدارس في تنمية ثقافة الحوار لدى الطلبة بسلطنة عمان في (التخطيط المدرسي، والاتصال المدرسي، وصنع القرار، والإشراف على عمليتي التعليم والتعلم، وإدارة الأنشطة المدرسية، وتوثيق العلاقة مع أولياء الأمور ومؤسسات المجتمع المحلي)، ووضع تصور مقترح لذلك. وتعد هذه الدراسة إضافة لمجال البحث العلمي التربوي؛ حيث إنها من الدراسات الأولى بالسلطنة التي تهتم بدراسة ممارسات مديري المدارس في تنمية ثقافة الحوار لدى الطلبة.