الرؤية - حمد العلوي
ألقى الدكتور خالد بن حمد الغيلاني الباحث في الإعلام، محاضرة بعنوان "نشأة الصحافة العمانية ومراحل تطورها"، والتي أقيمت بمركز فتح الخير بصور؛ فقال: الصحافة بشكل عام هي مهنة جمع الأخبار والمعلومات وأول من استخدم لفظ الصحافة بمعناها الحالي الشيخ نجيب الحداد وهو من منشئي جريدة لسان العرب في الإسكندرية والصحف والجرائد أصبحت مجموعة من الأوراق تصدر في إطار دوري منتظم وفق آلية صدور معينة وأول ظهور للصحافة كان في إيطاليا وتحديدا في البندقية عام 1566 عبر إصدار اسمه جازيفا وجازيفا كانت عملة متداولة حيث سميت أول صحيفة باسمها، ثم توالى صدورها في أوروبا فإيطاليا فإنجلترا فألمانيا ففرنسا ثم انتشرت في العالم العربي وأول صحيفة صدرت هي الوقائع المصرية في عهد محمد علي باشا، ثم توالى صدورها. أما نشأة الصحافة العمانية فكثير من الباحثين يؤرخون ببداية الصحافة العمانية بتولي السلطان قابوس بن سعيد -حفظه الله- لمقاليد الحكم في سلطنة عمان، وهذا القول فيه إجحاف في تاريخ الصحافة العمانية. وأكد الغيلاني أن الصحافة العمانية بدأت قبل تولي جلالة السلطان قابوس الحكم في البلاد بسنوات عديدة، وإذا أردنا أن ننصف فقد بدأت 1911، وهذه البداية لم تكن في عمان إنما كانت في زنجبار حينما كانت زنجبار خاضعة للنفوذ العماني آنذاك وتحديدا في عهد السلطان السيد برغش بن سعيد والذي كان مهتما بهذا الجانب الاهتمام الكبير في الثقافة وقد جلب مطبعة إلى زنجبار سميت بالمطبعة السلطانية، وهذا يرجع إلى زيارته لعدد من الدول مثل مصر وسوريا ووجود هذه المطبعة ساهمت في انتشار وازدهار الصحافة بشكل كبير من 1911 إلى 1964. وهذه المرحلة يؤرخ لها في زنجبار فقد صدرت كثير من الصحف العمانية هذه الفترة كانت في البداية عبارة عن مذكرات وجرائد وفي إطار صحيفة في مفهوم الصحيفة المعروف تصدر في انتظام ولها آلية صدور وبرامج معينة. أما غير ذلك، فلا تصنف باسم صحيفة وكانت أول صحيفة صدرت في زنجبار بمعنى الصحيفة هي صحيفة النجاح كان ذلك في عام 1911، وقد تأسست على يد ناصر بن سالم الرواحي المعروف بأبي مسلم البهلاني، وكان قاضيًا أيام عهد السيد برغش بن سعيد، ومن خلاله تأسست هذه الصحيفة ثم تولى بعد ذلك رئاسة تحريرها الشيخ ناصر بن سليمان واستمرت إلى عام 1914، ثم احتجبت ومن الصحف التي صدرت في زنجبار خلال نفس الفترة صحيفة الفلق، وكان أول صدورها في أبريل عام 1929، واستمرت حتى عام 1964، وتعتبر نهاية المرحلة الأولى من مراحل تطور الصحافة العمانية وكانت صحيفة الفلق أول صحيفة أطول عمرا، وأكثرها حضورا؛ ولذلك أعطت مجالًا للباحثين في تناول الكثير من الموضوعات. وقد صدرت باللغتين العربية والإنجليزية، ثم أضيفت اللغة السواحلية وهي لغة سكان زنجبار، ولكن حافظت الصحيفة اللغة العربية وهي اللغة الأم لأنه -ولله الحمد- أن كل العمانيين الموجودين في زنجبار كانوا حريصين أشد الحرص على المحافظة على قوميتهم العربية ولغتهم اللغة العربية.