داجنهام (انجلترا)- رويترز-
تظهر البوابات الموصدة بالسلاسل اللامعة في مصنع فورد موتور بشرق لندن كيف أن إعلان الشركات أنباء ايجابية عن أعمالها في أوروبا قد لا يعني بالضرورة أن الاقتصاد يتحسن.
كانت فورد أبلغت مستثمريها الأسبوع الماضي أن أداءها في أوروبا أفضل من المتوقع وأن تعافيها على هذا الجانب من الأطلسي يمضي قدما. لكن هذا التعافي يرجع بدرجة كبيرة إلى خفض التكاليف مع استمرار انخفاض الطلب على السيارات في أنحاء القارة بينما يعاني القطاع من فائض في الطاقة الإنتاجية. وقال بوب شانكس المدير المالي لشركة صناعة السيارات الأمريكية للمحللين "توقعات مناخ الأعمال في أوروبا مازالت ضبابية".
وفي اليوم التالي توقف العمل بمصنع داجنهام الذي يضم 750 عاملا وكان يصنع غطاء المحرك والأبواب للسيارات الفان من طراز "ترانزيت" بينما سدت مداخل موقف السيارات المخصص للعاملين بحواجز خرسانية بيضاء وكل ذلك في إطار خطة فورد "لتحسين الكفاءة التصنيعية" في أوروبا. وساهم خفض كبير للتكلفة بأوروبا في أرباح أفضل من المتوقع للربع الثاني من العام أعلنتها جنرال موتورز يوم الخميس. وهناك قطاعات أخرى تقوم بنفس الشيء. فقد أغلقت كيمبرلي كلارك مصنعا في اسبانيا بعد أن قررت الشركة وقف بيع حفاضاتها "هجي" في معظم الأسواق الأوروبية والخروج من أنشطة أخرى في القارة. وتضم قائمة الشركات التي أبلغت المستثمرين أن الطلب الأوروبي الضعيف يجبرها على خفض التكاليف والوظائف أسماء مثل مجموعة انتربابلك الأمريكية للإعلان وسلسلة متاجر كارفور وإندسيت للأجهزة الكهربائية وراندستاد للتوظيف. وقال كريس ويفر المدير بشركة ماكرو-أدفيزوري الاستشارية "أي نمو للأرباح يأتي من الأنشطة الأساسية أو خفض التكاليف. الشركات توفر المال في الإنفاق الرأسمالي في محاولة للمحافظة على الأرباح قوية". وتشير البيانات الاقتصادية في الآونة الأخيرة إلى أن منطقة اليورو بدأت تتعافى ويبدو أن بريطانيا عادت للنمو. وأدى تحسن المؤشرات الرئيسية إلى تجدد اهتمام المستثمرين من المؤسسات بأوروبا. وفي ضوء ارتفاع أسواق الأسهم في اليابان والولايات المتحدة بمعدلات في خانة العشرات منذ بدية العام فربما حقق المستثمرون أقصى استفادة ممكنة من التعافي الاقتصادي هناك ويتطلعون الآن إلى منطقة اليورو وبريطانيا لاستكمال مسيرة النمو. لكن إقناع الشركات بمعاودة الاستثمار بكثافة سيتطلب ما هو أكثر من بوادر التحسن.