اعتبر تأجيل صفقة مقاتلات "الإف 16" إهانة للجيش -
القاهرة- الوكالات-
شنَّ الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة المصرية هجومًا لاذعًا على الولايات المتحدة الأمريكية خلال أول حوار صحفي يجري معه منذ عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، وقال إن واشنطن تجاهلت إرادة الشعب المصري، ولم تقدم الدعم الكافي وسط تهديدات بانزلاق البلاد إلى حرب أهلية.
وخاطب السيسي في حوار أجرته معه صحيفة الواشنطن بوست – الأمريكية - الحكومة الأمريكية بلهجة يشوبها "السخط": "لقد تخليتم عن المصريين، وأدرتم ظهوركم لهم، ولن ينسوا لكم موقفكم هذا". وحينما سُئل عما إذا كان ينتوي التقاعد لخوض الانتخابات الرئاسية نفي السيسي ذلك، وقال إنه "لا يطمح للسلطة"، وأكد "أن الإنجاز الأكثر أهمية في حياته هو التغلب على هذه الظروف، "للتأكد" من أننا نعيش بسلام، للمضي قدمًا في تحقيق خارطة الطريق، ولأن نكون قادرين على إجراء الانتخابات المقبلة دون إراقة قطرة واحدة من دماء المصريين"، مضيفًا "أن حب الناس هو أهم شيء بالنسبة له". وقال إنّ الانتخابات ستمضي قدمًا في الموعد المقرر لها ورحب بحضور المراقبين الأجانب لمراقبة سير العملية الانتخابية.
وقالت الواشنطن بوست إنّ قيام واشنطن بتأجيل حصول مصر على أربع مقاتلات من طراز "إف 16" قد أغضب السيسي؛ إذ قال: "ليست هذه هي الطريقة التي يعامل بها جيش محب لوطنه". وكشف السيسي عن أنّ وزير الدفاع الأمريكي تشك هيجل يتصل به يوميًا تقريبًا، إلا أنّ الرئيس الأمريكي باراك أوباما، لم يهاتفه ولو لمرة منذ عزل مرسي . ووصفت الصحيفة السيسي بأنّه "الرجل الأقوى في مصر" على نطاق واسع، وقالت إنّه يتحكم في مقاليد الحكم أكثر من أي شخص آخر، وأشارت إلى أنه على مدى ساعتين في غرفة الاستقبال المزخرفة بوزارة الدفاع الخميس، فسر بإسهاب لماذا قرر عزل مرسي رغم كونه أول رئيس منتخب بإرادة الشعب. وحث وزير الدفاع المصري الإدارة الأمريكية على ضرورة السعي لإقناع جماعة "الإخوان المسلمين" بفض الاعتصام؛ تجنبًا لإراقة المزيد من الدماء قائلاً: "إن للولايات المتحدة الكثير من النفوذ والتأثير على الإخوان، وأود بالفعل أن تستغل واشنطن هذا النفوذ لحل الصراع". وقال إنّه قد أدرك المشاكل مع مرسي منذ توليه سدة الحكم، فهو لم يكن رئيسًا لكل المصريين، بل لأتباعه ومؤيديه فقط. وأفادت الصحيفة أن السيسي الذي كان يظن البعض أنه كان مقربًا من الجماعة كان " قاسيًا" في نقده إياها قائلاً: "إنّ القومية ليست هي الفكرة التي يجتمعون عليها، فليس هناك وطنية، ولا شعور بالوطن". وأوضح أنه كان كارهًا للتحرك ضد مرسي، وبأنه بذل قصارى جهده طول فترة حكم المعزول لمساعدته على النجاح، إلا أن الأخير فشل مرارًا في الالتفات إلى نصحه. وتابع أنه "لم يكن يملك أي خيار" أمام الملايين التي خرجت للشوارع مطالبة بإسقاط شرعية مرسي وقال: توقعت في حال عدم تدخلي، أن تتحول الأمور إلى حرب أهلية". ورأت أنه على الرغم من أن العلاقات بين واشنطن والقاهرة لا تزال وثيقة؛ إلا أن التأثير الأمريكي قد تراجع؛ إذ بدأت مصر في تلقي المزيد من المساعدات من حلفائها الإقليميين وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، والكويت، والإمارات العربية المتحدة.