واشنطن- الوكالات-
شددت الدول الغربية الإجراءات الأمنية في ممثلياتها الدبلوماسية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحسبا لخطر هجمات محتملة لتنظيم القاعدة، فيما اطلقت الشرطة الدولية (انتربول) تحذيرا أمنيا شاملا، مع اغلاق السفارات الامريكية في البلدان الاسلامية وقيام باريس وبرلين ولندن بخطوة مماثلة في اليمن.
وقررت كندا من جهتها كتدبير وقائي إغلاق ممثليتها الدبلوماسية أمس في دكا ببنغلاديش.
وقد عقد اجتماع على أعلى مستوى السبت في البيت الأبيض كرس لبحث تهديدات القاعدة الإرهابية.غداة الإغلاق الموقت للسفارات الأمريكية في العالم العربي وكذلك في إسرائيل وأفغانستان وبنغلاديش،
وترأست هذا الاجتماع مستشارة الأمن القومي سوزان رايس في حضور وزراء الخارجية جون كيري والدفاع تشاك هيغل والأمن الداخلي جانيت نابوليتانو.
واطلقت منظمة الانتربول تحذيرا أمنيا شاملا دعت بموجبه كل الدول الأعضاء إلى اتخاذ أقصى درجات الحذر والتعاون لمواجهة تهديدات القاعدة.
وقد أمر الرئيس باراك أوباما مساء الجمعة باتخاذ "كل الإجراءات اللازمة لحماية الإمريكيين" من خطر هجمات قد يشنها تنظيم القاعدة لا سيما في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ومن جانبها أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية إغلاق سفاراتها في 22 بلدا الأحد وهو يوم عمل في معظم البلدان الإسلامية.
وقبل ذلك أصدرت الخارجية الأمريكية تنبيها حذرت فيه جميع رعاياها في العالم من خطر وقوع اعتداءات "لاسيما في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" وشددت واشنطن أيضًا على "شبه الجزيرة العربية".
ثم أطلقت منظمة الانتربول بعيد ذلك السبت تحذيرا امنيًا شاملا دعت فيه جميع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الشرطية إلى توخي أقصى درجات الحيطة لمواجهة تهديد القاعدة.
وأعلنت هذه المنظمة الدولية التي يقع مقرها في ليون بوسط شرق فرنسا في بيان أنها قررت إطلاق تحذيرها "بعد سلسلة عمليات فرار من السجون في تسعة بلدان أعضاء بينها العراق وليبيا وباكستان".
وتابع البيان أن الانتربول التي "تشتبه بتورط القاعدة في عدد كبير من عمليات الفرار التي أدت إلى فرار مئات الإرهابيين والمجرمين، تطلب المساعدة من البلدان الأعضاء الـ 190 لتحديد ما إذا كانت هذه الأحداث الأخيرة منسقة أو مترابطة".
وذكرت هذه المنظمة أن شهر أغسطس شهد العديد "من الهجمات الإرهابية العنيفة" في الهند وروسيا واندونيسيا.
وحذر مسؤول أمريكي كبير من أنّ تهديدات القاعدة بتنفيذ اعتداءات تستهدف كافة المصالح الغربية. وقال رئيس أركان الجيش الأمريكي الجنرال مارتن ديمبسي لشبكة ايه بي سي التلفزيونية أنّ هذه المرة "أكثر تحديدا" من التهديدات السابقة.
وقال إنّ الهدف المحدد لم يعرف "إلا أن النوايا واضحة وهي مهاجمة المصالح الغربية وليس الأمريكية وحدها".
وأعلنت ثلاث دول كبرى في الاتحاد الأوروبي هي بريطانيا وألمانيا وفرنسا بفارق ساعات قليلة إقفال سفاراتها يومي الأحد والإثنين في صنعاء عاصمة اليمن، البلد الذي يعتبر من معاقل القاعدة.
واعتبرت اوتاوا من ناحيتها أن الخطر الأكبر يهدد ممثليتها الدبلوماسية في دكا بدون إعطاء أي تفاصيل أخرى.
ومن جانبه أوضح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إن إقفال سفارة فرنسا قد يستغرق "اياما عدة". وقال "تبلغنا بصورة مباشرة وغير مباشرة بتهديدات تتعلق بمنشآتنا في الخارج وحتى رعايانا، وهي تهديدات صادرة عن القاعدة".
وطلب هولاند من الرعايا الفرنسيين المقدر عددهم بنحو ستمائة في اليمن "اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر في تنقلاتهم على الأراضي" اليمنية.
وقد اتخذت قوات الأمن اليمنية الأحد تدابير مشددة في محيط سفارات الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا.