العطاء الاجتماعي أنبل شعور إنساني يغمر حياة الإنسان، وحافز أساسي وراء كل أنواع العطاء؛ فهو طاقة داخليّة تحفز سلوك الفرد نحو مجتمعه، وأحد أبرز السمات الكبيرة والراقية في المجتمع – وبالأخص – حين ينتشر بشكل واسع في مجتمعنا يؤديه كثيرون بمنتهى الصدق والأمانة والإخلاص نحو التطوّر للأفضل، فما أجمل العطاء بلا حدود وبدون مقابل لأجل مجتمع أكثر رقيًا ووعيًا.
والعمل التطوعي أحد أوجه هذا العطاء الذي يستطيع المساهمة بمسيرة التقدم والتطور الاجتماعي، لذا تنبع أهمية جائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي كونها تدعم وتشجع المشاريع التطوعية المجيدة من كافة جوانبها، وقد لاقت أهمية كبرى من مختلف طبقات المجتمع، فهي بمثابة فرصة فريدة ومميزة لتكريم كل من قدم ويقدم إبداعا في العمل التطوعي بما يخدم عُمان ومجتمعها.
كما أنّ جائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي تعد أولى الجوائز التي تهتم بالعمل التطوعي مباشرة وتدعمه في السلطنة، كما تعد حدثاً مهما لما تمثله من تحفيز وتشجيع للعمل التطوعي بكافة أشكاله.
وها هي وزارة التنمية الاجتماعية تبدأ في استقبال المشاريع المترشحة لنيل الجائزة في دورتها الثالثة والتي ستمنح للجمعيات والمؤسسات والأفراد الأكثر إسهامًا وتأثيرًا في المجتمع في الخامس من ديسمبر من كل عام، تتويجاً ومواكبةً لاهتمامات حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه وحرصاً من لدن جلالته على الدفع بجهود المواطنين التطوعية وتشجيعهم على الاستمرار في هذا المجال، والذي يعد من تراث الشعب العماني الأصيل وسمة حضارية يفتخر بها العمانيون على مر التاريخ.
وتكتسب هذه الجائزة أهميّة كبرى من كون أنّ العمل التطوعي أصبح سمة أساسيّة من سمات المجتمعات المتطورة وأحد أوجه الحياة المعاصرة.
ومواكبة للاهتمام العالمي بتعزيز ثقافة العمل التطوعي ونشرها وفتح أفاق أوسع وأرحب للقائمين عليها تعمل حكومة السلطنة على وضع أطر تنظيمية تتجاوب مع توسع العمل التطوعي وتنوعه وإقبال مختلف أفراد المجتمع عليه.
إنّ الدعوة عبر هذه الجائزة موجهة لكل مساهم في العمل التطوعي أن يتقدم بتجربته ليس فقط لينال الجائزة ولكن لينقل خبراته للآخرين ليستفيد المجتمع من هذا الحراك الخيري العظيم.