بيروت – رويترز
أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن قواته ستواصل الحرب لسحق ما وصفه بالإرهاب وذلك قبل أي مسار سياسي لحل الأزمة المستمرة في البلاد منذ عامين ونصف العام.
وتقلل تصريحات الأسد من أهمية عقد مؤتمر دولي للسلام بهدف إحياء خطة تم تبنيها خلال اجتماع حول سوريا عقد في جنيف العام الماضي. ولم تفلح الجهود الدولية التي تقودها موسكو حليفة دمشق وواشنطن الداعمة للمعارضة في تحديد موعد للمؤتمر او الاتفاق على تفاصيله.
وقال الأسد في كلمة ألقاها خلال استضافته إفطارا مساء الأحد ونشرتها وكالة الأنباء السورية سانا اليوم الاثنين "لابد من ضرب الإرهاب لكي تتحرك السياسة بشكل صحيح. هذا لا يمنع أن يكون هناك مسار مواز."
واعتبر الأسد أن "الحرب الشعبية" التي يشارك فيها السوريون إلى جانب الجيش هي التي ستحسم المعركة في الميدان قائلا "المعاناة الاقتصادية... التي نعاني منها كسوريين مرتبطة بالوضع الأمني ولا حل لها سوى بضرب الإرهاب. لذلك إذا نجحنا في هذه الحرب الشعبية وكانت هناك مساهمة أكبر في باقي المناطق فأنا أستطيع أن أقول إن الحل سيكون سهلا وستكون سوريا خلال أشهر قادرة على الخروج من أزمتها وضرب الإرهاب."
وحققت القوات السورية اختراقات ميدانية في الشهرين الماضيين لاسيما في محافظة حمص بوسط البلاد بدعم من عناصر حزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني السورية التي تشكلت من أفراد دربوا على حرب الشوارع.
وإلى جانب مشاركة حزب الله وبعض المقاتلين الشيعة العراقيين اجتذب الصراع أعدادا من المقاتلين الإسلاميين السنة من مختلف أرجاء المنطقة دعما للمعارضين السوريين.
وأكد الأسد أن القوات المسلحة غير المدربة على حرب العصابات تمكنت من تحقيق "ما يشبه المستحيل في ظل الظروف الصعبة والهجوم من مختلف الدول الكبرى مع عملائهم والإرهابيين."
وأضاف "مع هذا النوع من المعارك كسوريين إما أن نربح معاً أو أن نخسر معا."
ومضى قائلا "لا أعتقد أن هناك إنسانا عاقلا يعتقد بأن الإرهاب يعالج بالسياسة. ربما يكون للسياسة دور في التعامل مع الإرهاب قبل أن ينشأ. يعني الوقاية من الإرهاب أو منع ظهور الإرهاب يمكن أن يتم من خلال السياسة.. من خلال الإعلام والثقافة.. من خلال التربية.. من خلال الحوار من خلال التنمية الاقتصادية."
وأضاف "أما بعد أن يظهر الإرهاب ويبدأ بالتخريب والقتل والتدمير وينتشر فلا حل مع الإرهاب سوى أن يضرب بيد من حديد."
وكان الرئيس السوري يتحدث في إفطار بمناسبة ليلة القدر حضوره شخصيات بارزة من شيوخ ورجال أعمال وفنانين. وكانت زوجته أسماء الأسد قد ظهرت على التليفزيون الرسمي وهي تعد وجبات إفطار للأيتام يوم الأحد.
وتحدث الأسد عن أنواع من المعارضة السورية فمنها "معارضة وطنية... جزء منها يتواجد معنا الآن في هذه القاعة.وهناك معارضة لا وطنية لم يكن لها هدف سوى تحقيق المكاسب. هناك معارضة حاولت أن تبتزنا في بداية الأزمة تحت عنوان نحن نوقف التظاهرات ولكن تعطونا مواقع في الدولة والحكومة."
واتهم بعض أطراف المعارضة بأنها قبضت أموالا من أكثر من دولة خليجية وقال "بالمحصلة هذه المعارضة لا يعول عليها. هي ساقطة شعبيا وأخلاقيا ولا دور لها في حل الأزمة."
وقال الأسد إن معظم الدول العربية وغيرها بدلت رؤيتها بعد سنتين ونصف السنة تقريبا وأصبحت الأمور شبه واضحة لها ما عدا عدد قليل منها ذات الفكر الوهابي والنهج الأخواني."
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من مئة ألف شخص قتلوا منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا وفر نحو 1.8 مليون سوري من البلاد بسبب العنف في حين نزح أكثر من 4.2 مليون شخص عن ديارهم داخليا.
وأوضح الأسد إن السوريين وحدهم القادرون على إنهاء الأزمة بأنفسهم "ولم يبق أمامنا سوى خيار واحد هو أن ندافع عن أنفسنا وبلدنا بأيدينا."