إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مختصون: جائزة "الرؤية" لمبادرات الشباب تعزز قيم العمل التطوعي وتحفز الفرق العاملة لبذل الجهد وتقديم المزيد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مختصون: جائزة "الرؤية" لمبادرات الشباب تعزز قيم العمل التطوعي وتحفز الفرق العاملة لبذل الجهد وتقديم المزيد


    الصقري: الاهتمام بالشباب أساس النهوض بالأمم.. والتحفيز ينمي القدرات
    الرحبية: جائزة "الرؤية" تبث روح التكافل المجتمعي وحب العطاء
    العلوي: الجائزة ذات أثر كبير لتفعيل العمل التطوعي في السلطنة
    العوفي: الجائزة تسلط الضوء على العمل التطوعي لتعزيز دوره المجتمعي
    الجابري: وضع الآليات المناسبة شرط في نجاح التحفيز
    المعمرية: مجالات الجائزة تشجع على التميز في الأعمال
    الرؤية- مروة الخربوشية
    أشاد رؤساء فرق أعمال تطوعية بجائزة جريدة الرؤية لمبادرات الشباب "فئة الأعمال التطوعية"، قائلين إنّها تعزز قيم العمل التطوعي وتحفز الفرق العاملة بهذا المجال لبذل الجهد وتقديم المزيد من الأعمال التطوعية الخيرية.
    وقالوا إنّ الجائزة مبادرة نادرة لدعم الجهود الشبابية في السلطنة، لاسيما في مجال الأعمال التطوعية، مؤكدين أنّ الجائزة ستساهم في تحفيز الفرق التطوعية على الاستمرار في عطائها ودعم جهودها، وتحسين جودة أداء المتطوعين من خلال خلق روح التنافس بين المؤسسات التطوعيّة.
    وأوضح خليل الصقري رئيس فريق التكافل للأعمال الخيرية أنّ مفهوم العمل التطوعي هو العمل الذي تقوم به مجموعة من فئات المجتمع بمختلف الأعمار عامة والشباب خاصة بهدف تطوعي، وذلك لتوظيف طاقاتهم النبيلة وتحسينها بطريقة ربحية أو غير ربحية عن طريق تجارة بسيطة، فيما يذهب العائد المادي إلى المحتاجين أو لأعمال تطويرية تنفع المجتمع، كصيانة المنشآت العامة، مشيرًا إلى أنّ العمل الجماعي التطوعي يمثل الجوهر الذي يساعد أبناء الوطن على التكاتف والتلاحم وإحياء روح التعاون، وذلك إن دلّ على شيء فإنما يدل على وعي المجتمع بأهمية العمل التطوعي في تنمية بلادهم والنهوض بها وتحسين أدائها.
    نهوض الأمم
    وأضاف الصقري أنّ الاهتمام بالجانب الشبابي يعتبر الأساس في نهوض أي دولة، كما الجانب الثقافي والتوعوي، لافتا إلى أنّ تحفيز الشباب من شأنه تغيير الأفكار من العادات السيئة إلى أخرى حسنة، من خلال استغلاله للوقت والقضاء على وقت الفراغ؛ بما يؤدي إلى تنمية قدرات الأفراد وتطوير مهاراتهم والتحفيز عبر مؤسسات تجارية أو شركات تساهم في رفع مستوى العمل التطوعي لدى الناس. وأشار الصقري إلى أنّ واقع العمل التطوعي في السلطنة غير جيّد، حيث يعاني العمل التطوعي في عمان من ضعف الهمم و"عدم إخلاص" معظم الحملات، والتي تستهدف الشهرة، دون التفات إلى المعنى الحقيقي للعمل التطوعي. وأوضح الصقري أنّ شريحة كبيرة من المجتمع لا تعرف طبيعة العمل التطوعي، إلا أنّ الفرق التطوعية آخذة في التزايد، كما أنّ السلطنة تتعامل بشكل رائع مع الدول التي تحتاج إلى مساعدات، وفي ذلك إشادات من الجميع.
    وحول أثر التحفيز في العمل التطوعي، قال الصقري إنّ العمل التطوعي ناتج من تطوع الشخص بذاته وبرغبته؛ حيث يساهم مختارًا بعمل أو بإسهام بهدف التضامن الاجتماعي، كما أنّه يدعم التبادلية أكثر من الاستهلاكيّة الفردية، موضحًا أنّ العمل التطوعي يشجع الأفراد على الترابط والمساعدة والتواصل مع بعضهم بعضا. وأضاف أنّ العمل التطوعي يهدف إلى حل قضايا اجتماعية مختلفة، وتغيير سلبيات المجتمع عبر الجهود الذاتية دون الاعتماد على الجهات الحكوميّة، بل يعتمد في الأساس على بذل الوقت والجهد وتبرعات الأموال من قبل المتطوعين، وهو الذي يجعل الفرد أكثر إيجابية وقدرة على تحمل المسؤولية. وتابع أنّ من بين صور العمل التطوعي التغلّب على الكثير من المشكلات التي تعاني منها المجتمعات كنظافة الأحياء وجمع القمامة ومساعدة أطفال الشوارع وغيرها. وأشار إلى أنّه من المنظور الديني الإسلامي، فإنّ العمل التطوعي يسهم في تعزيز روح التكاتف والتعاون والتسامح مع الآخرين، بجانب التكافل الاجتماعي، مثل جمع الزكاة وتوزيع الصدقات على الفقراء والمساكين، ونشر الدين من خلال إقامة الندوات والمحاضرات وتقديم النصيحة وكتابة المطويات وغيرها من الوسائل. وشدد الصقري على أنّ العمل التطوعي ينطلق من ثقافة الشخص النابعة من مصادر دينية وأخلاقية وفلسفية، كإبراز دور الشباب في خدمة وتطوير المجتمع، وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة، والنهوض بالجانب التوعوي للأفراد.
    وسائل متعددة
    وحول آليات تحفيز المتطوعين، قال رئيس فريق التكافل للأعمال الخيرية إنّ الآليات التحفيزية في بعض الدول بمجال الأعمال التطوعية متعددة، منها على سبيل المثال تخصيص ساعات معينة لطلاب الدراسات العليا في مجال الأعمال التطوعية، ووضع منهج يبين سبل النجاح والآليات والأسس التي يجب أن تتوفر في الشخص المتطوع أو المجموعة المتطوعة، بالإضافة إلى رحلات ميدانية لتنفيذ هذه المهام التطوعية. وأضاف أنّ بعض الجامعات تجبر الطلاب على قضاء ساعات محددة في أعمال تطوعية كشرط أساسي للحصول على شهادة التخرج. وأضاف: "عندما نتحدث عن التحفيز فكأنما نتحدث عن أساس النجاح واستمراره فهو السر الحقيقي وراء النجاح، وكلما زاد التحفيز زاد الإبداع وازدهر العمل، والتحفيز في العمل التطوعي يساعد على شعور الشخص المتطوع بأهمية عطائه مما يجلب لنفسه السعادة والرضا على عمله، كما أنّ المتطوع سيشعر بأهميّة العمل الذي يقوم به، وهو من شأنه أن يحفز وينشط الرغبة في نفسه من خلال الاستمرار وتقديم الأفضل، سواء كان التحفيز ماديا أو معنويا. وناشد الصقري الأهل والمجتمع بتشجيع وزرع حب التطوع لدى الأفراد، بما يسهم في خلق جيل محب للخير ومستعد للعمل في سبيل خدمة مجتمعه.
    جوهر الدين
    فيما قالت مروة الرحبية رئيسة فريق "قراري هو حياتي" التطوعي إنّ العمل التطوعي يعني العطاء والمبادرة، مشيرة الى ان العمل التطوعي ينطلق من جوهر الدين الإسلامي؛ حيث أمرنا الإسلام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونشر العلم والمعرفة في المجتمع، مستشهدة بقول الرسول الله صلى الله عليه وسلم " المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص؛ يشد بعضه بعضا".
    وأضافت أنّ جائزة الرؤية لمبادرات الشباب في فئة الأعمال التطوعية تحفز هذا النوع من العمل، فضلا عن أنّها تمنحه أهميّة بالغة لا تقل عن باقي المناشط في المجتمع. وأكدت أنّ العمل التطوعي يمثل الحياة النابضة داخل المجتمع، ويسهم في خلق روح من التكافل والترابط المجتمعي، وبث روح المسؤولية في التعامل مع الآخرين وحب العطاء للوطن وتعزيز روح الانتماء المجتمعي، مشيرة إلى أنّ الجائزة بمثابة بوابة لتفعيل المناشط التطوعية وفهم معنى التطوع، رغم أنّ من يتطوع يجب ألا ينتظر شكرًا ولا جوائز من الآخرين.
    وأكّدت الرحبية أنّ التحفيز يعد وسيلة جيدة لنشر القيم الإيجابية، قائلة: "كلما كانت هناك بيئة سليمة وصحية للعمل التطوعي، كلما انطلقت روح الإبداع بين الشباب وأتيحت الفرصة لإطلاق الإبداعات المختلفة وتقديم الدعم المعنوي لابتكار وتطوير الواقع عبر نظرة إيجابية بعيدة المدى". وأضافت أنّ أغلب طاقات الشباب المكبوتة تموت مع مرور الوقت، لافتة إلى أنّ مرحلة الشباب هي فترة العطاء والطاقة، وتوظيفها يعود بالنفع على الوطن بأكمله.
    وأكّد مصطفى العلوي رئيس فريق "ألم وأمل" إنّ العمل التطوعي يشمل كل ما يقوم به الفرد من أعمال تخدم الإنسان والمجتمع ولا يرتجي منه مقابل، سوى الأجر من المولى عز وجل. وأوضح أنّ العمل الوظيفي يحدد العمل بقدر ما يحصِّل العامل من مال ومنفعة ذاتية مادية، بينما في العمل التطوعي لا حدود للعطاء، مشيرًا إلى أنّه من الممكن أن يكون العمل التطوعي فرديا أو عملا مؤسسيا تابعا لجهة معينة أو فرقا تطوعية تسعى لتقديم خدمة مجتمعية راقية.
    وحول مجالات جائزة الرؤية لمبادرات الشباب، قال إنّ جميعها مجالات تستحق الإشادة والتكريم للمجيدين فيها، لإسهامها المباشر في تقدم المجتمع ورقيّه، فبالعلم ترقى الأمم، وأمة بدون علم لا مجال لها في ركب الحضارة والتقدم. وأضاف أنّ الإعلام يسهم في إيصال الرسالة بصورة ترقى للمتلقى، حيث إنّ أهميّة الإعلام واضحة في شتى المجالات، فهو يمثل السلطة الرابعة في المجتمعات والشعوب. وأشار إلى أنّ العمل التطوعي يتميّز بالرقي ويعزز مبدأ التكافل الاجتماعي، وهو جانب يستحق التكريم لما يقوم به رواد العمل التطوعي من عمل متقن نابع من القلب لا يرجون منه مقابلا سوى خدمة مجتمعهم ورضى المولى عز وجل. وتابع أنّه يتضح جليا الآن الدور الكبير والفاعل للأعمال التطوعيّة والتغيرات الجذرية في عدة مجالات أسهمت بشكل فاعل في التغيير الإيجابي على المستوى الفردي والمؤسسي. ويرى العلوي أنّ معايير العمل التطوعي تتمايز من خلال الإخلاص والعمل دون مقابل والإتقان، مشيرا إلى أنّ العمل التطوعي مصطلح مرتبط بما يقدمه الفرد دون انتظار مقابل مادي سوى خدمة المجتمع، فمتى ما فقد العمل الإخلاص لم يعد عملا يقصد به وجه الله. وزاد أنّه لا يمكن أن يعمل الشخص في خدمة مجتمعه تحت مسمى العمل التطوعي وهو يرجو من ورائه مطامع شخصية، موضحا أنّ الاتقان يؤدي دورًا مهمًا في إنجاز الأعمال حتى وإن كانت تصب في الجانب التطوعي. ومضى موضحًا أنّه للوصول لمستوى تقديم الخدمة ومعيار مدى إيجابية ما يقوم به المتطوع، فلابد من وجود مستفيد من العمل التطوعي وإلا فلا فائدة تذكر من العمل، وهنا يتعيّن على القائمين في العمل التطوعي قياس مدى الاستفادة من أعمالهم أو من هي الشريحة المستفيدة. وأشار إلى أنّه من أهم النقاط والمعايير التي لابد أن يلتزم بها كل متطوع؛ الالتزام بقانون الدولة، فليس من التطوع في شيء أو عمل يخالف القانون أو يؤثر بطريقة أو أخرى على أمن البلاد. وتابع: لابد من تقييم أداء المتطوع سواء كان تطوعا فرديا أم جماعيا والوقوف على الثغرات والعمل على تجنبها للمحافظة على ديمومة العمل والسير بخطى صحيحة نحو الأهداف المرجوة من الفريق أو الجماعة.
    التطوع رفعة للأمة
    وفيما يتعلّق بواقع العمل التطوعي في السلطنة، قال العلوي إنّ العمل التطوعي أصبح ركيزة أساسية في بناء المجتمع ونشر التماسك الاجتماعي بين المواطنين لأي مجتمع وتتباهى الأمم المتحضرة اليوم بما عندها من إمكانيّات، ومنها عدد المتطوعين في المجالات المختلفة، ذلك لأنّ المتطوعين هم أكثر الناس شعورًا بالولاء والانتماء لبلدهم، كما أنّ العمل التطوعي يساهم في رفعة الأمة ويؤدي إلى تساند أفرادها، وإيجاد روح التعاون والمحبة، وكلما علا هدف المتطوع كان عمله أكثر قيمة، وأوسع خيراً، وأعظم فائدة.
    ويرى العلوي أنّ السلطنة تخطو خطى جيدة في المجال التطوعي نظرًا لوعي الأفراد بماهية العمل التطوعي ووعيهم بأهمية دورهم في تنمية مجتمعهم وإسهامهم المباشر بجهودهم المتميزة في خدمة البلاد، ويظهر ذلك جليًا في التنوع بمجالات التطوع سواء كانت على الصعيد الفردي أو المؤسسي، وتنافس الشباب وتجاوبهم مع كل ما يطرح من أعمال ومناشط تطوعية تبرز إبداع من يقفون خلفها. واشار إلى أنّ الفرق التطوعية والجمعيّات الأهلية - بما تضمه من عدد كبير من المتطوعين الأغلب منهم من فئة الشباب والناشئة- يتضح أنّها تؤدي دورًا كبيرًا في تعزيز قيمة العمل التطوعي والتكافل الاجتماعي لدى هذه الفئات، ولما كان العمل المؤسسي هو العمل الأكثر إنتاجيّة وتنظيمًا من العمل الفردي، فإنّ هناك 124 من الجهات التطوعية متوزعة بين المؤسسات الخيرية والجمعيّات النسائية والأندية الشبابية، بالإضافة إلى آلاف الفرق التطوعية المنتشرة في شتى أرجاء السلطنة، وجميعها تعمل بشكل منظم لخدمة المجتمع ولها أثرها البارز في كثير من الإسهامات والإنجازات على الصعيد المحلي أو الدولي.
    وتابع العلوي أنّ ما مرت به عمان من تأثر بالأنواء المناخية من تلاحم ووحدة وطنية ومبادرات سواء في مساعدة المتضررين منها أو في إعادة وإصلاح ما خلفته الأنواء على أرضنا الحبيبة لهو أمر يثلج الصدر حقًا ويوضح مدى النزعة الوطنية في الشارع العماني لخدمة الوطن.
    وحول أثر التحفيز، قال العلوي إنّ التحفيز يسهم بإيجابية في أي عمل سواء كان تطوعيا أو وظيفيًا، لما له من دور إيجابي فاعل في شحن وتقوية الإرادة لدى العامل ودفعه لبذل المزيد من الجهد والوصول للأهداف المرجوة منه والاستفادة من طاقاته وخبراته. وأشار إلى أنه إذا ما وجد المتطوع أنّ هناك من يقدر ويثمن جهده وعمله، فحتمًا سيمنحه ذلك دافعًا أكبر للعطاء والاستمرارية. وأكد أنّ جائزة الرؤية لمبادرات الشباب تحدث الأثر الكبير في تفعيل العمل التطوعي وتعميق وصوله إلى المستهدفين ومد ظلاله الوارفة لتشمل فئات جديدة ونشاطات مبتكرة في المجتمع العماني، وكذلك تعزيز وتنشيط دور المؤسسات المجتمعيّة (الجمعيات والمؤسسات الأهليّة) والأفراد في مجالات العمل التطوعي.
    وأوضح العلوي أنّه قبل تحديد آليات التحفيز لدى المتطوعين، ينبغي الوقوف على ما يحتاجه المتطوع أو ما يرجوه من عمله، حيث إنّ المتطوع لا يعمل منتظرًا أجرًا ماديًا من عمله، وجل ما يهمه هو تأدية عمله بسلام وأن يوجد من يقدر جهده وعطاءه.
    ويحدد العلوي آليات تحفيز المتطوعين قائلا إنّه يتمثل من خلال توفير ما يحتاجه المتطوع كالمشاركة، فإذا كان المتطوع يعمل ضمن فريق أو مؤسسة أهلية فلا بد من إشراكه في العمل كي لا يشعر أنّ دوره هامشي لا أهمية له، لذا يجب إدماجه مع الفريق ومشاورته والأخذ بآرائه وأفكاره، حيث إنّ ما يسيء المتطوع الذي يعمل ضمن جماعة تطوعية أو مؤسسة أهليّة هو الأسلوب المتسلّط من قبل إداريّ الجماعة، وربما يأتي المتطوع متحمسًا لأداء وتقديم خدمة إلا أنّه سرعان ما يتراجع بسبب طريقة تعامل من بيدهم القرار. ونوه إلى أنّ العمل التطوعي لا يجب أن يتسم بالروتينية في الأداء، فهو على خلاف العمل الوظيفي لا حدود له، لذا يجب إزالة العقبات من أمام المتطوع وفتح المجال أمامه لمواصلة عمله وعطائه. وشدد العلوي على ضرورة أن يكون العمل الذي يقوم به الفرد أو الجماعة مرئي أمام الجميع لا خلاف عليه من الجانب القانوني والمجتمعي كي يستطيع أن يتقدم المتطوع للعمل دون خوف أو تردد، مشيرا إلى جانب إبراز العمل في حال تميز أحد المتطوعين في عمله. وأضاف أنّ من أهم ما يشجع المتطوع على مواصلة الأداء هو ملاحظته لنتاج عمله الإيجابي سواء على الفرد أو المجتمع، لذا من الجيد إطلاع المتطوع على نتاج عمله.
    عمل إنساني
    وقالت ميادة الحسنية من مجتمع الانشاءات بالكلية التقنية العليا إنّ العمل التطوعي هو عمل إنساني في الأساس، يتطلب التضحية بالوقت والجهد والمال من أجل خدمة المجتمع، وتقديمه بشكل فردي أو جماعي دون انتظار عائد مادي يوازي الجهود المبذولة، حيث إنّ الرغبة في العمل التطوعي لا تأتي بالإجبار، وإنما تأتي نتيجة لرغبة الفرد في تحمل مسؤولية المجتمع والمساهمة في تغييره نحو الأفضل. وحول مجالات الجائزة، قالت الحسنية إنّ جميع المجالات التي تمنح من أجلها الجائزة هي مجالات تنمية وتطوير وعدت أن يحمل العمل فكرة واضحة ينقلها للمجتمع وأن يكون أعضاء الفريق متصلين بشكل مباشر مع فئات المجتمع المختلفة والإعلام عن جميع الأعمال التي يقوم بها الفريق ليبيّن المصداقية في خدمة مجتمع التنظيم والتنسيق في فريق العمل التطوعي وتحفيز الأعضاء ليستمر العطاء، فالمهارات الشبابيّة في المجتمع من أهم المعايير في أي عمل تطوعي.
    وحول واقع العمل التطوعي في السلطنة، قالت إنّ المجتمع العماني من أكثر المجتمعات تمسكًا بالقيم والعادات الفاضلة ومن أبرزها العمل التطوعي، وقد يبرز في المجتمع بأشكال مختلفة منها (التطوع بالمال، بالجهد، بالأفكار....إلخ)، كما أنّ وجود جوائز محفزة يدعم الأعمال التطوعية كجائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي وجائزة العطاء الكبرى المنظمة من قبل فريق دار العطاء وغيرها من الجوائز التابعة لمختلف المؤسسات هي كفيلة لتبين الاهتمام الذي يحظى به العمل التطوعي في السلطنة. وتابعت أنّ التحفيز يعزز حب النجاح لدى الأعضاء بشكل عام، حتى وإن لم يكن التحفيز ماديا في العمل التطوعي، فلا بد من وجود محفزات تجدد طاقة العطاء وتخلق جوًا من التحدي بين الأعضاء أنفسهم. وأكدت الحسنية أنّ الإبداع والقيم وجهان لعملة واحدة وهي بوابة عبور لكل مبدع، داعية إلى تحفيز الطاقات الشبابية لفتح مجال للإبداع وغرس حب النجاح والتفرّد والتميز في العمل التطوعي وهو يمثل قيمة إيجابية للمجتمع كون أنّ الفرد يتحمل جزءا من المسؤولية تجاه من دونه.
    عمل خالص
    وقال محمود بن محمد العوفي رئيس فريق نبض المجتمع إنّ العمل التطوعي هو العمل الخالص من أي رغبات مادية وهو العمل الذي لا ينتظر صاحبه أي مردود، سوى نشر الخير والمساعدة في بناء المجتمع والوطن. وأكد العوفي أنّ جائزة الرؤية لمبادرات الشباب بادرة كريمة وطيبة من الجريدة لرفع همم الشباب وتشجيعهم على العمل التطوعي والمجالات التي طرحتها جريدة الرؤية هي مجالات حساسة وتحتاج من وجهة نظري إلى دعم وتحفيز ومتابعة فهي تسلط الضوء على مجالات نحن بحاجة إلى أن تكثر في مجتمعنا، ووجود مثل هذه الجائزة يخلق الإبداع في هذه المجالات. ويرى العوفي أنّ معايير العمل التطوعي قد تكون أعمالا تطوعية فردية أو صغيرة ولم تجد من يساعد على نموها، لذا من الأفضل التركيز على هذا الجانب، والنظر في ماهيّة العمل التطوعي وتطلعاته وأهدافه وإمكانياته. ويرى أنّ واقع العمل التطوعي في السلطنة جيد؛ حيث إنّه لاتكاد تخلو ولاية من الفرق التطوعية والشبابية، لكن أحيانًا تضعف همم هذه الفرق نتيجة أنّها لا تجد من يشجعها ويحفزها ويدعمها معنويًا قبل أن يكون ماديًا وأحيانا ضعف الإمكانات المادية قد يعيق تقدم الفرق التطوعية، مثلما هو الحال في فريق "نبض المجتمع"، إذ إننا نعتمد على مردودات مادية بسيطة ويسيرة من قبل أعضاء الفريق والذين تجد أن أغلبهم لا يعملون أو أنّهم طلبة. وأضاف: "التحفيز مهم في كل شيء ويرفع من همم العطاء، لذا اتمنى أن يتم تحفيز كل عمل تطوعي ولو معنويا أو كلمة شكر بسيطة كافية لرفع همم المتطوعين وحثهم على العطاء بشكل أكبر". وحول كيفية تحفيز المتطوعين، قال إنّ إبرازهم إعلاميا وتسليط الضوء على مجالات تطوعهم وأهدافهم ومساعدتهم في تخطي الصعوبات التي تواجههم والنظر إلى الأعمال التطوعية وفق الأهداف والإمكانيات التي يملكها كل فريق، كل ذلك يمثل آليات للتحفيز.
    مفهوم واسع
    وقال سلمان الحراصي رئيس جمعية نزوى الخيرية وعضو فريق "ألم وأمل" إنّ مفهوم العمل التطوعي كبير ولا يمكن أن نحتويه في مفهوم واحد، ويمكن تعريفه بأنّه الجهد الذي يبذله الفرد أو مجموعة أفراد بمحض إرادتهم من أجل خدمة وإسعاد فرد أو مجموعة أفراد آخرين، أو هو خدمة إنسانية يقدمها الشخص لغيره بدون مقابل مادي أو معنوي. وأضاف: أتوجه بالشكر إلى جريدة الرؤية على هذا الاهتمام الكبير بالإبداع، وهذا نابع من وطنيّة من يقوم على إدارة وخدمة هذه الجريدة". وأوضح أنّ مجالات الجائزة مهمّة وتمس حاجات الناس المباشرة. ويرى الحراصي أنّ لكل عمل متقن معايير تضبطه، لكي يظهر بالشكل المطلوب من أجل تحقيق الأهداف المنشودة بأعلى جودة ممكنة، وللعمل التطوعي عدة معايير منها: وضوح الأهداف، والرؤية؛ أي أن تكون هناك خطة تضع رؤية واضحة وشاملة لما يجب أن يكون عليه العمل، كذلك وضوح التعليمات، وسرية البيانات، والموضوعية وعدم المحاباة، والأمانة، وأنّ يكون الدافع للعمل داخلي، والوفاء بحاجات الأسر المحتاجة، وتفادي الأخطاء أو الحد منها، وتبني أفكار جديدة لاستحداث وتقديم الخدمات، والتعليم والتدريب المستمر للمتطوعين بهدف رفع مستواهم، والتخلص من الأنشطة غير الفعالة، والمعرفة الحقيقة للمستفيدين من خلال دراسة دقيقة لحاجاتهم ووضع الأولويات، وأساليب التعامل مع الفئة المستهدفة، والمناخ الاجتماعي داخل المؤسسة المناخ الإنساني في التعامل مع الفئة المستهدفة، السجلات المستخدمة رغبة العاملين في تحسين أدائهم، وجودة العمل الجماعي.
    غياب التنظيم
    وقال الحراصي إنّ العمل التطوعي قائم في السلطنة منذ القدم، بأشكال مختلفة، ولكن ما ينقصه التنظيم والتقنين والدعم الحكومي والخاص، معربًا عن أمله من الجهات المعنية الاهتمام بهذا العمل والسعي على إشهار الفرق والجمعيات الخيرية الناجحة. وقال إن تأخر إجراءات وزارة التنمية الاجتماعية في إشهار الجمعيّات الخيرية يعيق العمل التطوعي، ما يدفع البعض للعمل دون تنظيم أو رقابة. وأضاف أنّه يأمل في أن تقوم الوزارة بعمل قاعدة بيانات موحدة بالتعاون مع الجهات المعنية الأخرى تشتمل على أسماء كل أسر الضمان الاجتماعي وفئات الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة والدخل المحدود، نظرا لأنّ ما يحدث حاليا هو أنّ كل فريق أو جمعية تشتغل بنفسها دون تنسيق مع الجمعيات الأخرى، مما يؤدي إلى أن تحصل أسرة على مساعدات من عدة جهات، بينما أسرة أخرى لا تحصل على أي مساعدة. وأكد أنّ العمل التطوعي في السلطنة تسوده العشوائيّة أكثر من التنظيم، ما يستلزم ضبط العمل وتقديم مزيد من الحوافز له. وتابع: لا أحد يشك في أثر التحفيز على أي نشاط وفي أي مؤسسة، وهذا ينطبق على العمل التطوعي ومؤسساته، بل أثره يتضح أحيانا في العمل التطوعي، حيث إنّ المتطوع ذهب لذلك العمل بمحض إرادته غير منتظر لمكافأة أو مردود مادي أو معنوي، لكن عندما يحصل على شهادة تقدير أو مبلغ معين أو هدية أوحتى كلمة شكر، ينطبع في قلبه شعور جميل بالنجاح وتحقيق الهدف وتزداد لديه الرغبة في العطاء.
    وأوضح أنّ هناك عدة آليات مجدية وهادفة تحفز المتطوع وترفع من معنوياته وبعضها غير مكلف ماديًا ومنها: الثناء والشكر، وكذلك اللقاءات الصحفية والتلفزيونية، وهذا يعطي المتطوع انطباعًا جيدًا عن مدى اهتمام الإعلام به كمتطوع، بجانب شهادات التقدير والهدية والتي لها وقع خاص على النفس مهما صغرت قيمتها، ولكن تبقى قيمتها المعنوية كبيرة في النفس، فضلا عن المبالغ النقدية. واختتم الحراصي حديثه بالقول إنّ التحفيز سيظل عاملاً مهماً وأساسياً في نجاح وتطور أي عمل، وكلما جرى تحفيز الشخص كلما انعكس ذلك إيجابًا على سلوكه وزاد إنتاجه وحبه للإنجاز.
    وقالت رحمة العامرية من فريق دار العطاء إنّ العمل التطوعي يتمثل في تقديم العون والمساعدة للأشخاص الذين يحتاجون المساعدة دون أي مقابل. وأضافت أنّ معايير العمل التطوعي تتمثل في مدى ابتكارية الفكرة وريادتها ومدى استفادة المجتمع المحلي من المشروع التطوعي.
    وحول أثر التحفيز على العمل التطوعي، قالت: "يجب أن يشعر المتطوع بأنّ ما يقدمه من تطوع سينال الأجر والثواب من الله عز وجلّ، إضافة إلى أن العمل التطوعي يزيد من الترابط والتكافل بين أبناء المجتمع، وتعلم مهارات جديدة تضاف لرصيد المتطوع، بجانب اكتسابه خبرات جديدة ومعرفة أشخاص من مستويات مختلفة". وأضافت أنّه يتعين أن نربي الأبناء وهم في سن الدراسة على البذل والصدقة وأن يكونوا نافعين لأبناء مجتمعهم عند حدوث الأزمات والكوارث لا قدر الله، بحيث يولد جيل يعي مسؤولية التطوع ومساعدة الآخرين.
    وتابعت أنّ وضع دورات تدريبة تزيد من مهارات المتطوعين وتزيد من تحفيزهم، مع ضرورة منح المتطوعين حوافز تشجعية مادية ومعنوية ، وعمل لقاءات دورية بين المتطوعين والمؤسسة للتعريف بالأنشطة المقترح التطوع فيها، وكذا تقييم أداء المتطوعين في الأنشطة السابقة وأخذ مقترحات جديدةً منهم، وتمثيل المتطوعين الفعالين والمتميزين المؤسسة في ندوات ومؤتمرات ورش عمل تخص العمل التطوعي وتنمي فيهم معارف جديدة، وإقامة حفل سنوي يتم فيه تكريم المتطوعين الفعالين، إضافة إلى عمل مسابقة للعمل التطوعي يتم من خلالها تكريم الفئات الفائزة.
    مجالات متشعبة
    وأوضح بدر الجابري عضو مجلس إدارة فريق الرحمة الخيري ورئيس كفالة الأيتام، أنّ مفهوم العمل التطوعي هو بذل الشخص للوقت والجهد في سبيل إنجاز عمل إنساني يعود عليه وعلى مجتمعه بالنفع ، ولا يقصد منه المال. وأضاف أنّ تخصيص جائزة الرؤية لمبادرات الشباب فئة العمل التطوعي أمر محمود ويدعم مثل هذا النوع من الأعمال. وعن أثر التحفيز على المتطوعين قال إنّ من المؤكد أنّه يحدث أثرًا إيجابيا، حيث إنّ مردود التحفيز يظهر في نجاح العمل التطوعي، واتصور أنّ الآليات المناسبة في تحفيز المتطوعين هي الدورات التدريبية والمشاركات الاجتماعيّة، مؤكدا أنّ التحفيز وسيلة مناسبة وممتازة لنشر العمل التطوعي ولكن بشرط أن يكون مدروسًا.
    فيما قالت ماجدة بنت شيخان المعمرية رئيسة جمعية المرأة العمانية فرع السيب عضو اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان وعضو لجنة الشؤون البلدية بالسيب، إنّ مجالات جائزة الرؤية متميزة، مشيرة إلى أنّ الجائزة من شأنها تشجيع المجتمع على العمل بجد ومثابرة من أجل الفوز، وفي المقام الأول من أجل خدمة لهذا الوطن الغالي. وأوضحت أنّ الجائزة تعتبر محفزًا كافيًا للفرق التطوعية العاملة في السلطنة، مشيرة إلى أنّ التحفيز بأي طريقة كانت مكسبا للجميع لأنه يشجع الجميع على العمل في جميع المجالات.
يعمل...
X