الرؤية- وليد الخفيف
حقق منتخبنا الوطني المراد وانتزع فوزًا مستحقًا على نظيره السنغافوري بهدفين دون رد في عقر داره تصدر بهما المجموعة مؤقتا في انتظار نتيجة مباراة الأردن وسوريا، ولا شك أنّ الفارق في المستوى كان كبيرًا لصالح منتخبنا الذي تسيّد المباراة من بدايتها فلم يختبر فايز الرشيدي نهائيًا طوال المباراة ولم يتحمّل الدفاع أي عبء خلال 90 دقيقة كان إقرب إلى تقسيمه، فعاد العمانيون بالعلامة الكاملة وخطو خطوة مهمة نحو أمم آسيا.
حيث اكتفى منتخبنا بهدفين نظيفين في الشوط الأول تقدم بهما على نظيره السنغافوري صاحب الأرض والجمهور، فوفق لوجوين في اختيار التشكيلة المناسبة للمباراة وطريقة اللعب المثالي، فعاد واعتمد على طريقة 4/4/2 التي يفضلها لاعبو منتخبنا، ولكن الإبداع لم يكن في الطريقة فحسب بل كان في الواجبات والمهام الجديدة التي كلف بها لوجوين لاعبيه، حيث فاجأ لوجوين منافسة بالدفع بقاسم سعيد كمهاجم صريح بجانب عبد العزيز المقبالي. كما نجح أيضا في الدفع بفهد الجلبوبي صاحب المهارات الفنية العالية في مركز الجناح الأيسر، ولعب أصحاب الأرض الذين شاب أداؤهم التواضع بنفس الطريقة في محاولة لفرض سيطرتهم على وسط الملعب، ولكن خبرة كانو ونشاط رائد إبراهيم كان له اليد العليا على وسط الملعب فنصبوا شباكهم الحديدية في وسط الميدان فعزلت خطوط منتخب سنغافورة عن بعضها، واعتمد لوجوين منذ بداية المباراة على إستراتيجية الضغط على المنافس في الثلث الأخير من الملعب مستفيدين من ضعف الحالة المهارية، فضغط قاسم سعيد والمقبالي على قلبي الدفاع السنغافوري وضغط رائد ابراهيم يمينا والجلبوبي يسارًا فاضطر لاعبو المنتخب السنغافوري للجوء للكرات الطويلة التي أجاد خط الدفاع العماني التعامل معها واستخلاصها، ومن ثمّ بناء هجمات جديدة متنوعة سواء من العمق أو الأطراف مع فرض مبدأ الزيادة العددية وتطبيق طريقة القادمون من الخلف في ظل التزام طرفي الملعب بواجباتهم الدفاعيّة فكانت زيادتهم لوسط الميدان فقط دون مبالغة، ومالت الأفضليّة البدنيّة والمهارية والتكتيكيّة للعمانيين خلال أحداث الشوط الأول إلا أنّ الميل للبطء في بعض فترات الشوط عاب الأداء رغم استسلام المنافس، ونفذ العمانيون العديد من الجمل الفنية والتكتيكية المتفق عليها أحرز من إحداها قاسم سعيد الهدف الأول في الدقيقة 15 من خلال التمريرة البينية المحكمة من الموهوب فهد الجلبوبي الذي صنع الفارق في المباراة، ورغم تقدّم العمانيين بهدف إلا أن رغبتهم كانت حاضرة لمواصلة تسجيل مزيد من الأهداف فاستمر الحصار العماني على أصحاب الأرض في كل بقاع الملعب حتى تمكن عيد الفارسي من إحراز الهدف الثاني من تصويبة أرضية صاروخية سكنت الشباك السنغافورية لينتهي الشوط الأول بتفوق عماني بهدفين دون رد.
ومع بداية الشوط الثاني دب الاستسلام واليأس في صفوف أصحاب الأرض فشنّ الأحمر سيلا من الهجمات من الأطراف والعمق كان أخطرها الهجمات التي قادها فهد الجلبوبي الموفق، صاحب ذلك النشاط الملحوظ لعبد العزيز المقبالي الذي كان مستسلما للرقابة أثناء الشوط الأول، وبدأ التراجع البدني يبدو واضحا على لاعبي منتخب سنغافورة في ظل ثبات في المستوى البدني لمنتخبنا، الأمر الذي منح العمانيين العديد من الفرص السهلة التي كانت كفيلة بزيادة الغلة من الأهداف بعدما انطلقت الأطراف للمشاركة في الهجمات فظهر سعد سهيل في الكادر الهجومي في عددة مناسبات إضافة لعرضيات رائد إبراهيم، ولجأ لوجوين لإجراء ثلاث تغييرات فدفع بإسماعيل العجمي في البداية ثمّ أشرك علي سالم ويعقوب عبد الكريم في الدقائق الأخيرة.
وبشكل عام استحق المنتخب العماني الفوز شكلا وموضوعًا ولم يقدم المنتخب السنغافوري المتواضع الأداء المقنع لجماهيره فظهر مرتبكًا في كل خطوطه، ويبقى على لوجوين مهمة تدريب لاعبيه خلال الفترة القادمة على حسن استغلال الفرص، وعلاج الأداء البطيء في بعض الأحيان مع ضرورة تدريب سعد سهيل وحسن مظفر على اللمسات الأخيرة مع ضرورة وصولهما للنقاط الخطرة قبل إجراء العرضيات التي كانت معظمها غير متقنة، وعلى لوجوين مستقبلا ضرورة اللجوء للتغييرات السريعة والإبداعية فكان من الأفضل أن يدفع بمهاجم صريح بدلا عن قاسم سعيد نظرًا لفارق الإمكانيات للاعبينا، إضافة لضرورة مشاركة العبد النوفلي بديلا لرائد إبراهيم بعد الاطمئنان على النتيجة، وكان لزامًا على المقبالي التسجيل في مباراة اليوم السهلة في ظل ضعف خطوط دفاع المنتخب السنغافوري.