بيروت- الوكالات
اتهم أمين عام حزب الله حسن نصر الله جماعات سنية متشددة مرتبطة بتنظيم القاعدة بالوقوف وراء انفجار سيارة ملغومة أدت إلى مقتل 24 شخصاً في ضاحية بيروت الجنوبية وتعهد بأن الانفجار سيؤدي الى مضاعفة مشاركة قواته الى جانب قوات الرئيس بشار الأسد في سوريا.
وقال نصر الله في خطاب ناري عبر شاشة عملاقة في قرية عيتا الشعب على الحدود مع إسرائيل بمناسبة الذكرى السابعة لحرب استمرت 34 يوماً مع إسرائيل في عام 2006: "أنا لا أنفي فرضية أن هؤلاء عملاء لإسرائيل... لكن مما ثبت حتى الآن وبشكل قطعي أنهم مجموعات تنتمي الى جماعات تكفيرية محددة وهم معروفون بالأسماء ومعروف من يشغلهم ومن يدعمهم ومن يديرهم". وأضاف "بعض هؤلاء اعتقل وبعض هؤلاء لم يعتقل وفي جنسياتهم بعضهم لبنانيون للأسف وبعضهم سوريون للأسف وبعضهم فلسطينيون للأسف". وكان انفجار هو الأضخم منذ الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990 هز الضاحية الجنوبية لبيروت حيث معقل حزب الله يوم الخميس الماضي وأدى إلى مقتل 24 شخصا وإصابة أكثر من 300 شخص. وجاء الانفجار وسط توتر طائفي بسبب تدخل حزب الله ضد المعارضين المسلحين السنة في الحرب الأهلية بسوريا. كما يأتي بعد شهر من إصابة أكثر من 50 شخصًا في انفجار سيارة ملغومة في نفس المنطقة. وأعلنت جماعة سنية ذكرت أن اسمها "سرايا عائشة" المسؤولية عن الهجوم وتعهدت بمزيد من الهجمات ضد حزب الله. ولم يتسن التحقق على الفور من البيان الذي بث على الإنترنت. وقال سكان في جنوب بيروت إن حزب الله المدعوم من إيران وسوريا كان في حالة تأهب وكثف الإجراءات الأمنية في المنطقة بعد تحذيرات من معارضين سوريين مسلحين باحتمال الانتقام من الجماعة لدعمها للرئيس بشار الأسد. وكشف نصر الله أن الأجهزة الأمنية اللبنانية اعتقلت بعضا ممن تورطوا في القيام بعدة هجمات خلال الأشهر القليلة الماضية ومن ضمنها تفجير بئر العبد الشهر الماضي الذي أدى الى إصابة 50 شخصا.
وأشار الى أن الأجهزة الأمنية اللبنانية كانت قد أبلغت حزب الله عن "أماكن محددة وعن أسماء محددة تقوم بإعداد سيارات مفخخة". وقال "لا شك عندنا باختراق أجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية وبعض المخابرات الإقليمية لهذه الجماعات بل لا شك عندنا بالتشغيل المباشر لهذه الجماعات لمصلحة إسرائيل لكن الجهات المنفذة هي هذه الجماعات التكفيرية". وأشار الى أن فرضية أن يكون منفذ الهجوم انتحاريا "لا زالت فرضية قابلة للنقاش...نحن لا نستطيع أن ننفي حتى هذه اللحظة فرضية الانتحاري." مؤكداً أن الانفجار نجم عن "سيارة مفخخة بأكثر من مئة كيلو (من مادة) تي ان تي". وخاطب الجماعات السنية المتشددة الذين أسماهم "تكفيريون" قائلا "أنتم لا تدافعون عن الشعب السوري ولكن إذا كنتم تظنون أنكم بقتلكم لنسائنا وبقتلكم لأطفالنا وبقتلكم لأبريائنا وبتدميركم لأحيائنا وقرانا ومدننا يمكن أن نتراجع عن رؤية أو بصيرة أو موقف اتخذناه أنتم مشتبهون". وأضاف "أيها الحمقى اقرأوا تجربتنا خلال 30 عاماً مع إسرائيل. أنتم مشتبهون. أنا أقول لكم إن أحد ردودنا على أي تفجير من هذا النوع وبكل شفافية أيضا إذا كان عندنا 100 مقاتل في سوريا سيصبحون 200، وإذا كان عندنا ألف مقاتل في سوريا سيصبحون ألفين وإذا عندنا خمسة آلاف مقاتل في سوريا سيصبحون عشرة آلاف". ومضى يقول "انتم مشتبهون . أنتم تضربون في المكان الخطأ. وإذا احتاجت المعركة مع هؤلاء الإرهابيين التكفيريين أن أذهب أنا وكل حزب الله إلى سوريا سنذهب إلى سوريا". وقال وزير الدفاع اللبناني فايز غصن إنه تم القبض على رجل سوري للاشتباه في تفجير يوليو، مما يؤكد مدى تورط لبنان في الصراع السوري. وتسبب الصراع في سوريا في حالة من الاستقطاب داخل لبنان.