تلعب مصر دورًا محوريًا في عالمها العربي، باعتبارها المركز السياسي والقلب الثقافي لهذا العالم ..
لذا تشكل الأحداث الجارية على صعيدها حالياً،وطأة ثقيلة على محيطها العربي والإسلامي بل والعالم أجمع، ولهذا السبب تتلاقى تطلعات المشفقين على الشعب المصري، وآمال المحبين لأرض الكنانة في أن يسود الاستقرار ربوعها، لتعود سيرتها الأولى قائدة لأمتها صوب آفاق الغد المشرق بآمال التقدم والازدهار..
وقد انتعشت الرؤى في أن يكون الربيع العربي في مصر، بداية لفصل جديد يسطر فيه المصريون ملاحم الإبداع والإنتاج والتفرغ لبناء الوطن، إلا أن الأحداث المتلاحقة أوقفت قطار الأمنيات عند محطة الاستقرار، على أن يستأنف تحركه منها صوب البناء والديمقراطية.
ويتمنى الحادبون على مصلحة مصر في العالمين العربي والإسلامي أن تتعافى من الكبوة الحالية، وهي أكثر قوة وقدرة على السير في طريق الحكم الديمقراطي الرشيد لتكون قدوة لغيرها من الدول التي تتمنى نجاح تجربة الحكم المدني في المحروسة، لتشكل نبراساً ودافعًا لغيرها للسير على نهجها..
كما يأمل الحريصون على مصر أرضًا وإنسانًا، أن تتوافق جهود أبنائها لتحقيق استقرارها ابتداءً، والخروج بها من حالة الاستقطاب الحادة التي تسود بين بعض أبنائها، للنأي بالمحروسة وصونها وحمايتها من الانزلاق إلى دوامة الفوضى، وهو المصير الذي يسعى المتربصون إلى أن تؤول إليه مصر لتحجيم دورها والقضاء على تأثيرها الفاعل إقليميًا ودوليًا.
إن طريق مصر إلى الاستقرار بيد أبنائها وحدهم، وباتفاقهم على كلمة سواء، بعيدًا عن التشنجات الحزبية، والتوجهات الإقصائية، فمصر تتسع للجميع، وبناء مستقبلها يحتاج إلى كافة الطاقات الوطنية المخلصة والعاملة على رفعة وطنها وتقدمه..
لقد اكتوينا طويلاً في عالمنا العربي بنيران التشرذم، التي يوظفها الأعداء لصالحهم..
لقد حان الوقت لأن نتخذ من صلابة البنيان الداخلي لدولنا منطلقاً لقوة الموقف العربي..ولن يتأتى ذلك إلا بتماسك الجبهة الداخلية لأقطارنا العربية وفي مقدمتها مصر.