تونس- رويترز
قال راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الإسلامية في تونس أمس إنّ الحركة قبلت مبدئيًا بحل الحكومة التي تقودها لبدء حوار وطني مع المعارضة العلمانية في خطوة تشير إلى انفراج أسوأ أزمة سياسية تفجرت بعد اغتيال معارض الشهر الماضي.
وتكافح تونس مهد انتفاضات الربيع العربي من أجل الحفاظ على الديمقراطية الناشئة بعد موجة احتجاجات وفي ظل الاستقطاب السياسي بين العلمانيين والإسلاميين والذي زاد منذ عزل الجيش المصري الرئيس الإسلامي محمد مرسي الشهر الماضي. وقال الغنوشي للصحفيين عقب اجتماع مع حسين العباسي الأمين العام للاتحاد العام للشغل الذي يقود مفاوضات لحل الأزمة "النهضة قبلت بمقترح الاتحاد لبدء حوار وطني". ولطالما رفضت النهضة حل الحكومة ولكن يبدو أنّها بهذا الموقف الجديد تقطع خطوة مهمّة نحو إيجاد حل للأزمة التي فجرها اغتيال المعارض العلماني محمد البراهمي في 25 يوليو الماضي والذي كان ثاني اغتيال سياسي في البلاد في ستة أشهر. وتنص مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل على حل الحكومة التي تقودها حركة النهضة وتشكيل حكومة كفاءات على أن يواصل المجلس التأسيسي المكلف بصياغة الدستور الجديد عمله في إطار مهلة زمنية قصيرة. وقال العباسي للصحفيين "الغنوشي أخبرني أنّه موافق على مبادرة الاتحاد لكنّه طرح بعض الشروط والمقترحات التي سنعرضها على المعارضة قبل أن نعلم النهضة برد المعارضة". وذكرت صفحة الاتحاد الرسمية الإلكترونية أنّ النهضة قبلت بمبادرة الاتحاد دون أن تعطي مزيدًا من التفاصيل. وقال الغنوشي "سنخرج من الازمة في وقت قصير وبسرعة... قبلنا بمبادرة الاتحاد لبدء حوار قريبًا جدًا مع المعارضة". وتواجه النهضة التي تقود الحكومة منذ 23 أكتوبر2011 مع شريكين علمانيين ضغوطًا متزايدة من المعارضة العلمانية التي تتهمها بفرض أجندة إسلامية والتساهل مع عنف متشددين إسلاميين وإهمال الاقتصاد. وقال العباسي بعد يومين من المفاوضات مع المعارضة وحركة النهضة التي تقود الحكومة" الوضع في البلاد يحتاج تقديم تنازلات من النهضة". وأضاف "يجب أن نجد مخرجًا سريعًا للحل لأنّ البلاد لم تعد تحتمل وقد يضاعف المصاعب الاقتصادية للبلاد". وقال الصحفي والمحلل نور الدين المباركي لرويترز إنّ النهضة تحاول إيجاد خروج مشرف عكس الإخوان المسلمين في مصر مضيفا أنّ محاولة ربح الوقت موجودة عبر تفاصيل الحوار الوطني المنتظر والذي قد يدوم وقتا ليس بالقصير.