أوباما يتشاور مع قادة العالم بعد "مجلس حرب" بالأردن
وزير الدفاع الأمريكي: حركنا قطعا عسكرية لتنفيذ أوامر أوباما "فورا"
واشنطن ترى ضرورة "محاسبة" سوريا لاستخدام "الكيماوي"
إيطاليا: الأسد تجاوز "نقطة اللاعودة" باستخدام "الكيماوي"
توقعات بهجوم "قصير حاد" بصورايخ كروز ضد أهداف سورية
سوريا: سنواصل الحملة العسكرية على "الإرهابيين".. و"الأوهام" تسيطر على الغرب
السعودية تحث لاتخاذ موقف دولي حاسم وجاد ضد سوريا
الجامعة تطالب بمعاقبة مرتكبي الهجوم الكيماوي وتقديمهم للعدالة الدولية
تركيا تطالب برد على "جريمة ضد الإنسانية" في سوريا
تنياهو: إسرائيل "سترد بقوة" على أي هجوم من سوريا
المعارضة السورية: قوات الأسد تطلق قنابل فوسفور ونابالم في حلب
عواصم- الرؤية- الوكالات
يواصل الغرب الحشد الدولي لتنفيذ ضربة عسكرية محتملة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، عقابًا له فيما يبدو على ما يراه الغرب "تأكيدات" على استخدامه أسلحة محرمة دولياً، في إشارة إلى الهجوم العسكري المزعوم الذي أودى بحياة المئات.
وتأتي هذه المواقف بمثابة "نفير حرب" ضد الأسد الذي يواجه انتفاضة تحولت إلى حرب أهلية على مدار أكثر من عامين، فيما تشير التقديرات إلى أنّ العملية العسكرية التي من المتوقع أن تقودها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، ستتم "بشكل محدود" وأن هذه الدول ستبدأ في تنفيذ ما يسمى "ضربات جراحية" في غضون أيام، وذلك بحسب مصادر من المعارضة السورية نقلاً عن مسؤولين غربيين. وتصاعدت حدة المخاوف من وقوع تدخل عسكري خارج نطاق الأمم المتحدة، على غرار ما حدث في العراق وإسقاط نظام البعث بقيادة الرئيس الراحل صدام حسين.
هجوم وشيك
وذكرت مصادر حضرت اجتماعاً بين مبعوثين غربيين والائتلاف الوطني السوري المعارض في اسطنبول أن القوى الغربية أبلغت المعارضة السورية بتوقع توجيه ضربة لقوات الرئيس السوري بشار الأسد في غضون أيام. وقال مصدر حضر الاجتماع الذي انعقد أول أمس الإثنين لرويترز "تم إبلاغ المعارضة بعبارات واضحة أن التحرك لمنع نظام الأسد من استخدام الأسلحة الكيماوية مرة أخرى قد يحدث في غضون الأيام القليلة المقبلة وبأنها يجب أن تستعد في الوقت نفسه لمحادثات سلام في جنيف". وأوضحت المصادر أن الاجتماع الذي عقد بفندق في وسط اسطنبول كان بمشاركة شخصيات بارزة في الائتلاف الوطني السوري من بينها رئيس الائتلاف أحمد الجربا ومبعوثين من 11 دولة أساسية في تحالف "أصدقاء سوريا" منهم المبعوث الأمريكي روبرت فورد كبير المسؤولين الأمريكيين عن ملف سوريا. وفي مواجهة اعتراض روسي وصيني قد يعرقل آفاق محادثات سلام مقترحة في جنيف، تعهد خصوم الأسد بمعاقبته على هجوم مزعوم بالغاز السام في مناطق تسيطر عليها المعارضة في دمشق يوم 21 أغسطس مما أسفر عن مقتل المئات. وتمكن خبراء من الأمم المتحدة يحاولون معرفة ما حدث بالضبط في الهجوم من دخول المنطقة أول أمس الإثنين لمقابلة ناجين رغم تعرض الخبراء لإطلاق نار في مناطق تسيطر عليها الحكومة، لكنهم أجلوا اليوم الثاني لعملهم حتى اليوم الأربعاء.
في السياق، قال وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل في مقابلة تلفزيونية مع هيئة الإذاعة البريطانية أمس إنّ الجيش الأمريكي مستعد للتحرك على الفور في سوريا، إذا أصدر الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمرًا بذلك ردًا على هجوم كيماوي مزعوم. وقال هاجل أثناء زيارة لبروناي ووفقاً لجزء من المقابلة بثتها هيئة الإذاعة البريطانية "حركنا قطعًا حتى تتمكن من التنفيذ والامتثال لأي خيار يود الرئيس اتخاذه". ورداً على سؤال حول ما إذا كان الجيش الأمريكي مستعدًا لرد كهذا قال هاجل "نحن مستعدون للتحرك". وجاءت تصريحات هاجل بعد يوم من تصريح لوزير الخارجية جون كيري الأمريكي الذي مهد لتحرك عسكري محتمل ضد الحكومة السورية بقوله إنّ إدارة أوباما ترى ضرورة "محاسبة" من استخدم الأسلحة الكيماوية. وقال هاجل إنّ الولايات المتحدة ستقدم معلومات عن الهجوم "قريباً جدًا". لكنه قال بعد اتصالات مع نظيريه البريطاني والفرنسي إنه لا يوجد شك يذكر لدى حلفاء الولايات المتحدة في "انتهاك معيار العمل الإنساني الدولي".
لا قرار بعد
وعلى الرغم من ذلك، قال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية إن الرئيس باراك أوباما لم يتخذ قرارًا بتوجيه ضربات عسكرية ضد الحكومة السورية ردًا على الهجوم الكيماوي المزعوم الأسبوع الماضي قرب دمشق. ويتفق تأكيد المسؤول الأمريكي مع تعليقات من البيت الأبيض أمس الأول. وقال المسؤول الأمريكي في واشنطن لرويترز "الرئيس لم يتخذ قراراً بتنفيذ عمل عسكري".
في المقابل، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إنّ سوريا ستمضي في حملتها العسكرية رغم احتمال شن ضربات أجنبية على أراضيها. وذكر أن أيّ ضربة ستخدم مصالح جماعات لها صلات بتنظيم القاعدة. وقال المعلم في مؤتمر صحفي إنّ العملية العسكرية التي تقوم بها الحكومة السورية لن تتوقف حول دمشق. وأضاف "إذا كانوا يعتقدون أنّ هذه الضربة العسكرية سوف تؤثر على الجهد العسكري الجاري حالياً في الغوطة أؤكد لكم أنّها لن تؤثر إطلاقاً... الجهد العسكري لن يتوقف". ومضى يقول "إذا كانوا يريدون الحد من انتصاراتنا المسلحة فهم واهمون". وتساءل "ما هي أهدافهم من هذه الحملة العسكرية؟". واعتبر أن من الوهم تصور أن أي ضربة أجنبية لسوريا يمكن أن تحدث توازناً للقوى في الصراع بين قوات الرئيس السوري بشار الأسد ومقاتلي المعارضة. وقال المعلم في مؤتمر صحفي إن مثل هذا التصور لا يمكن تحقيقه على الإطلاق. وقال المعلم "أعتقد أن ذريعة استخدام السلاح الكيميائي باهتة... وأتحداهم أن يظهروا ما لديهم من أدلة". وأشار إلى أن اليوم الثاني لعمل فريق مفتشي الأمم المتحدة في سوريا تأجل حتى الأربعاء بسبب خلافات بين مقاتلي المعارضة حول الترتيبات الأمنية. ورفض المعلم أيضاً اتهامات وجهها كيري لسوريا بعرقلة عمل فريق الأمم المتحدة.
تحركات دولية
وقال بيان لرئيس الوزراء الإيطالي إنريكو ليتا، إنه أجرى محادثة هاتفية مع نظيره البريطاني ديفيد كاميرون، واعتبر البيان أن سوريا تجاوزت "نقطة اللاعودة" باستخدامها الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين.
من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن أي تحرك عسكري ضد سوريا يجب أن يكون محددًا ولا يؤدي إلى التورط في صراع أوسع في الشرق الأوسط. وقال كاميرون للصحفيين في أول تعليقات علنية له عن المسألة "الأمر لا يتعلق بالتورط في حرب بالشرق الأوسط أو تغيير موقفنا في سوريا أو التدخل أكثر في ذلك الصراع." وأضاف "الأمر يتعلق بالأسلحة الكيماوية. استخدامها خطأ ولا يجب أن يقف العالم مكتوف الأيدي".
وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر تحدثا تليفونيًا عن استخدام الحكومة السورية المزعوم للأسلحة الكيماوية وتعهدا بإجراء مشاورات مكثفة لبحث الرد المحتمل.
فيما رجح عضو لجنة الشؤون الخارجية في الكونجرس الأمريكي، السيناتور بوب كوركر، أن ترد واشنطن بـ"عمليات قصف محدودة لتوجيه رسالة" إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك بناء على معلومات قالت واشنطن إنها تؤكد استخدامه أسلحة كيميائية في ريف دمشق. وقال كوركر، كما جاء على موقع "راديو سوا" الأمريكي، "أعتقد أن الرد وشيك"، مشيراً إلى أنه "تحدث إلى خلية إدارة الأزمات" في البيت الأبيض، حيث يتم التنسيق مع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، للإعداد لـ"ضربة جراحية ومتكافئة ضد نظام الأسد".
في الأثناء، قال مصدر دبلوماسي فرنسي إنّ فرنسا "لن تتخلى عن مسؤوليتها" ردًا على هجوم كيماوي مزعوم في دمشق شنته القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد. وقال المصدر قبيل إلقاء الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند كلمة أمام مؤتمر للدبلوماسيين في باريس بشأن السياسة الخارجية "إن استخدام الأسلحة الكيماوية - مستمر منذ عدة أشهر الآن واستخدم الآن للمرة الأولى على نطاق واسع- غير مقبول".
ويقول مسؤولون أمريكيون وأوروبيون إنّ هجوماً قصيرًا حادًا ربما يتم بالكامل بصواريخ كروز قد يكون الرد المفضل لتحالف يقوده الغرب على هجوم الأسبوع الماضي الذي يعتقد أن مئات المدنيين قتلوا فيه. وهولاند من أقوى منتقدي الأسد. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الأسبوع الماضي إن المجتمع الدولي يتعين أن يرد بقوة إذا ثبتت صحة المزاعم بأن قوات الأسد مسؤولة عن الهجوم بسلاح كيماوي. وذكرت مجلة تشالينجيه الفرنسية الاقتصادية أن حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديجول أرسلت إلى شرق البحر المتوسط من مرساها في ميناء طولون بجنوب فرنسا. لكن وزارة الدفاع ومتحدثون باسم القوات المسلحة نفوا هذا التقرير.
وقال هولاند إنّ بلاده جاهزة لمعاقبة من قرروا إزهاق أرواح مدنيين أبرياء بالغاز في دمشق الأسبوع الماضي وإنها ستزيد دعمها العسكري للمعارضة السورية. وقال هولاند في اجتماع سنوي في باريس ضم عشرات السفراء الفرنسيين الذين عملوا حول العالم: "فرنسا مستعدة لمعاقبة من قرروا قتل المدنيين الأبرياء بالغاز". وقال هولاند إنه يبدو من المؤكد أن قوات الرئيس السوري بشار الأسد وراء الهجوم بسلاح كيماوي، وتابع إنّ مسؤولية العالم الخارجي أن يرد على ذلك.
رد حاسم
فيما قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إن على المجتمع الدولي أن يتخذ موقفا حاسما وجادا ضد حكومة الرئيس السوري بشار الأسد. ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن الأمير سعود قوله إنّ رفض "النظام السوري" جميع الجهود العربية الجادة والصادقة يتطلب من المجتمع الدولي موقفاً حاسمًا وجادًا لوقف المأساة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب السوري.
وقالت الجامعة العربية إنّ من يقفون وراء الهجوم الكيماوي في سوريا يجب أن يواجهوا العدالة الدولية، وحثت أعضاء مجلس الأمن الدولي على تجاوز خلافاتهم واتخاذ إجراء لوقف القتل هناك. وفي بيان صدر بعد اجتماع في القاهرة حملت الجامعة الحكومة السورية المسؤولية كاملة عن هجوم الغاز الذي تقول المعارضة إنه وقع الأسبوع الماضي وقتل فيه مئات وطالبت بتقديم كل مرتكبي الهجوم لمحاكمات دولية.
وفي أنقرة، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن وقوع هجوم بالغاز السام قرب دمشق الأسبوع الماضي يمثل "جريمة ضد الإنسانية" واختبارا للمجتمع الدولي. وقال داود أغلو للصحفيين "هذه جريمة ضد الإنسانية. والجريمة ضد الإنسانية ينبغي عدم السكوت عنها وما ينبغي فعله يجب فعله. بات واضحاً اليوم أن المجتمع الدولي يواجه اختبارا". وكرر داود أوغلو قوله إن الأولوية لدى أنقرة هي أن يخرج مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بموقف موحد بشأن سوريا. وقال في السابق إن تركيا ستنضم إلى أي تحالف دولي إذا ثبت أن تحقيق إجماع أمر مستحيل. وقال داود أوغلو إنه تحدث إلى نظيره الروسي سيرجي لافروف، لشرح موقف تركيا قائلا إنه إذا لم يحدث رد على هجوم الأسبوع الماضي فإنّ ذلك سيعطي الضوء الأخضر لأعمال عنف أسوأ.
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فقد قال أمس إن إسرائيل ليست طرفاً في الحرب الأهلية السورية إلا أنها سترد بقوة على أي محاولات للاعتداء عليها. وقال نتنياهو في بيان عقب إجراء مشاورات أمنية في تل أبيب "دولة إسرائيل مستعدة لأي سيناريو". وأضاف "لسنا طرفا في هذه الحرب الأهلية الدائرة في سوريا لكن إذا رصدنا أي محاولة للهجوم علينا فسنرد وسنرد بقوة". ويشعر الكثيرون في إسرائيل بالقلق من أن يوجه الأسد ضربات لإسرائيل ردًا على أي هجوم غربي.
ميدانياً، قال ائتلاف المعارضة السورية إنّ قوات الرئيس الأسد أسقطت قنابل فوسفورية ونابالم على المدنيين في ريف حلب، مما أدى إلى مقتل عشرة أشخاص وإصابة العشرات. وأظهرت لقطات فيديو نشرت عبر الإنترنت لأطباء يدهنون بصورة محمومة دهانًا أبيض على جلد محمر لأناس يصرخون وكثيرون منهم صبية صغار. وقال الائتلاف المعارض في بيان إن طائرات الأسد قصفت مناطق مأهولة بقنابل الفوسفور والنابالم المحرمين دوليا. ولم يتسن الحصول على تأكيد مستقل للتقرير. وسبق أن وردت تقارير غير مؤكدة عن استخدام قوات الأسد قنابل الفوسفور أثناء الصراع المندلع منذ أكثر من عامين في البلاد.