وزير الصحة: مستشفى النهضة صرح طبي مرجعي وله دور كبير في الارتقاء بالخدمات الصحية للمواطنين والمقيمين
د. قمرة السريرية: المستشفى شهد نقلة نوعية وكمية في تقديم الرعاية الصحية التخصصية العالية التقنية
مسقط - الرؤية
تصوير/ خميس السعيدي
احتفلت وزارة الصحة مساء أمس الأول بمرور أربعين عاما على افتتاح مستشفى النهضة، حيث نظمت إدارة المستشفى بهذه المناسبة حفلاً تحت رعاية معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة في فندق كراون بلازا وبحضور أصحاب السعادة والمستشارين بالوزارة، وجاء الاحتفال لما يمثله مستشفى النهضة كداعم للصحة وما يضمه من أقسام تشخيصية مختلفة وكوادر طبية في مختلف التخصصات والتطور الذي يشهده منذ افتتاحه عام 1972م.
وأشاد معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة بالجهود المبذولة في سبيل تطوير خدمات المستشفى منذ افتتاحه حتى اليوم، وعبر عن سعادته بالالتقاء بالموظفين في هذا الحفل، وأكد على أن مستشفى النهضة هو بداية للعهد الصحي الزاهر في السلطنة فقد كان متوسط عمر الرجال في تلك الفترة 49 عاماً
و51 عاماً للنساء وفي أقل من عام ارتفعت تلك النسبة، مشيرًا إلى أن المؤشرات الصحية صنفت السلطنة من أكثر الدول تطوراً صحياً وأضاف معاليه أن مستشفى النهضة وكمستشفى مرجعي له دور كبير في تقديم الخدمات الصحية للمواطنين والمقيمين، معربًا معاليه عن شكره لكل من بادر في خدمة هذا الصرح الصحي من بينهم الرعيل الأول من الأطباء والعاملين وخاصة في فترة الأنواء المناخية التي تأثر فيها المستشفى وأظهر العاملون تفانيهم لهذا القطاع الصحي وتقديم كل ما يستطيعونه من مجهودات.
من جانبها أكدت الدكتورة قمرة بنت سعيد السريرية المديرة التنفيذية لمستشفى النهضة في كلمتها أن المستشفى يواصل عطاءه في ظل ما يشهده قطاع الصحة بالسلطنة من إنجازات مشهودة تتمثل في توفير كافة خدمات الرعاية الصحية الأساسية للمواطن والمقيم وكان لهذا التطور انعكاس إيجابي على جميع المؤشرات الصحية التي بمقتضاها أصبحت السلطنة تصنف حالياً ضمن الدول المتقدمة في مجال تقديم الخدمات الصحية على مستوى العالم ففي عام 2000م احتلت السلطنة المرتبة الأولى من حيث الاستناد الأمثل للموارد المالية في المجال الصحي.
وأشارت إلى أن مستشفى النهضة شهد نقلة نوعية وكمية في تقديم الرعاية الصحية التخصصية العالية التقنية منذ إنشائه عام 1972، فقد وصل إجمالي عدد الأسرة في المستشفى من 112 سريرًا في 2009م إلى 168 سريراً في عام 2012م كما تم التوسع في عدد العيادات التخصصية مثل طب الحوادث والطوارئ وخدمات التأهيل والعلاج الطبيعي ويشتمل على جناح جراحة اليوم الواحد وعلى غرف عمليات حديثة، وأيضًا يقوم بتغطية الرعاية الصحية الثانوية لقاطني محافظة مسقط في مختلف التخصصات بالإضافة إلى خدمات الأمراض الباطنية وطب الأطفال، علاوة على الجانب التعليمي والأكاديمي الذي يقوم به كونه مستشفى تعليمي حيث التعليم المستمر الركيزة الأساسية بالمستشفى، وينفذ عدة دورات وحلقات عمل ومؤتمرات على المستوى المحلي والدولي إضافة إلى البحوث المتميزة التي يقدمها أطباء المستشفى في الندوات والمؤتمرات المحلية والدولية.
واختتمت السريرية بالتأكيد على أن الإنجازات التي تحققت في المستشفى وعلى امتداد السنوات الماضية، لم تكن محض صدفة بل كانت ولا تزال بجهود المخلصين من كافة العاملين والفريق الطبي وفريق الخدمات المساندة.
وتضمن الاحتفال عددًا من الفقرات منها عرض للفنون التقليدية والقصائد الشعرية ومسرحية كما تمّ تقديم تقرير مصور عن مراحل تطوير المستشفى وعدد من اللقاءات مع الرعيل الأول من الأطباء وقصص بداياتهم في العمل عند تأسيس المستشفى.
في نهاية الاحتفال قام معالي الوزير بتكريم عدد من العاملين القدامى الذين ساهموا في النهوض بعجلة التقدم الصحي في مستشفى النهضة، كما تمّ تكريم الشركات الراعية للحفل.
وأوضح الدكتور مازن بن جواد الخابوري طبيب استشاري أول أنف وأذن وحنجرة ومستشار الخدمات العلاجية بمكتب معالي وزير الصحة أنه التحق بالعمل في المستشفى عام 1981، وقال: أشعر بالفخر أن أكون ضمن الكادر الطبي الذي كان له أكبر الأثر في خدمة المواطنين منذ بدايات المستشفى حتى اليوم، والتدرج الذي طرأ بقسم الأنف والأذن والحنجرة وبالأقسام الأخرى يتناسب مع التطور الطبي الحادث في كثير من بلدان العالم، وفيما يتعلق بتأهيل الكوادر الصحية فقد كان ولازال من ضمن الأهداف الأساسية على مدى السنوات الماضية، وتواصل وزارة الصحة خططها المستقبلية لتطوير القطاع الصحي من خلال الخطة الإستراتيجية المستقبلية 2050 التي سوف تواكب التطلعات المستقبلية والمتغيرات العالمية في المجال الصحي.
من جانبها ذكرت الدكتورة فاطمة العجمية رئيس مجلس إدارة مستشفى النهضة: أن أهمية هذا الاحتفال تكمن في ما يمثله مستشفى النهضة كصرح صحي مهم في السلطنة، مشيرة إلى أن أول عيادة افتتحت بالمستشفى هي عيادة العيون ومن ثم تدرجت وتطورت وتعددت الأقسام والخدمات به.
وقالت: من المهم أن نذكر الارتباط الوثيق والكبير بين الموظفين والمستشفى منذ تأسيسه وهذا الأمر كان واضحًا عندما تعرض المستشفى للأنواء المناخية حيث ظهرت روح الانتماء للمكان عبر مشاركتهم في العمل لإرجاع النشاط والعمل به وحتى بمشاركة أسرهم، وهذا يدل على الارتباط النفسي والاجتماعي بالمكان.
من جهتها قالت الدكتورة فاطمة حسن سليمان استشارية الجراحة وأمراض اللثة بقسم الأسنان وأول طبيبة أسنان عمانية: انضممت للعمل بالمستشفى عام 1978 وعملت وقتها مع الدكتور سعود الخروصي، وقد كانت العيادة في ذلك الوقت مركزية وتخدم جميع المواطنين، وعدد الأطباء وقتها كان قليلاً والضغط كبيراً وحتى ثقافة الناس ورغباتهم في العلاج كانت محدودة، ولم يكن بالسهولة إقناعهم بقبول العلاج، ومع تقدم السنوات تطور العلاج وسافر عدد منّا للخارج للحصول على التخصص، ومع افتتاح المراكز الصحية أصبحت الحاجة لأطباء الأسنان أكبر وتأهل المزيد منهم، ولا ننسى أن نذكر أن جميع أطباء الأسنان اليوم يأتون للحصول على التدريب لدينا، وأصبح للقسم تخصصات مختلفة وهي الجراحة وأمراض اللثة والأعصاب والتقويم والأطفال والتركيبات الصناعية، واستشاريون في تلك التخصصات، وأضافت قائلة: أشعر بالفخر لما وصلنا إليه اليوم في المستشفى بشكل عام وفي قسم الأسنان خاصة ونصيحتي للأجيال القادمة أن يعملوا بإتقان وتفان أكبر لرد الجميل لهذا الوطن المعطاء، حيث أصبحت الأمور اليوم أيسر بكثير مما كانت عليه سابقًا.