مسقط - أمل الجهورية
طرح معلمو تعليمية محافظة البريمي مجموعة من المقترحات والتحديات التي تواجه المعلم، وذلك خلال لقائهم يوم أمس بلجنة التربية والتعليم والبحث العلمي بمجلس الشورى وعدد من المختصين من وزارة التربية والتعليم؛ حيث مثل موضوع زيادة الرواتب مطلبًا ملحًا للمعلمين بالإضافة إلى التأكيد على أهميّة وضع قانون خارج الخدمة المدنيّة للمحاسبية، والعناية بالجانب الترفيهي للمعلم وتعزيز مكانته اجتماعيًا ووظيفيًا. كما تطرق المعلمون إلى جوانب متعددة متعلقة بالمناهج الدراسيّة وأهمية تحديثها ومناسبتها لواقع العصر، وتوفير متطلبات التعليم في البيئات المدرسية من أجل تسهيل الدور على المعلم لأداء مهامه التدريسية، وتناولوا عددًا من الجوانب المرتبطة بترقيات المعلمين وتأخرها وأثر ذلك على مستوى الأداء لدى المعلم كونه مرتبطا بجانب التحفيز في العمل، وتطرقت بعض المعلمات إلى جوانب متعلقة بالمبنى المدرسي ومدى مناسبته واحتوائه على كل المرافق الضرورية للتعليم وكذلك لممارسة النشاط، وتوفير الكوادر التدريسية والإدارية وفقا لحجم المدرسة وعدد الطلاب فيها، كما ركز اللقاء على مجموعة من المحاور الهامة التي تلامس واقع المعلم منها إعداد المعلم قبل العمل من خلال المناهج التي يتلقاها في الجامعات والكليات، وموضوع الرضا الوظيفي الذي يعد عاملا هاما في نجاح العمل، ولابد من الحرص على تحقيقه لدى المعلمين لتحقيق عطاء أفضل، كما تناولت المناقشات جانب تأهيل المعلم أثناء العمل من خلال كم ونوع البرامج التدريبيّة المقدمة من قبل الوزارة ومدى فاعليتها في إثراء معارف المعلم والارتقاء بأدائه المهني، كما تمّ الحديث عن جانب الموازنة بين الحقوق والواجبات بحيث يكون المعلم مطلعا على حقوقه حاصلا عليها مما يدفعه لأداء واجباته على أكمل وجه، وقام المعلمون بتعبئة الإستبانة الخاصة بالدراسة التي تقوم بها اللجنة باعتبارها أحد الأدوات التي يعتمد عليها تحقيق أهداف الدراسة.
وأشار سعادة محمد القنوبي رئيس الفريق الزائر من قبل تربوية الشورى إلى أهداف الدراسة التي تعمل اللجة عليها في الفترة الحالية حول واقع المعلم بالسلطنة والتي تلتقي لأجلها بالمعلمين في مختلف المحافظات التعليمية للتعرف على متطلباتهم ومقترحاتهم وكذلك الاستماع لأفكارهم التي من شأنها أن تطور العملية التعليمية وتعزز وضع المعلم ومكانته حيث تتمثل تلك الأهداف في رصد مستوى كفاءة المعلمين في سلطنة عمان، ورفع جودة التعليم، عن طريق دراسة آليّة إعداد والتأهيل المعلمين في مؤسسات التعليم العالي المختلفة، وتجويد أساليب انتقاء الخريجين تمهيداً للدخول إلى مؤسسات التعليم العالي ليصبحوا معلمي المستقبل، كما تهدف الدراسة إلى تحسين جودة أداء المعلمين في المدراس من خلال تحسين وضع المعلم، وإعطائه ما يستحق من التقدير الاجتماعي والمادي، هذا إضافة إلى مراجعة القوانين والسياسات المتعلقة بالمعلم في السلطنة وممارسته لمهنة التعليم من أجل تحقيق مستوى تعليمي جيّد على مستوى العالم خلال الخطط التعليميّة القادمة، ورفع كفاءة مخرجات التعليم من خلال تجويد أداء المعلمين، وكذلك الاهتمام بالمعلم من خلال التأهيل قبل الانخراط في العمل والتدريب المستمر أثناء الخدمة، وكذلك من خلال القوانين والتشريعات التي تقنن هذا التوجه كما هو معمول به في الدول الأخرى، وأوضح القنوبي أنّ الدراسة التي تقوم بها تربوية الشورى تحمل مضامين وأهميّة من خلال تطلعها لمعرفة وضع المعلم الراهن ومدى شعوره بالرضا الوظيفي والذي ينعكس بالتالي على الأداء داخل المؤسسة، ومعرفة مدى كفاية برامج إعداد المعلمين في مؤسسات التعليم العالي في إخراج معلمين على مستوى عال من الكفاءة المهنية، وضرورة ذلك لأجل تعليم أفضل، هذا إلى جانب حرصها على معرفة ما يحتاجه المعلمون أثناء الخدمة من التدريب والتأهيل مما يحسن جودة التعليم، وتحديد دور المعلم الذي يمكن أن يساهم به في رفع مستوى التحصيل الدراسي وذلك من خلال معرفة القصور الذي يعاني منه، وإبراز أهميّة الاهتمام بوضع المعلم الاجتماعي والمادي وإعداده بالصورة المثاليّة وتأثير ذلك على جودة التعليم وكذلك التعرف على وضع المعلم في السلطنة ومقارنته مع بعض الدول التي تحقق مخرجات تعليمية جيدة مما يتيح فرصة الارتقاء بالمعلم في السلطنة.
وأكّد الشيخ سعود بن سالم العزري مستشار معالي الدكتورة وزيرة التربية والتعليم: أنّ الوزارة تمضي قدما للأخذ بالمقترحات والرؤى التطويرية والمبادرات التي من شانها الارتقاء بالمعلم، وتعزز جانب الدراسة التي يقوم بها مجلس الشورى حاليا ممثلا في لجنة التربية والتعليم والبحث العلمي حول واقع المعلم، ووجودنا ضمن الفريق الزائر للمحافظات التعليمية يجعلنا نقترب من تلك المقترحات والتحديات المطروحة من قبل المعلمين والعناية بإسنادها للجهات المختصة للاخذ بها، وتذليل تلك التحديات، ونحن مع المعلم في مطالباته البناءة ونعزز ما يساهم في ارتقائه وخدمة العملية التعليمية وما نرصده من ملاحظات ستجد بإذن الله العناية من قبل الوزارة ومن قبل المعنين.
وأوضح عبدالله البلوشي ممثل ولاية البريمي عضو اللجنة بأنّ موضوع التعليم والتعلم من الجوانب التي تشكل ركيزة أساسية في ارتقاء الأمم وتطور الدول، وأمر التعليم بالسلطنة بحاجة إلى إعادة نظر كما أوضح حضرة صاحب الجلالة السطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله - في كلمته في افتتاج مجلس عمان ونحن اليوم إذ نقوم بهذا العمل فإننا ننطلق من توجيهاته السديدة، حيث تأتي هذه الزيارات الميدانية للمحافظات التعليمية كبادرة أولى من قبل لجنة التربية بمجلس الشورى والتي تتيح الالتقاء بالمعلمين عن قرب والاستماع إليهم والأخذ بمقترحاتهم التي ستساهم بلا شك في تطوير واقع التعليم والمعلم، وأوضح أنّ الدراسة التي تقوم بها اللجنة في الوقت الحالي نتطلع إلى أن توتي أكلها وتكون لها نتائج وتوصيات هادفة سيصل صداها لصناع القرار في الدولة، وستعمل على تغيير وضع التعليم وواقع المعلم للأفضل بإذن الله الأمر الذي سيساهم بدوره في خدمة هذا الوطن العزيز. وقال موسى بن علي الهنائي مدير عام المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة البريمي: عن الدراسة التي تقوم بها لجنة التربية والتعليم والبحث العلمي بمجلس الشورى إنّها خطوة هامة جدا لاسيما لو ركزت على الجوانب التي تساعد على تحفيز المعلم بعطاء أكبر، ورفع مستوى التحصيل الدراسي لأبنائه الطلبة والطالبات، وكذلك التركيز على الجوانب الإداريّة التي سوف تتوافق مع التعديلات التي ستجري بناءً على نتائج الدراسة وتوصياتها، وأيضًا أتمنى أن يتم التركيز على البيئة المدرسية، والجوانب التطويرية المطلوبة، وعن دور المحافظات التعليميّة في تحقيق أهداف هذه الدراسة فأشار الهنائي إلى أنّه يمكن ذلك من خلال نقل آراء العاملين بها والأخذ بمقترحاتهم لأنّهم من يلامس الاحتياج في التطوير ورفع المستوى التحصيلي، وهذه الجوانب مجتمعة هي سبيل للارتقاء بأبناء هذا الوطن وضمان استقرارهم الوظيفي ماديًا ومعنويًا بإذن الله. يذكر أنّ الفريق الزائر من قبل مجلس الشورى العماني يتجه صباح اليوم لمحطته الثالثة حيث يلتقي معلمي ومعلمات تعليميّة محافظة شمال الباطنة.