دار الأوبرا السلطانية ومسندم وشمال الباطنة وجنوب الشرقية ومسقط .. المحطات الأولى لزيارات الوفود
مسقط – الرؤية
افتتحت صباح أمس تحت رعاية سعادة مصطفى بن علي بن عبداللطيف وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون الإدارية والمالية، فعاليات اللقاء الكشفي الدولي السادس عشر لتبادل الثقافات والتعرف على الحضارات الذي تستضيفه السلطنة خلال الفترة من 5 إلى 13 من سبتمبر 2013 تحت شعار (تراثنا .. جسور للتفاهم وبناء للمستقبل) بمشاركة 35 دولة ، بحضور عدد من المسؤولين باللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم والمنظمة الكشفية العربية، وذلك على مسرح وزارة التربية والتعليم بالوطية.
بدأ الحفل بكلمة لخميس بن سالم الراسبي مدير عام الكشافة والمرشدات قال فيها إنّه لمن يمن الطالع أن يلتئم هذا اللقاء ليجسد أجمل معاني الإخاء والصداقة والتعارف بين شباب العالم في وقت نحن أشد ما نكون فيه حاجة إلى التعارف والتآلف فيما بيننا، وأن نرسم على وجه العالم خيوطا واضحة لشمس جديدة تشرق بالسلام والتفاهم، وأن نرسل من هنا رسالة واضحة أننا قادرون على التعايش، قادرون على التآلف، قادرون على أن نصنع غدا أفضل لعالمنا.
وأشار إلى أن كشافة ومرشدات عمان سعت، بالتعاون والتنسيق والتكامل مع الإقليم الكشفي العربي واللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم إلى الإعداد المبكر لفعاليات هذا اللقاء؛ لتجسيد تجربة من العمل والجهد المتكامل بما يجعل لقاءكم هذا متميزاً في شكله، ومتنوعا في مضمونه، وملبياً لاحتياجات المشاركين وطموحاتهم في تبادل الثقافات والتعرف على الحضارات، واكتشاف بلد جديد عامر وزاخر بتراث عريق وحضارة ضاربة في جذور التاريخ البشري هنا في سلطنة عمان.
دعم الكشاف الأعظم
وأكد خميس بن سالم الراسبي على أهمية الدعم السامي للحركة الكشفية والإرشادية بالسلطنة ودوره في تطوير العمل، وقال: لقد أولى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه– الكشاف الأعظم للسلطنة عنايته ورعايته للحركة الكشفية والإرشادية كأحد الروافد التي تدعم أنشطة الفتية والشباب من الجنسين وتهيئ لهم مناخات من الرقي والتقدم، كما تفضل جلالته حفظه الله في أكثر من مناسبة بإصدار توجيهاته السامية بشأن تفعيل الدور الحضاري للسلطنة في التواصل بين الحضارات والثقافات وتفعيل دور الشباب في نشر قيم السلام العالمي، مضيفا أن البيئة العمانية ممكنة لنجاح مثل هذه النوعية من اللقاءات بما تتضمنه من تنوع بيولوجي وبيئي وحضاري وثقافي يعدها لتبوء مكانة مرموقة في هذا الجانب عالميا، يجعلها جديرة بتلك المكانة ورائدة فيها. وهذا ما أكدت عليه الخطة الوطنية للسلطنة الخاصة بتنوع الحضارات، وخصوصا في مجال الشباب.
واضاف: لقد جسد شعار هذا اللقاء (تراثنا جسور للتفاهم وبناء للمستقبل)، رؤية مستقبلية استراتيجية للدور الذي يمكن أن تلعبه الحركة الكشفية في نشر قيم التفاهم والتعايش والسلام العالمي، من خلال تحقيق أهداف هذا اللقاء الرامية إلى: توطيد أواصر الصداقة والتعارف بين شباب العالم من أعضاء الحركة الكشفية، وتعزيز القيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية، والتعريف بالتراث العماني المسجل على قائمة التراث العالمي، وتبادل الثقافات والتعرف على الحضارات المختلفة بين المشاركين والترويج السياحي للسلطنة ومعالمها الحضارية القديمة والحديثة، والتعرف على التنوع الثقافي والبيولوجي الذي تزخر به السلطنة، ونشر ثقافة السلام والتفاهم المتبادل بين الشباب المشاركين، ومن هذا المنطلق، كان حرص كشافة ومرشدات السلطنة على تخطيط برنامج هذا اللقاء بالشكل الذي يحقق تلك الأهداف، من خلال توفير فرص العمل الجماعي، وتنظيم برنامج للمشاركين الذي يغطى أكثر من 80% من مساحة السلطنة؛ لزيارة أبرز معالمها التاريخية والحضارية والثقافية، بل والبيئات المختلفة الحضرية والساحلية والزراعية والجبلية والصحراوية المختلفة.
وفي ختام كلمته تمنى للمشاركين طيب الإقامة في بلدهم وبين أهلهم وإخوانهم، وأن يستمتعوا بالبرامج والأنشطة التي تمّ إعدادها.
حراك كشفي
وألقى الدكتور عاطف عبدالمجيد أحمد أمين عام المنظمة الكشفية العربية كلمة المنظمة أشاد فيها بجهود السلطنة الكبير ودروها البارز في تفعيل الحركة الكشفية على المستوى العربي والدولي وقال إنّها سعادة كبيرة وشرف لنا أن نشد الرحال إلى السلطنة التي يكون النجاح حليف أي نشاط عربي أو دولي تنظمه، ويعد استضافة السلطنة للقاء الدولي الكشفي الـ16 لتبادل الثقافات والتعرف على الحضارات إضافة جديدة للمساهمات السابقة التي سطرتها الاستضافة السابقة بأحرف من نور، وصفحة تسهم في إيجاد مزيد من الحراك وتواصل الكشفي بين الشباب العربي والدولي، كما يسهم في تحقيق الأهداف الشاملة للحركة الكشفية التي تهدف الى الإرتقاء بقدرات الشباب العقلية والروحية والاجتماعية والبدنية حتى يصبحوا مواطنين فاعلين يساهمون في بناء مجتمعاتهم.
وأضاف أنّ اللقاء الكشفي الدولي السادس عشر لتبادل الثقافات والتعرف على الحضارات في السلطنة الذي تستضيفه السلطنة هو الثاني الذي يقام خارج ارض مصر الكنانة، فمنذ انطلاقة اللقاء في عام 97 الذي انطلق فيه أول لقاء دولي ظلت المشاركات الأقاليم العالمية فيه مشاركة فاعلة، ومن هنا نتوجه بالشكر لسلطنة عمان على استضافة اللقاء وللأقاليم التي لبت نداء الدعوة بالمشاركة في هذا اللقاء الذي سيكون ثريا ببرامجه وأنشطته، التي ستسهم في التعريف بتاريخ السلطنة الكبير وبالإنجازات التي تحققت على أرضها.
ودعا المشاركون إلى الاستمتاع بفعاليات وبرامج اللقاء فقال أدعو جميع المشاركين لاستثمارالفرصة بالتواصل مع الشباب العماني الذي ينفرد بالطيبة وسمو الخلق، وأن تكونوا سفراء لدولكم لنقل ما تشاهدونه من تنوع ثقافي وبيئي وبيولوجي واجتماعي فريد، متمنيا أن تكون نجاحات هذا اللقاء خطوطًا لنجاح اللقاءات القادمة.
تخلل الكلمات عرض مرئي جسّد نشأة الحركة الكشفية بالسلطنة وتطورها الكمي والنوعي في ظل الرعاية السامية من لدن مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه- الكشاف الأعظم السلطنة لها، كما تمّ عرض فيلم مرئي جسد التنوع الثقافي والإرث التاريخي والحضاري والإطار المعماري الذي تتميز به السلطنة، بعدها استعرض يحيى راهي البلوشي قائد عام اللقاء بمحافظة ظفار برنامج اللقاء وتوزيع المجموعات والزيارات والبرنامج المعد للوفود المشاركة في محافظات (مسقط والداخلية وجنوب الشرقية وظفار ومسندم) والفرصة التي تتيجها لهم هذه الزيارات للتعرف على مختلف البيئات العمانية.
وأضاف أن برنامج اللقاء يتضمن في إحدى مراحله التي تنطلق اليوم وتستمر حتى 8 سبتمبر 2013م سينقسم المشاركون إلى أربع مجموعات تتوجه كل واحدة منهما إلى واحدة من المحافظات التالية: (مسقط والداخلية وجنوب الشرقية ومسندم)، وخلال هذين اليومين تقوم كل مجموعة بزيارة عدد من المعالم الثقافية والحضارية والمواقع المسجلة على قائمة التراث العالمي لدى منظمة اليونسكو في تلك المحافظات، وفي يوم الأحد الموافق 8 سبتمبر 2013م تتوجه كافة المجموعات بالحافلات إلى محافظة ظفار، وتنطلق المرحلة اللاحقة من 8 إلى 12 سبتمبر 2013م باستقبال المشاركين صباح يوم الإثنين في المخيم الكشفي الدائم بسهل جبل آشور، حيث سيقام برنامج لمدة أربعة أيام في المحافظة خلال الفترة من 9 إلى 12 سبتمبر 2013م ويتم خلاله: زيارة عدد من المعالم الثقافية والحضارية والمعالم المسجلة على قائمة التراث العالمي لدى منظمة اليونسكو في الولايات التابعة لمحافظة ظفار، وعقد جلسة لاستعراض تقارير المجموعات المدعمة بالصور والأفلام حول زيارات المجموعات للمحافظات.
وحول البرنامج أشار إلى أنّ المجموعة الأولى ستقوم بزيارة بعض من معالم محافظة مسقط ومحافظة جنوب الشرقية من خلال التعرّف على سد وادي ضيقة ووادي شاب ووادي طيوي ومصنع الغاز الطبيعي المسال وحصن بلاد صور وحصن السنيسلة ورأس الحد ورأس الجينز ومحمية السلاحف وكذلك زيارة العيجة ومصنع السفن والمتحف البحري وجولة بحرية في شواطئ ولاية صور.
أمّا المجموعة الثانية فستتوجه لمحافظة الداخلية لزيارة سوق وقلعة نزوى وفلج دارس ومصنع صناعة الحلوى العمانية وزيارة الجبل الأخضر وبيت الرديدة وفلج الخطمين ومسجد اليعاربة والتعرّف على أنشطة وبرامج عشائر جوالة نادي نزوى للاطلاع على تجاربها الرائدة في خدمة وتنمية المجتمع، وزيارة ولاية الحمراء للتعرف على كهف الهوتة ومسفاة العبريين وفي ولاية بهلاء سيتم زيارة سوق وقلعة بهلاء والقرية التراثية واستضافة لعشيرة جوالة نادي بهلاء.
أما المجوعة الثالثة فستتجه لمحافظة مسندم وستزور قلعة بخاء وقلعة خصب وجمعية المرأة العمانية بخصب وجولة بحرية لخور شم وقرية كمزار ومضيق هرمز. وستتجه المجموعة الرابعة لمحافظة جنوب الباطنة لتزور قلعة نخل وعين الثوارة ومكتبة الشيخ ناصر بن راشد الخروصي بالعوابي وفلج الميسر وعين الكسفة وسوق وقلعة الرستاق حيث تستضيفها جوالة نادي الرستاق، كما ستزور هذه المجموعة في محافظة مسقط متحف قوات السلطان المسلحة ومركز عمان للغوص والقبة الفلكية، ومتحف الزبير وسوق مطرح.
زيارة الأوبرا
وفي الفترة المسائية قام المشاركون بزيارة دار الأوبرا السلطانية هذا الصرح الثقافي والحضاري الذي يزين سماء مسقط العامرة، حيث تعرّفوا على جانب من أهداف إنشاء الأوبرا ودورها في التقارب بين الشعوب والحضارات.
يذكر أنّ فعاليات اللقاء ستتضمن إقامة الندوة الوطنية حول التنوع البيئي والبيولوجي في سلطنة عمان التي سيرعى حفل افتتاحها سعادة الدكتور حمود بن خلفان بن محمد الحارثي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم والمناهج يوم الثلاثاء 10 من سبتمبر الجاري، وذلك على مسرح كلية العلوم التطبيقية بصلالة حيث تهدف الندوة إلى التعريف بأشكال التنوع الأحيائي والبيولوجي في سلطنة عمان بشكل عام، وتسليط الضوء على الجهود الكبيرة التي تبذلها القطاعات المعنية بالبيئة في السلطنة في سبيل الحفاظ على التنوع الأحيائي بما يخدم القضايا البيئية، ويؤكد على إستراتيجية التنمية المستدامة من ناحية أخرى، والتوعية بوجوب المحافظة على مظاهر التنوع البيولوجي والبيئي وتنميتها وخصوصاً من قبل فئة الشباب، حيث تستهدف الندوة جميع المشاركين من الوفود الكشفية للدول الشقيقة والصديقة والمشاركين من فئات الشباب المشاركين في هذا اللقاء، بالإضافة إلى بعض المهتمين بقضايا البيئة والمعنيين بالتنوع البيئي والبيولوجي، وستتضمن الندوة تقديم عدد من أوراق العمل التي تنفذ من قبل المختصين، حيث سيتضمن برنامج الندوة عرض ستة أوراق عمل بمشاركة مجموعة من المؤسسات التخصصية وهي الجهود المحلية الرامية إلى صون الطبيعة والحياة الفطرية في سلطنة عمان و دور مركز العلوم البحرية والسمكية في الحفاظ على تنوع الحياة البحرية بالسلطنة، والحديقة النباتية العمانية (المشروع الرائد في المنطقة)، وجهود الجمعيات الأهلية في تأكيد التنوع البيولوجي (الجمعية العمانية للبيئة نموذجاً ) ودور الجمعية الجيولوجية العمانية في إبراز التاريخ الجيولوجي للسلطنة، وجهود السلطنة في مجال الحفاظ على البيئة.
وسيرعى سعادة الشيخ سالم بن عوفيت بن عبد الله الشنفري رئيس بلدية ظفار مساء يوم الثلاثاء 10 من سبتمبر بالمخيم الكشفي الدائم بسهل جبل آشور حفل افتتاح الأمسية الدولية للقاء الكشفي الدولي السادس عشر لتبادل الثقافات والتعرف على الحضارات، حيث سيتضمن برنامج الأمسية عددا من الفعاليات تبدأ بافتتاح القرية الكشفية العالمية التي تحتوي على مخيم كشفي متكامل من الخيام والنماذج الكشفية، والأعمال الريادية والعديد من المهارات والفنون الكشفية، إلى جانب معرض كشفي يتحدث عن تاريخ الحركة الكشفية والإرشادية في سلطنة عمان، وتجارب عشائر الجوالة الرائدة، وفعاليات ميدان التحدي والمغامرة، وتنتقل الفعاليات إلى القرية التقنيّة التي تحتوى على مجموعة من الحلقات العملية وهي: مجموعة الدعم الفنّي (الاتصال واللاسلكي) وحلقة إنشاء المواقع على شبكة الانترنت وصيانة وبرمجة أجهزة الحواسيب والتصميم والجرافيك، وتتضمن القرية التراثية: مشاركات المؤسسات والهيئات الحكومية والخاصة ذات العلاقة وتتضمن عرض الحرف التقليدية والفنون التقليدية والمأكولات الشعبية والألعاب التقليدية والأزياء الشعبية، وتتضمن قرية المؤسسات ذات العلاقة: ركن معرض المؤسسات والهيئات الحكومية والأهلية والمنظمات الدولية من خلال توفير مكان وركن لعرض تجاربها وإصداراتها وكذلك دورها في خدمة المجتمع.
تفعيل دور الشباب
وفي ختام الحفل أكد سعادة مصطفى بن علي بن عبداللطيف وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون الإدارية والمالية على أهمية اللقاء الدولي في التقارب بين الشباب، وقال إنّ اللقاء الدولي الكشفي فرصة للتعرف على الدور الحضاري والتاريخي للسلطنة وما تتميز به من مقومات طبيعية وسياحية وبيولوجية وثقافية، مضيفا أنّ مشاركة 35 دولة سيسهم في التواصل بين الحضارات والثقافات وفي تفعيل دور الشباب وتعزيز مساهمتهم في نشر قيم السلام العالمي.
وأشار إلى أن اللقاء ثري ببرامجه وأنشطته التي تتضمن زيارات لعدد من مواقع التراث العمانية المسجلة على قائمة التراث العالمي، وزيارة عدد من المعالم الثقافية والتراثية والسياحية التي تتمتع بها السلطنة بمختلف المحافظات.
يذكر أنّ الدول المشاركة هي: السعودية والكويت والبحرين والإمارات وقطر والسودان ولبنان وليبيا وسوريا ومصر وتونس والجزائر وفلسطين ونيجريا وأرمينيا وكلومبيا وماليزيا وغانا والسنغال وأوغندا وموريشيوس ومالطا مولدوفا وباكستان وهونك كونج، وتايوان وفلندا والدنمارك وتنزانيا وبريطانيا ومدغشقر والكاميرون، وتشاد وجنوب إفريقيا إلى جانب جوالة السلطنة.