واشنطن- رويترز
لن يفاجأ الرئيس السوري بشار الأسد أو جيشه إذا بدأت الصواريخ الأمريكية في ضرب سوريا قريبًا.. لكنّه قد يستفيد بشكل أو آخر من تأخر الضربة نتيجة سعي الرئيس الأمريكي باراك أوباما لكسب موافقة الكونجرس على هذه الخطوة.
ويقول مسؤولون وخبراء دفاع أمريكيون إنّ قوات الأسد لا تستطيع إبعاد القدر الكافي من الأهداف عن متناول الجيش الأمريكي خاصة وأنّ واشنطن وصفت الضربة بأنّها ذات أهداف محدودة للغاية. ويدعو أوباما إلى ضربة عسكرية محدودة ردًا على هجوم بالأسلحة الكيماوية قتل فيه المئات وتلقي الولايات المتحدة فيه باللائمة على قوات الأسد. والأهداف الثابتة على سبيل المثال لا يمكن حمايتها مهما طال الوقت. وقال مسؤول أمريكي تحدث شريطة عدم ذكر اسمه "لا يمكن نقل مبنى أو إخفاؤه". وقد تشمل الأهداف الثابتة الأخرى مدارج الطائرات لكنّها قد لا تتضمن آي منشآت تخزين بها أسلحة كيماوية. وقال محلل شؤون الدفاع انتوني كوردزمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إنّ ضرب أهداف ثابتة سيقلص الأصول الرئيسية للأسد التي "لا يمكن تعويضها بسهولة مثل منشآت القيادة والتحكم والمقرات الرئيسية". وأضاف "هذه أهداف دائمة". ومن غير الواضح حتى الآن متى ستوجه ضربة أمريكية لسوريا، لكن الأسد كان أمامه بالفعل متسع من الوقت للاستعداد. فالمسؤولون الأمريكيون بدأوا التحدث صراحة عن احتمال ضرب سوريا بعد قليل من الهجوم الكيماوي بالقرب من دمشق في 21 أغسطس. وحتى إذا وافق الكونجرس على القيام بعمل عسكري فإن التصويت النهائي لن يجرى على الأرجح قبل منتصف الأسبوع المقبل. وأقرّ مسؤول أمريكي آخر تحدث أيضًا شريطة عدم نشر اسمه بأنّّ التأجيل أضاف "تعقيدات" لجهود التخطيط. وقال إنّ هذا "ربما يغيّر مجموعة الأهداف. سنواصل تنقيح خيارات الأهداف وفقًا للأوضاع على الأرض".
وقالت المعارضة السورية التي تتخذ من اسطنبول مقرا إنّ الأسد نقل بالفعل بعض المعدات العسكرية والأفراد إلى مناطق مدنية، ووضع الجنود المشكوك في ولائهم له بمواقع عسكرية كدروع بشريّة في مواجهة الضربات الغربيّة. وأشارت إلى نقل مقذوفات وصواريخ سكود وقاذفات وكذلك جنود إلى مواقع من بينها مدارس ومنشآت جامعية ومبان حكومية داخل المدن. ويمكن أن يعوق هذا قدرة الولايات المتحدة على الوصول إلى بعض الأهداف. وقال رئيس الأركان الأمريكي الجنرال مارتن ديمبسي أمام الكونجرس إنّ أوباما أمر الجيش بوضع خطط تحد من الأضرار الجانبية على المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال للمشرعين "إنّهم يحركون موارد وفي بعض الحالات يضعون سجناء وآخرين في أماكن يعتقدون أننا ربما نستهدفها. ومخابراتنا تعمل حاليًا على متابعة تلك التحركات". وأصبحت مسألة ما إذا كان فقد عنصر المفاجأة سيشكل فارقًا على الصعيد العسكري مثار خلاف في النقاش المتعلق بدعم الكونجرس لخطة أوباما. وقال السيناتور جون مكين أحد الجمهوريين الذين دفعوا بقوة باتجاه عمل عسكري في سوريا هذا الأسبوع إنه "صدم" عندما قال أوباما إنّ الجيش أبلغه بأن الهجوم سيظل مؤثرًا إذا تمّ شنّه في غضون شهر. وقال مكين في الكونجرس "عندما تقول للعدو إنك ستهاجم فمن الواضح إنّه سيختفي ويجعل الأمر أصعب". وتقول إدارة أوباما أنّ الهجوم المزمع هدفه ضربة محدودة يكون لها أثر قوي لردع الأسد عن استخدام الأسلحة الكيماوية في المستقبل وتحد من قدرته أيضا على ذلك. لكن إدارة أوباما قالت إن أي هجوم لن يهدف إلى الإطاحة بالأسد أو تغيير اتجاه الحرب الأهلية في سوريا لصالح المعارضة. وقال ديمبسي إنّ الأهداف الأمريكية تشمل ضرب أهداف تتصل مباشرة بقدرة الجيش السوري على استخدام الأسلحة الكيماوية وكذلك الصواريخ والقذائف التي تحملها. وقال إنّ الدفاعات الجوية التي يمكن أن تستخدم في حماية مواقع الأسلحة الكيماوية هي أيضا أهداف محتملة. وقال ديمبسي للمشرعين "هذه الحزمة من الأهداف لا تزال تخضع للتنقيح". ورغم هذا الهدف المعلن لردع الأسد فإنّ الجيش الأمريكي لا يمكن أن يضمن أنّ ضرباته ستمنع الأسد من استخدام أسلحة كيماوية في المستقبل. وحتى هدف تقليص قدرات الأسد غير واضح. فالولايات المتحدة لم تورد هدفا واضحا لمدى الضرر الذي ينبغي إلحاقه بهذه القدرات.