سعود البلوشي: المشرف هو عين الوزارة التي ترقب وعقلها المدبر ويدها التي تسيير بها العملية التعليمية نحو الرقي والتطوير
- الوزارة تسعى جادة لتمكين دور المشرف في قضايا تنقلات المعلمين والمشاركة في تقويم أدائهم الوظيفي
- خطة الإنماء المهني للمعلمين لابد أن يكون منبعها المشرف لمعرفته التامة بمستويات أداء المعلمين واحتياجاتهم التدريبية
- هناك نحو 1000 موظف في إجازة دراسية ولا ندخر جهدا في ابتعاث الموظفين للدراسات العليا
*عبد الله الفوري: البرنامج متطلب أساسي لتثبيت المشرف التربوي في الوظيفة الإشرافية
مسقط - ميا السيابية
تصوير/ إبراهيم القاسمي
رعى سعادة سعود بن سالم البلوشي وكيل وزارة التربية والتعليم للتخطيط التربوي وتنمية الموارد البشرية صباح يوم الخميس الماضي حفل اختتام برنامج تدريب المشرفين الجدد للعام الدراسي 2013/2014 بفندق انتركونتيننتال. مسقط بالقرم والذي نظمته الوزارة ممثلة بالمديرية العامة لتنمية الموارد البشرية في الفترة من 25/8/ إلى 5/9/2013، واستهدف 230 من المشرفين الإداريين والتربويين الجدد المشاركين في البرنامج من مختلف المحافظات التعليمية.
وأكد سعادة سعود بن سالم البلوشي وكيل الوزارة للتخطيط التربوي وتنمية الموارد البشرية أهمية العمل الإشرافي، ووصفه بأنّه عين الوزارة التي ترقب وعقلها المدبر ويدها التي تسيير بها العملية التعليمية نحو الرقي والتطوير. وبيّن أن الوزارة تسعى جادة لتمكين دور المشرف في قضايا تنقلات المعلمين والمشاركة في تقويم أدائهم الوظيفي، مشيرة إلى أنّ خطة الإنماء المهني للمعلمين لابد أن يكون منبعها المشرف لمعرفته التامة بمستويات أداء المعلمين واحتياجاتهم التدريبية.
نواة لإعداد المشرف
وفي ختام الحفل أكد عبد الله بن علي الفوري المدير العام المساعد لتطوير الأداء المدرسي والإشراف التربوي بالمديرية،أهمية البرنامج الحالي بالنسبة للمتدربين وآلية تقييمهم، وقال إنّ البرنامج عبارة عن إثراء لكفايات المتدربين والمتقدمين لشغل وظيفة المشرف التربوي، والمشرف الإداري، ومشرف تقويم أداء مدرسي، حيث يعد البرنامج فاتحة لهم لممارسة مهامهم الإشرافية مع بداية العام الدراسي2013/2014م ، حيث تنوع البرنامج التدريبي بين الجانب النظري والعملي، مع تقديم العديد من تجارب المشرفين السابقين في مجال تطوير العمل الإشرافي، حيث قدم البرنامج ما يربو عن 35 ورقة عمل من قبل مختصين من داخل السلطنة وخارجها، إلى جانب عدد من المشرفين الأوائل من ديوان عام الوزارة والمحافظات التعليمية. وأضاف: يعد هذا البرنامج نواة لإعداد المشرف التربوي لممارسة مهامه، بعده سيتم رفده إلى الحقل التربوي، كما سيتبع هذا البرنامج أسبوع آخر في شهر نوفمبر القادم للوقوف على ما اكتسبه المشرف من مهارات وكفايات في الحقل التربوي؛ لإعداد أوراق بحثية إزاء الظواهر والتحديات التي قد يواجها فيه، كما يعد هذا البرنامج باكورة لإعداد المشرف التربوي ومتطلباَ أساسياً لتثبيته فيما بعد في الوظيفة الإشرافية".
وتطرق الفوري إلى آليات تقييم المشرف المستجد في هذا البرنامج قائلاً: يتم تقييم المشرف المستجد عبر ثلاث آليات: الآلية الأولى من خلال حضوره للبرنامج التدريبي والذي مدته أسبوعين ومشاركاته وتفاعله مع المدربين، وتأتي الآلية الثانية من خلال تقييم الأوراق البحثية التي سيقدمها عند انخراطه في الحقل التربوي، بينما الآلية الثالثة فستكون بتقييمه في نهاية كل فصل دراسي خلال العام، وعلى إثر هذه الآليات الثلاث سيتم تثبيت المجيد منهم في الوظيفة، أو إعطاؤه فرصة أخرى للعام القادم، وتقديم الدعم الفني له ليزود من المهارات والكفايات، وفي حالة تراجعه وعدم تحقيقه للمطلوب منه في هذا الجانب سيتم إرجاعه إلى وظيفته السابقة".
رحلة في تطوير الذات
وتضمن برنامج حفل الختام تقديم ورقة عمل بعنوان: "رحلة في تطوير الذات" قدمها حمد بن سليمان المعولي مشرف أول تربية إسلامية ومكلف برئاسة قسم التربية الإسلامية بدائرة الإشراف التربوي بالمديرية، تطرق فيها إلى الأهداف قائلاً : "تسعى هذه الورقة إلى بث روح الإيجابية والتفاؤل والعطاء والإخلاص في العمل لدى المتدربين، وإكسابهم مهارات التعامل مع مختلف المواقف في الحياة بشكل عام، وفي العمل بشكل خاص، بالإضافة إلى إكسابهم القدرة على التخطيط لتطوير الذات وتنمية القدرات، وعوامل النجاح في الحياة من خلال الاستشهاد بنماذج قرآنية وتاريخية وواقعية؛ والتي من جانبها تزيد من دافعيتهم للعمل بهمة عالية وإيجابية"، عقب ذلك تمّ تقييم البرنامج التدريبي من قبل المتدربين من خلال استمارات والتي تضمنت تقييم أوراق العمل التي تمّ تقديمها خلال مدة إقامة البرنامج التدريبي، وتقييم المدربين، والجوانب التنظيمية في البرنامج.
لقاء حواري
واختتم سعادة سعود بن سالم البلوشي وكيل الوزارة للتخطيط التربوي وتنمية الموارد البشرية البرنامج التدريبي بلقاء حواري نقاشي توجيهي تبادل فيه أطراف الحديث مع المشرفين المستجدين بشأن التعليم بشكل عام والإشراف بشكل خاص، والذي من شأنه أن يصب في اتجاهات ورؤى وأفكار ترتقي بمستوى أداء الإشراف في مجالاته المختلفة، وطرح سعادته عدداً من التساؤلات، من بينها: من هل استطاع البرنامج التدريبي إحداث نقلة نوعية في معارف المشرفين ومهاراتهم تجاه هذه الوظيفة الإشرافية؟ ومن هو المشرف في المنظومة التعليمية.. وكيف نفهم دوره في إطارها.. وما أدواره الفعلية التي وضعتها له الوزارة.. وما أبرز التحديات التي تواجهه في مجال عمله في الحقل التربوي؟.
وبادر المشرفون المتدربون بالحديث عن مدى فاعلية البرنامج التدريبي من حيث إحداثه لنقلة نوعية في مهارتهم ومداركهم المعرفية في مجال الإشراف، حيث أشادوا بمحتوى البرنامج وبالمدربين الذين تميزوا بالكفاءة ومحاولة تقديم خبراتهم وتجاربهم الإشرافية لهم، إلى جانب التنظيم الجيد وتحديد الوقت المناسب للتدريب.
كما تحدث المشرفون المستجدون عن ماهية المشرف والدور الذي يقوم به في إطار المنظومة التعليمية، بالقول: إن المشرف لابد أن يكون قائدًا وإن من أدواره تحسين العملية التعليمية والارتقاء بمستوى العملية التعليمية ومستوى المعلمين من حيث تزويدهم بالمعارف والمهارات التي تؤدي بدورها إلى الارتقاء بمستوى الطلبة التحصيلي، إلا أننا كنا نطالب أثناء التدريب بخصوصية التخصص بحيث يكون لكل مجال من المجالات الإشرافية مدربون متخصصون،إلى جانب عدم كفاية مدة البرنامج لإحداث النقلة النوعية، مع تغليب الجانب النظري على الجانب العملي.
أبرز التحديات
وحدد المشرفون المستجدون أبرز التحديات التي تواجه المشرف في إطار عمله الإشرافي، من خلال طرح عدد من التساؤلات لسعادته، ومنها: ما مدى صلاحيات المشرف في اتخاذ القرارات الخاصة بتعديل المنهج، أو الاختبارات إذا ما حدثت فيهما أخطاء معرفية، إلى جانب توفير احتياجات المعلمين في المدارس؟ وبالنسبة لتقارير الأداء الوظيفي التي يضعها المشرف للمعلم وماجدواها وفائدتها ؟ حيث يتم ركنها في الرف دون أن ينظر فيها سواء كان المعلم مجيداً أم ضعيفاً في أدائه الوظيفي، فهي فقط مجرد أعباء تلقى على عاتق المشرف لا طائل ولاعائد منها ، بالإضافة إلى عدم توفير وتخصيص الأماكن الكافية للمشرفين في الدوائر التي يعملون فيها، أو المدارس المكلفين بالإشراف عليها بحيث يستطيعون القيام بالأدوار المناطة بهم، وهل يتم ترشيح مشرفي تقويم الأداء المدرسي لاستكمال دراساتهم العليا دون غيرهم من المشرفين؟
وطالب المشرفون أيضًا بضرورة وضع قوانين صارمة من قبل الوزارة لتعيين المعلمين في المدارس الخاصة، حيث إن الهيئة التدريسية فيها غير مستقرة، فبمجرد الانتهاء من تدريب المعلم وتمكينه من المادة العلمية ما يلبث أن يتم تغييره، بالإضافة إلى مؤهلات هؤلاء المعلمين العلمية حيث إنهم غير متخصصين في المواد العلمية التي يقومون بتدريسها، وذلك لسد الفراغ والعجز في المدرسة فحسب.
كما تقدم المشرفون بالسؤال الأهم لسعادته: بعد انقضاء مدة تدريب المعلمين المنتدبين للمشاركة في البرنامج التدريبي الحالي للقيام فيما بعد التدريب بمهام الوظائف الإشرافية، هل ستتم إعادتهم إلى وظائفهم السابقة كمعلمين؟ أم يتم رفدهم بشكل مباشر والالتحاق بالوظائف الجديدة؟
دور أساسي للمشرف
وعقب سعادة سعود البلوشي على تساؤلات المشرفين والتي تمس صميم عملهم وأثنى عليهم، بقوله: نحن نعلم أن الفرص التي تتيحها الوزارة للمعلمين توجد بشكل سنوي ــ سواء كان في مجال الإشراف أو الإدارة المدرسية ــ ، حيث يهمنا أن يكون كل من هو راغب في العمل بقطاع الإشراف على قناعة بهذه الوظيفة. وتابع سعادته: نأمل أن يكون البرنامج قد حقق الأهداف الموضوعة له، وذلك من خلال الإتيان بمدربين من خارج الوزارة والتركيز على الجانب التحفيزي لإيجاد صلح بين الموظف ووظيفته الإشرافية، وتوضيح مدى أهميتها، فالمشرف والعمل الإشرافي هو عين الوزارة حيث إن المشرف هو الذي يراقب المناهج والتقويم ويراقب إستراتيجيات التعلم والأنشطة والمعلم والطالب، وعقلها من حيث التدبر في مدى جدية وجدوى إستراتيجيات التعليم التي قامت بها الوزارة والتي تطبق في المدارس، ويدها من حيث تنبيه الوزارة في حال فشل تطبيق هذه الإستراتيجيات في المدارس والتراجع عنها، لذا كان لابد للتقارير الوصفية والدقيقة التي يضعها المشرف في مجاله الإشرافي أن تلاقي صدى وتؤخذ بعين الاعتبار. ومن هذا المنطلق أكد سعادته بقوله: "المديرية العامة لتنمية الموارد البشرية بالوزارة تسعى جادة لتمكين دور المشرف في قضايا تنقلات المعلمين في المدارس، والمشاركة في تقويم أدائهم الوظيفي، والقضايا الخاصة بترقيهم بالإضافة إلى إرسالهم لدورات تدريبية".
واستطرد سعادته :"كما تمّ التركيز أيضاً على الجانب الأكاديمي لكل من المعلم والمشرف، بحيث يكون كل منهما ملماً بكل شاردة وواردة في الجانب العلمي لتخصصه، وكذلك التركيز على نظام تقويم أداء الطالب حيث تم عقد لقاءات تربوية على مستوى المدارس والمحافظات التعليمية ومستوى الوزارة، وركزنا في البحث عن متخصصين في إعادة تدريبهم على التقويم التكويني المستمر،وتدريبهم على كيفية صياغة مفردة اختبارية دقيقة".وأضاف سعادته: "لذا سعينا على مستوى العالم لإيجاد هؤلاء المختصين في هذا الجانب لإعداد برنامج سننتهي من إعداده خلال الشهرين القادمين حول المهارات الأساسية لكيفية صياغة أدوات التقويم الختامي أو المستمر، والذي سيتم تدريب كل من المعلمين والمعلمين الأوائل والمشرفين عليه، لأنه من الملاحظ في هذا الجانب من خلال تحليل نتائج اختبارات الطلاب في الصفوف 5-10 والذين يقومون بحل الامتحانات التي يقدمها المعلم تظهر النتائج جيدة ويحصل الطالب على أعلى الدرجات بينما إذا ما تمّ اختباره على مستوى الوزارة أو السلطنة أو المركز فإنّ النتائج تكون متدنية، فأين يكمن الخلل؟ فكان لابد من إيجاد الحلول الناجعة لهذه المشكلة وذلك من خلال تدريب الوزارة والمشرف والمعلمين على مهارة صياغة أدوات التقويم التكويني والمستمر".
منبع الإنماء المهني
وتطرق سعادته إلى أبرز التحديات التي تم رصدها ومحاولة التصدي لها وهي الضعف القرائي والكتابي لدى الطلبة في الصفوف(5-12) والارتقاء بالتحصيل الدراسي لديهم، وذلك من خلال تدريب المعلمين من قبل هؤلاء المشرفين. وتابع مؤكداً أن خطة الإنماء المهني للمعلمين التي تقام على مستوى الوزارة أو المدرسة لابد أن يكون منبعها من المشرف لمعرفته التامة بمستويات أداء المعلمين، واحتياجاتهم التدريبية، وآلية تنفيذه سواء كانت على مستوى المدرسة أو الوزارة، لذا لابد من المشرف أن يطور من نفسه ولا يكتفي بما اكتسبه في هذا البرنامج التدريبي، بحيث يكون متمكناً من الناحية العلمية، لذا ندعو كل من كانت لديه الرغبة في التطوير والبحث في كل ما هو جديد في العمل التربوي ومد يد العون له من خلال اتفاقية أبرمت بين المديرية العامة لتنمية الموارد البشرية وبعض الشركات من خلال مواقع يتم فيها تزويد كل من المعلمين والمشرفين بالكتب الخاصة بالقضايا التربوية وما يستجد فيه، وملخصاتها والقيام بترجمتها إلى اللغة العربية.
الدراسات العليا
كما تطرق سعادته للرد على موضوع الدراسات العليا، بقوله: وزارة التربية والتعليم هي الوزارة الوحيدة التي تمكن أعداد كبيرة من موظفيها سنويًا للالتحاق بالجامعات المختلفة :كجامعة السلطان قابوس، أو الجامعات الخارجية ــ سواء كان على مستوى دراسات الدبلوم أو البكالوريوس، أو الماجستير، أو الدكتوراه، فبين أن 950-1000موظف غير موجودين في مقاعدهم الوظيفية، سنويًا فهم في إجازات دراسية، بمعنى نحن لا نشح في رفد الموظفين للدراسات العليا، مهما كان نوع الوظائف التي يشغلونها.
وأوضح سعادته في ختام حواره أنه بالنسبة للمعلمين المنتدبين من المحافظات التعليمية للمشاركة في البرنامج التدريبي الحالي للقيام بالمهام الإشرافية فيما بعد التدريب، فعليهم العودة إلى مهامهم الوظيفية السابقة إلى حين صدور قرار نقلهم إلى الوظائف الإشرافية، داعياً الجميع إلى بذل قصارى جهدهم في التطوير والارتقاء بمستوى أدائهم الوظيفي ــ لاسيما أنهم في طور التجريب ولم يتم تثبيتهم في الوظائف الجديدة، والعمل الدؤوب من أجل الارتقاء بالعملية التعليمية ومستوى المعلمين والنهوض بالمستوى التحصيلي للطلبة في مختلف مراحلهم التعليمية .
وفي ختام الحفل ألقى أحمد بن خميس الكندي مشرف مجال أول بتعليمية محافظة شمال الباطنة قصيدة بعنوان:"قيادة وريادة".
شكر وتقدير
كما عبر المشاركون من المشرفين المستجدين عن مدى شكرهم لسعادته، وارتياحهم لما قدمه من توضيح لكل ما هو مبهم وغامض في مجال وظائفهم الإشرافية مقدرين له اهتمامه، ورحابة صدره وتقبله وتجاوبه معهم، فقال سعيد بن سالم المجيني مشرف أحياء بتعليمية محافظة جنوب الشرقية: نشكر سعادة الوكيل سعود البلوشي على اهتمامه الكبير وتقديم التوجيهات الهادفة لنا، كوننا مقبلين على مهمة عظيمة وهي الارتقاء بالتعليم والمعلم والطالب، وشاطرته الرأي هبة بنت فريش البوسعيدية مشرفة تربية خاصة بتعليمية محافظة مسقط، قائلة: نقدر لسعادة الوكيل اهتمامه بالمشرفين والعمل الإشرافي، فأنا أؤيد قول سعادته بأنّ المشرف هو عين وعقل ويد الوزارة، فالمهمة التي تنتظرنا خطيرة ولابد أن نكون محط ثقة ونكون قدر المسؤولية الملقاة على عاتقنا.