اختُتمت بالأمس فعاليات مهرجان صلالة السياحي 2013، تحت شعار"عُمان عطاء ووفاء"، بعد حوالي شهر من البرامج والأنشطة المتنوعة، والتي نجحت هذا العام في اجتذاب المزيد من الزوار الذين ناهز عددهم نصف مليون زائر لمحافظة ظفار خلال موسم الخريف.
ولقد تضافرت جملة من الأسباب لتحقيق هذا النجاح، أولها العمل الجماعي الذي كان شعارًا رفعه القائمون على المهرجان، وطبقوه فعليًا على أرض الواقع، حيث تحوّلت محافظة ظفار إلى ما يشبه خلية النحل، وانخرط المسؤولون بالمحافظة والبلدية في حركة دائبة لخدمة الزوار وتوفير كل ما من شأنه جعل زيارتهم للمحافظة تجربة لا تنسى، لتتكامل الخدمات مع الأجواء الخريفية الجميلة التي تنعم بها المحافظة خلال هذا الموسم.
كما كان لتعدد وتنوع فعاليات المهرجان، واشتماله على ملامح من كافة أنحاء السلطنة من خلال مسابقة الولايات، أكبر الأثر في نجاحه، وتثبيت أقدامه كأحد أهم الفعاليات السياحية على المستوى الخليجي.
ولا ننسى الجانب التنظيمي المبهر الذي اتسمت به الفعاليات في جميع مواقع إقامتها، مما أتاح للزوار الاستمتاع بها والتفاعل معها في مشهد لا يتكرر في أي من المهرجانات السياحية المعتادة، الأمر الذي يضفي على المهرجان ألقا وحيوية.
وتؤشر الإحصاءات المعلنة عن إعداد الزوار إلى حجم النجاح الذي حققه الموسم على صعيد استقطاب المزيد من الزوار، وبزيادة تقدر بأكثر من عشرين بالمائة، في انعكاس عملي على تنامي الإقبال على خريف ظفار عامًا بعد آخر.. ويتوجّب توظيف هذا النجاح في البدء للتخطيط المستقبلي للمهرجان ومنذ الآن، بدءًا من الترويج للإمكانيّات السياحيّة التي تزخر بها محافظة ظفار، وصولا إلى وضع خارطة للفعاليات تتضمن المزيد من التنوع. كما ينبغي توظيف نجاح موسم خريف هذا العام، في تجويد الأداء خلال المهرجانات المقبلة، من خلال تفادي السلبيات، والعمل على تعزيز الإيجابيّات لتدعيم مكانة ظفار وجهة سياحية فريدة في نوعها.