- حريصون على التطوير المستمر لبرامج الجامعة الأكاديمية بما يتواكب مع مستجدات العصر
- التحاقكم بهذا الصرح العلمي يعد انتقالاً إلى مرحلة جديدة من مراحل حياتكم العلمية
-على الطلاب المثابرة والاجتهاد للاستفادة من البرنامج التأسيسي
مسقط - الرؤية
حثّ سعادة الدكتور علي بن سعود البيماني رئيس جامعة السلطان قابوس الطلاب الجدد على الجد والمثابرة والتحصيل العلمي والاستفادة من الخدمات التي تقدمها الجامعة وكذلك الوسائل التعليمية والمعرفية، جاء ذلك خلال اللقاء المفتوح الذي جرى مساء أمس الأحد في المسرح المفتوح بالجامعة ويأتي هذا اللقاء ضمن فعاليات اليوم الأول من البرنامج التعريفي الذي تنظمه الجامعة للطلاب الجدد من طلاب الدفعة الثامنة والعشرين والذي انطلق أمس ويستمر لغاية الخامس عشر من هذا الشهر.
وأكد سعادته خلال اللقاء على الحرص على تحصيل العلم وقال: إنّ التحاقكم بهذا الصرح العلمي يعد انتقالاً إلى مرحلة جديدة من مراحل حياتكم العلمية، تلتقون فيها زملاءكم الذين قدموا من أماكن متفرقة، كل له عاداته وتقاليده، فعليكم أن تحرصوا كل الحرص على أن يكون التعامل بينكم بكل إخاء ومودة، واحترام رأي الطرف الآخر حتى ولو كان مخالفًا لرأيكم، باعتباره وجهة نظر تمثل قائلها.
وتحدث سعادته فقال: بدخولكم الحياة الجامعية أصبحتم في مقام المسؤولية والاعتماد على الذات، ولأننا نضع ثقتنا فيكم وفي بيئاتكم الطيبة التي قدمتم منها، ولأجل رعاية مصالحكم وحياتكم الجامعية، فقد سنت الجامعة أنظمة وقوانين تتصل بمختلف جوانب الحياة الجامعية، سواء الأكاديمية أو الأخلاقية أو الاجتماعية أو غير ذلك.
فالتزموا بالأخلاق الحميدة والأعراف الطيبة التي نشأتم عليها، لتكونوا عند حسن ظننا وظن أهاليكم الذين علقوا عليكم الآمال العظام بعد قبولكم في الجامعة.
وأضاف: ومما يجب الانتباه له والتنبيه عليه أنّ الطالب الذي يحافظ على ممتلكات الجامعة فهو كمن يحافظ على ممتلكاته الشخصية، فالجامعة لم تؤسس إلا لكم.
وتابع سعادته مخاطباً الطلاب الجدد: وكذلك حفاظكم على بيئتكم المحيطة بكم، فإنّ الله - عزّ وجلّ- سخّر هذه البيئة الغنية لنا، فعلينا جميعاً أن نقوم بالدور المنوط بنا تجاهها من المحافظة عليها، والسعي إلى تنميتها وتعميرها بما هو مفيد لها ولنا.
وأكد سعادة الدكتور رئيس الجامعة على أنّ الجامعة تحرص على التطوير المستمر لبرامجها الأكاديمية بما يتواكب مع مستجدات الحياة المعاصرة، وقال: ومن بين البرامج المطبقة حديثاً في الجامعة البرنامج التأسيسي الذي بدأ تطبيقه في الجامعة منذ ثلاثة أعوام، ويشتمل على أربعة مواد أساسية: اللغة الإنجليزية والرياضيات والحاسب الآلي ومهارات التعليم العام. وأشار سعادته إلى أنّ المدة القصوى لاجتياز البرنامج التأسيسي حددت بسنتين، فينبغي للطالب أن يجتهد ليستفيد من هذا البرنامج للمرحلة القادمة. محذرًا من الرسوب في مقررات هذا البرنامج، والتقاعس والاسترخاء عن الدراسة في السنة الأولى؛ معتبرًا أن ذلك سيسبب للطلاب الجدد شعورًا بالملل في السنة الثانية من البرنامج، وقد يؤدي بهم إلى الرسوب فيه والمطالبة بالانسحاب من الجامعة.
وقال البيماني: إنّ من الأمور التي تشكل على الطلبة كثيراً، عدم علمهم بأنّ هناك شروطًا ومتطلبات عليهم استيفائها للانتقال من كلية إلى أخرى في الجامعة.
وأضاف سعادته: كذلك يجب التنبه إلى أنّ الدراسة في الجامعة تسير وفق نظام الساعات المعتمدة، وهو نظام يرتكز على وعي الطالب وقدرته على تحمل المسؤولية، والتزامه بواجباته الأكاديمية، كما يرتكز على التوجيه والإرشاد الأكاديمي، فلابد من أن يكون الطالب على دراية تامة بهذا النظام وطرق التعامل معه، والتي من بينها التواصل مع المشرفين الأكاديميين؛ لاسيما في اختيار مقررات الفصول الدراسية قبل تسجيلها، واختيار التخصصات. ونحن على يقين أنكم ستجدون كل الترحيب منهم.
الاستفادة من خدمات الجامعة
وحثّ سعادته الطلاب على الاستفادة من الخدمات التي تقدمها لهم الجامعة فقال: لقد أتاحت لكم الجامعة فرص تطوير الذات بما ينسجم مع شخصية الطالب الجامعي، من مكتبات ومختبرات وأنشطة طلابية وفعاليات مختلفة تهتم بتكوين الجوانب الدينية والثقافية والفنية والرياضية والترفيهية، وبناء القدرات والمهارات اللاصفية التي تسهم في صقل شخصية الطالب، حري بكم أن تستغلوا وجودها لتسهم في تكوين ذواتكم. وهناك العمل التطوعي الذي يتمثل في تقديم المبادرات لخدمة المجتمع والبيئة والمجال العلمي، مما فيه خدمة للطالب نفسه، وللمجتمع المحيط به.
ودعا سعادته الطلاب إلى حسن استخدام الشبكة العالمية (الإنترنت) في حياتهم الجامعية، بما يفيد جوانب دراستهم والبحث العلمي وتنمية معارفهم وخبراتهم، بعيدًا عن تضييع الأوقات في ما لا طائل من ورائه.
وقال سعادته:هاأنتم اليوم تجنون ثمار غرسكم طيلة تلك السنوات الماضية، فحمدًا لله الذي وفق أبناءكم للجلوس في هذه المقاعد الجامعية، فشكري وتقديري لكم على حرصكم وعنايتكم، وأسال الله – جلّت قدرته- أن يمدكم بالصحة والعافية حتى تروا أبناءكم مشاعل نور لهذا الوطن بعد تخرجهم بإذن الله. وأرى أنّه من المهم حقاً أن أنبه إلى أنّه رغم ثقتكم وثقتنا في هؤلاء الأبناء، إلا أنّه لابد من متابعة أمور دراستهم وحياتهم الجامعية، ومعرفة تقديراتهم الدراسية بعد اجتياز كل فصل دراسي؛ فإنّ حرصكم على متابعة سير دراستهم يدفعهم إلى الاهتمام ومضاعفة الاجتهاد.
وأضاف سعادته: من خلال معايشتنا لأوضاع الطلاب والطالبات على حد سواء؛ فإنّ من أهم المشكلات التي تواجههم في دراستهم وقوع بعضهم في الملاحظة الأكاديمية، والتي نعني بها تدني مستوى الطالب عن المعدل المحدد.
التحذير من "الملاحظة الأكاديمية"
وحذر سعادته الطلاب من نقطة الملاحظة الأكاديمية فقال إن الوقوع في الملاحظة الأكاديمية لثلاثة فصول دراسية وعدم القدرة على الخروج منها يؤدي إلى إلزام الطالب بالانسحاب من الجامعة نهائياً، وهذا ما لا نرضاه، ولا نريد أن نطبقه على أحد، ولكنّ الطالب في العادة لا يصل إلى هذا المستوى إلا إذا كان مفرطاً في أمر دراسته، غير مبال بها، فلا يمكن حينها التساهل معه أبداً، إذ سيخسر سنوات دراسته التي أمضاها في الجامعة.
ولذلك فإننا ندعوكم- أولياء الأمور الكرام- إلى متابعة دراسة أبنائكم الطلاب والطالبات، وكذلك متابعة أحوالهم الاجتماعية في السكنات الخارجية بالنسبة للطلاب، وفي السكنات الداخلية بالنسبة للطالبات.
إننا إذ نلتقي بكم في بداية التحاقكم بالجامعة في هذا المكان من الحرم الجامعي، لنرجو أن نلتقي بكم في حفل تخرجكم، وقد أنهيتم دراستكم واجتزتم درجة البكالوريوس بتفوق وتميز، كما نود أن نرى بصماتكم البارزة في الجامعة من خلال إبداعاتكم ومشاركتكم المحلية والإقليمية والعالمية في المجالات العلمية والأكاديمية والبحثية وغيرها؛ لتضيفوا إنجازات أخرى على إنجازات الجامعة المتواصلة.
واختتم سعادته كلمته قائلاً: نأمل منكم الكثير، وأنتم قادرون على ذلك، فشمروا عن قدراتكم وطاقاتكم ومهاراتكم منذ البداية، وكونوا عند مستوى الآمال التي يعقدها عليكم صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه, ويعلقها هذا الوطن على جدكم واجتهادكم.
الحلم الجميل
وتضمن اللقاء كلمة للدكتور بدر بن هلال العلوي عميد شؤون الطلبة رحّب فيها بالطلاب الجدد وهنأهم بتفوقهم في الدبلوم العام والتحاقهم بجامعة السلطان قابوس ليكونوا ضمن أفواجها المتتابعة التي تشق عباب بحر العلم، وتبحر بكل ثقة واقتدار في خضم المعارف والفكر والثقافة لترسو آمنة مطمئنة في بر التفوق والنجاح.
وأضاف: إنّ جامعة السلطان قابوس، مثلما كانت حلماً جميلاً لكم كانت حلماً أجمل لعدد كبير من زملائكم وزميلاتكم من خريجي هذه الدفعة من شهادة الدبلوم العام وبتوفيق من الله وبجد واجتهاد منكم كان لكم شرف القبول فيها من بينهم جميعًا ومما لا شك فيه أنّ هذا القبول في هذه الجامعة لم يكن ضربة حظ أو خبط عشواء وإنّما كان أياما من الجهد والمثابرة وليالي من السهر تخللته مراحل طويلة وكبيرة من الإعداد والاستعداد من تنظيم للوقت وترتيب للأولويات وبحث للمعلومة من مصادرها المتاحة والمداومة على القراءة والدرس والتلخيص والمراجعة المستمرة لكل ما تمّت دراسته وعدم تفويت فرص الاستفادة من المعلمين والمعلمات في المدرسة والاطلاع ما أمكن على بعض المصادر والمراجع ذات الصلة بموضوع الدرس في الكتاب المدرسي.
وأضاف:ها أنتم اليوم تجنون ثمن كل ذلك الجد والاجتهاد والمثابرة وها أنتم تضعون الخطوة الأولى على درب الإجادة العلمية في دراستكم الجامعية بقبولكم في هذه الجامعة.. جامعة السلطان قابوس التي لا يدخلها إلا المتفوقون ولا يتفوق فيها إلا المبدعون المجيدون.
وأكد الدكتور بدر العلوي : لقد التقيتم هنا جميعاً من أماكن متباعدة جغرافيا فيما بينها من محافظات وولايات وقرى وأحياء عُماننا الغالية .. التقيتم هنا في مكان واحد ... في رمز علمي وطني شامخ .. التقيتم هنا بقلب واحد ينبض بالحب والتآلف فيما بينكم ويضم الاحترام والتقدير لكم ولغيركم .. التقيتم هنا لهدف واحد لا حياد عنه وهو الاغتراف من الروافد الرحبة المنسابة في هذه الجامعة المتدفقة بالفكر والثقافة والنابعة بالعلم والمعرفة ..
وأضاف العلوي : وهذا الهدف هو بلا شك الهدف الأول والرئيس لكم منذ اللحظة التي تم فيها قبولكم في هذا الصرح العلمي الشامخ . ومما لا جدال فيه أن تحقيق هذا الهدف لم يأتي جزافاً بل يحتاج لخطة علمية ممنهجة تعتمد على تفكير متطور في التعامل مع المعطيات والمستجدات على الخريطة الدراسية الجديدة التي لم تعد القاعة الدراسية والمدرس والوسائل التعليمية هي المحرك الأساسي لها والمحدد الرئيسي لمسارها وإنما أصبح هناك الكثير من الأسس والدعائم الأكثر أهمية وتأثيرا في العملية التعليمية وتعد الثورة التقنية الحديثة بكل ما تضخه لنا من جديد وتجدد في العلوم والمعارف ليس في كل يوم فحسب بل في كل ساعة تمر علينا هي صاحبة اليد الطولى ليس في العملية التعليمية فقط لكن في كل ما يتصل بأساليب حياتنا وطرق عيشنا وفي الوقت ذاته الذي نؤمن فيه بأهمية هذه الطفرة الهائلة من التقنية ومدى حاجتنا إليها واستفادتنا منها فإننا يجب ألا نسلم لها القياد التام لعقولنا وأفكارنا ومداركنا حتى لا تأخذنا أخذا بعيدا لا نستطيع فيه التفريق بين سلبياتها وإيجابياتها أبيضها وأسودها غثها وسمينها . يجب أن نتعامل بشيء من الحذر والتروي والتريث قبل أن نضغط على أي زر من أزرارها وقبل أن نسلك أي مسلك من مسالكها المتشعبة والمتداخلة حتى نضمن بعون الله الطريق السليم والمنهج الصائب الذي تحمد عاقبته وتسعد نهايته.
تجارب الخريجين المتفوقين
بعدها تمّ عرض تجربتي خريج وخريجة للطلاب الجدد.
حيث استعرضت الطالبة مارية بنت سعيد المعولية من كلية التربية تجربتها الدراسية ومسيرتها مع التفوق في الجامعة، كما قدم الطالب كميت بن محمد اللواتي من كلية الطب والعلوم الصحية تجربته في الكلية والأنشطة والبرامج التي استفاد منها. بعدها تم تقديم كبار المسؤولين بالجامعة، ثم جرى إلقاء كلمة الطلاب الجدد .
وقد التقى الطلاب الجدد صباح أمس مع ممثلي عمادة القبول والتسجيل وعمادة شؤون الطلبة، ومركز اللغات، وإدارة البرنامج التأسيسي، وتم خلال اللقاء تقديم نبذة شاملة للطلاب عن الحياة الأكاديمية، والخدمات التي تقدمها الجامعة، بالإضافة إلى نظام التسجيل للمقررات، ونظام الامتحانات والدراسة، ويتواصل البرنامج التعريفي بإقامة اختبارات الحاسب الآلي للطلاب الجدد، وسيتم الإعلان عن نتائج الاختبارات في كل مقررات المرحلة التأسيسية، حيث يلتحق الطلاب الجدد بهذا البرنامج اعتبارا من يوم 22 من الشهر الحالي موعد بدء الدراسة في العام الجامعي الجديد.