الرؤية- محمد قنات
النجاح هدف يسعى الجميع لبلوغه، وهناك من يمتلكون قوة الإرادة التي تدفعهم إلى تحقيق أحلامهم ونجاحاتهم.. ولو بعد حين، ولا يستسلمون للفشل ويظلون يعيدون التجربة إلى أن يصلوا إلى ما يتمنونه، والبعض الآخر يستسلم من أول محاولة فاشلة ويصاب باليأس وتقل عنده عزيمة مواصلة المشوار، فيقدم تنازلات عن تحقيق أهدافه ويصبح الحلم بالنسبة إليه غاية صعبة المنال، على عكس أولئك الذين يكافحون ويثابرون من أجل تحقيق الحلم الذي يضعه بمثابة تحد بالنسبة له.
تقول أميرة عزيز عبد الله الحارثي إنّها ومنذ الصغر كانت تحلم بأن تصير ذات يوم طبيبة أسنان ذائعة الصيت، لكن الحلم أخذ يتقلص رويدًا رويدًا، عندما اكتشفت والدتها ما تمتلكه من اهتمامات هندسيّة تظهر في ترتيب المنزل وهندسة محتوياته. وتضيف الحارثية أنّ بين الحلمين، كان يراودها حلم آخر في أن تصبح مدرسة للغة الإنجليزيّة، والتي أجادتها في وقت مبكّر. وتشير إلى أنّها بعد الانتهاء من دراسة الثانوية آثرت الالتحاق بالكليّة التقنيّة العليا لدراسة الهندسة؛ حيث تخصصت في هندسة الحاسب الآلي، وقد اختارت هذا التخصص بعد العام التمهيدي، ما يعكس صحة الاختيار. وأضافت أنّها اختارت التخصص في هندسة الحاسب الآلي باعتبار أنّه التخصص الأقرب إلى شخصيتها، والتي كانت توليه اهتمامًا واضحًا في حياتها، وكانت تجلس أمام الحاسب الآلي لساعات بغيّة التعرّف عليه أكثر. وأوضحت أنّ عالم التكنولوجيا متجدد، وقابل للتحديث في أي وقت، مما يدفع المهتمين بهذا المجال إلى البحث عن المزيد دائما. وتقول إنّها تسعى إلى خدمة وطنها من أي موقع، سواء في تخصصها أو أي موقع آخر، مثل الأعمال الخيرية والتطوعيّة، التي قالت إنّها تجد نفسها فيها كثيرًا.
وفيما يتعلق بالابتكارات، قالت إنّها تفكر كثيرًا في هذا الأمر، وذكرت أنّها داخل الكليّة التقنية منضمة إلى جماعة "هندسة الحاسب الآلي"، وهي مجموعة أكاديمية يكون أعضاؤها من نفس التخصص، وتقوم المجموعة بأنشطة أكاديمية وتقدمها للطلاب. وأضافت أنّها كانت عضوًا فعالا إلى أن تدرجت وأصبحت نائبًا لرئيس الجماعة ومن ثمّ رئيسًا للجماعة الآن.
واعتبرت الحارثيّة هذه المهمة بداية لتقديم كل ما هو مفيد بالنسبة للمجمتع في المستقبل، موضحة أنّها لم تكتفِ بهذه الأمور وحسب، بل دخلت مجال العمل التطوعي عقب انضمامها لجماعة شباب بلاحدود. وزادت أنّها شاركت في فعاليات "أيام الحواضر والبوادى"، مؤخرًا، كمسؤولة عن ركن الاختراعات والابتكارات، وهو ما مثّلَ لها إضافة حقيقيّة وزاد من معرفتها وفتح لها مجالا اجتماعيًا بلقائها بعدد من المبتكرين في المجالات المتعددة إلى جانب تعرّفها على مبدعين، وأنّ اختيارها في المشاركة في أيام الحواضر والبوادي يعود إلى كونها عضوا في جماعة هندسة الحاسب الآلي الأكاديميّة، حيث تمّ ترشيحها للجنة، وتمت الموافقة على مشاركتها. وقالت إنّها استفادت كثيرًا من هذه الفعاليّة، وأضافت أنّها تعرّفت على مخترعين من مختلف مناطق السلطنة، واستفادت من خبراتهم.
ودعت أميرة الشباب إلى ضرورة أن يكونوا مبادرين في مجتمعاتهم، في ظل وجود شباب لديهم طاقات وأفكار في مجالات مختلفة، لكنّهم غير مبادرين ويفضلون اختزان تلك الأفكار للمستقبل. واستدركت أنّ العمر يمضي، وعادة عندما يبدأ الشخص في المبادرة ربما يشعر أنّها تستهلك طاقته، ولكنّها ستعود عليه بفوائد لم يكن يتوقعها.