الرؤية- محمد قنات
يعد المقصف المدرسي أحد أهم المنافذ التي توفر الوجبات الغذائية لطلاب المدارس، لكن دون الإخلال بالقواعد الصحية والاشتراطات البيئية.
ويجمع عاملون بالقطاع التعليمي على أن المقصف يمثل مكانًا مناسبًا لبيع الوجبات الغذائية المفيدة للطلاب، من خلال توفير بعض العصائر الصحية أو الوجبات الخفيفة، مشددين على أنّ هناك رقابة صارمة يتم تطبيقها على العاملين فيه، وآليات توزيع الأغذية.
وقال عوض بن عبد الله العامري المدير الإداري والمالي بالمدرسة الوطنية الخاصة إن المقصف الطلابي المتواجد بالمدرسة يتماشى مع اشتراطات وزارة التربية والتعليم، مضيفاً أن هناك عصائر محددة لإعطائها للطلاب وهي العصائر الطبيعية، مؤكداً أن المشروبات الغازية ممنوعة.
وتابع أن الوجبات تتمثل في الفطائر والسندوتشات، مشددًا على أن إدارة المدرسة تولي اهتماماً كبيرًا بمقصف الطلاب الذي يتناولون فيه الوجبة، وأن إدارة المدرسة أوكلت أمر المقصف إلى شركة نظافة تتولاه، وتقوم المدرسة ممثلة في إدارتها بمتابعة الأمر يوميًا.
وأوضح أن المقصف يتم تأجيره لشركة تتولى إدارة الوجبات، بعد مناقصات تجرى قبل بداية العام، والشركة التي ترسو عليها المناقصة تستلم المقصف وتعمل وفق اشتراطات المدرسة والوزارة. وقال إنّ من الشروط أن تكون الأسعار محددة أمام المقصف، وفي ذلك تشترط إدارة المدرسة ألا يتعدى سعر الوجبة أكثر من 500 بيسة. وتابع أن هناك لجنة للإشراف الصحي في المدرسة، وتتكون من شخص من الإدارة وأخصائية اجتماعية وممرضة، موضحًا أن هذه اللجنة تتفقد المقصف دائمًا، والتعامل مع أي شكاوى من الطلاب. وأوضح أن العاملين بالمقصف ملزمين بارتداء القفازات بأياديهم من باب الاحتراز الصحي، إلى جانب ضرورة أن تكون الوجبة معلبة في أكياس صحية، وألا يتم طبخ الوجبة داخل مطبخ المقصف. وزاد أن الشركة المتعاقد معها ملتزمة بإحضار الوجبة من محلات معروفة لتفادي أي مشكلات صحية، قد تنتج من التلوث، وأن الشركة تتحمل مسؤولية الطعام المقدم للطلاب. وأشار إلى أن المدرسة تسمح للطلاب بأن يحضروا معهم الوجبة إلى المدرسة ولا تقوم بمنعهم، وأن الوجبة بداخل المدرسة ليست إجبارية، وللطالب حرية الاختيار. وكشف العامري عن أن إدارة المدرسة تتجه لتوحيد الوجبة، وأن هناك خطة لإنشاء قاعة كبيرة موحدة تستوعب جميع الطلاب لتناول الوجبة، وسوف تكون وجبات اختيارية تدفع ضمن الرسوم باعتبار أن هذا النظام هو الأمثل.
فيما أكدت قديرة تيم مديرة مدرسة الخيرات الخاصة بالخوير، أهمية الوجبة صحياً للطلاب، مشيرة إلى أن احتياجات ورغبات كل طالب تختلف عن الآخر، وأن هناك طلاباً يفضلون تناول أنواع معينة من الوجبات عن غيرها. وقالت إن المدرسة كانت في السابق تعمل على توفير الوجبة الصحية للطلاب، لكن نظرًا لتفاوت الرغبات بين الطلاب وتعدد الأذواق واختلافها، رأت إدارة المدرسة أن يقوم أولياء الأمور بإعداد الوجبات الصحية لأبنائهم. وزادت أن المدرسة تقوم بتوفير السلع الخفيفة، مثل العصائر والكيك. وأضافت أن المدرسة تمنع المشروبات الغازية والحلويات، كما أن المدرسة تراقب الوجبات التي تعد من قبل أولياء أمور الطلاب للتأكد من سلامتها، وذلك من خلال مشرفات الصفوف. وبينت أن هناك صندوقا خاصا بكل طالب يضع فيه احتياجاته، وتقوم مشرفة الصف بتوزيع الوجبة الصحية بعد التأكد منها تماما حفاظا على صحة الطلاب التي توليها المدرسة اهتماما خاصا، خاصة وأن هناك أكلا قد لا يكون مناسباً في بعض الأحيان. ومضت تقول إن المشرفات والعاملات بالمدرسة يولين أمر الصحة اهتماما بالغًا، بحيث يتم تجهيز مكان تناول الوجبة والتأكد من نظافته، ومن ثم يتأكد المشرفون من أن كل طالب تناول وجبته.
وقالت إن جميع الوجبات متقاربة، وإنه في حالة الشعور بأن هناك وجبة غير مناسبة، يتم التواصل مع أولياء أمر الطالب والاتفاق معهم على وجبات معينة تناسب أبنهم، وتكون صحية. وأضافت أنه لا يوجد أي اختلاف كبير بالنسبة للطلاب في تناول وجبات معينة، ورأت أن رغبات الجميع تكاد تكون متشابهة باعتبار أنهم في أعمار متقاربة، وأن اختلاف الوجبات يأتي تبعا لرغبات الطالب ولا علاقة له برقي أو مستوى معيشي.
فيما قال الطالب عمر سمير محمود إن البيئة العامة للمقصف تعتبر جيدة، وإن الوجبات التي تقدم تعتبر معقولة، مطالبا بتنويع الوجبات في المقصف. وأشار إلى أن أسعار الوجبات مناسبة للطلاب، وتتراوح ما بين 100 إلى 300 بيسة. وأشاد الطالب بالبيئة الصحية في المدارس، وقال إنها تلقى عناية ورقابة فائقة من قبل إدارة المدرسة التي تلزم العاملين بالمقصف بتحديد أسعار الوجبات بالنسبة للطلاب والالتزام بقواعد الصحة العامة.
فيما قالت الطالبة عاتكة المندرية إن الوجبات المقدمة بالمقصف، جيدة، وهي مغلفة في أكياس بلاستيكية مما يجعلها مضمونة من الناحية الصحية، مؤكدة أن البيئة المدرسية بصفة عامة ممتازة وخاصة في المقصف الذي تتم تهيئته بصورة مناسبة للطلاب، وأن جميع الوجبات التي يرغب فيها الطلاب موجودة وبأسعار معقولة، ويمكن لأي طالب أن يحصل على وجبته بالمبلغ المناسب له.
بينما ذهبت سامية شوقي ممرضة بمدرسة الوطنية الخاصة إلى أنّه لا توجد أي شكاوى من الطلاب فيما يتعلق بالوجبات، وأنه خلال فترة عملها بالمدرسة منذ عام 2009 وحتى الآن تسير الأحوال الصحية بالمدرسة على ما يرام. وقالت إن هناك بعض الحالات الصحية، إلا أنها لم تكن لها علاقة بالوجبة المدرسية. وتابعت إنها وبصفة يومية تقوم بمراقبة وجبات الطلاب ومدى مواءمتها صحيا من حيث الإنتاج والصلاحية، لافتة إلى أنها لم تلحظ أي تجاوز ولم ترد إليها أي شكاوى.