اسطنبول- الوكالات
اشتبكت الشرطة التركية لليلة الثالثة على التوالي في إسطنبول ومدن أخرى مع متظاهرين يحتجون على وفاة متظاهر بجنوبي البلاد، في ما وصفته الحكومة بمساع لإثارة "الفوضى".
واستخدمت قوات مكافحة الشغب التركية مجددا خراطيم المياه والقنابل المدمعة لتفريق متظاهرين كانوا يرشقونها بالحجارة أو يغلقون الشوارع في إسطنبول وإزمير، وكذلك في العاصمة أنقرة ومدن بمحافظة هاتاي جنوبي البلاد. وقالت قناة سي إن إن التركية إن نحو ألف متظاهر اشتبكوا مع الشرطة في إسطنبول, وأشارت إلى إصابة عدد من المشاركين في المواجهات واعتقال نحو عشرين آخرين. وتركزت الاشتباكات التي تواصلت حتى فجر أمس في إسطنبول بالقرب في منطقة كاديكوي حيث أقام محتجون حواجز، كما حاولوا التوجه إلى مقر حزب العدالة والتنمية الحاكم مما دفع الشرطة إلى التدخل لمنعهم. وكان محتجون حاولوا في الليلة السابقة دخول ميدان تقسيم في المدينة للتظاهر لكن الشرطة فرقتهم باستخدام خراطيم المياه والقنابل المدمعة. وكان هؤلاء يحتجون على وفاة أحمد أتاكان (22 عاما) فجر الثلاثاء الماضي في مدينة أنطاكية بمحافظة هاتاي جنوبي شرقي تركيا قرب الحدود مع سوريا. وبينما تحدث شهود عن إصابة الشاب بقنبلة غاز ألقتها عليه الشرطة خلال تفريقها مظاهرة, أكدت وزارة الداخلية أنه سقط من على سطح كان يرمي منه الحجارة على قوات الأمن. وبعد دفن الشاب المتوفى، تجددت المواجهات بين الشرطة وبضع مئات من المحتجين في إسطنبول, وإزمير, وأنقرة, ومرسين وأنطاكية بهاتاي. وندد وزير الداخلية التركي معمر غولر أمس بتوظيف حادثة وفاة الشاب أحمد أتاكان، وقال إن الاشتباكات التي أعقبت الحادثة كان الهدف منها الفوضى من خلال استفزازات طائفية، وتضم مدينة أنطاكية خليطا من الأتراك والأكراد, ومن المسلمين السنة والعلويين. وأضاف أن التشريح الطبي أثبت أن الشاب توفي جراء سقوطه من سطح, متهما المعارضة بتوجيه الاتهامات للشرطة قبل ظهور نتائج التحقيقات.
وتأتي الاحتجاجات وأعمال العنف الجديدة في عدد من المدن التركية بعد مواجهات أوسع نطاقا في يونيو الماضي إثر الكشف عن خطة حكومية لإعادة تهيئة حديقة غيزي في إسطنبول.