عواصم- الوكالات
قال الرئيس السوري بشار الأسد إن دمشق لن تنفذ مبادرة الأسلحة الكيماوية التي طرحتها روسيا ما لم تتوقف الولايات المتحدة عن التهديد بضرب سوريا.
ونقلت وكالة انترفاكس الروسية عن الأسد قوله في حديث لمحطة تلفزيون روسية إن قرار سوريا بالتخلي عن السيطرة على أسلحتها الكيماوية، جاء نتيجة قبول الاقتراح الروسي لا التهديدات بتدخل عسكري أمريكي. فيما قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنه يأمل أن تحرز المفاوضات بين كيري ولافروف بخصوص سوريا نتائج إيجابية. ونقلت الوكالة عن الأسد قوله في حديث لقناة روسيا 24 "سوريا ستضع أسلحتها الكيماوية تحت السيطرة الدولية بسبب روسيا. التهديدات الأمريكية لم يكن لها تأثير لدى اتخاذ القرار". وذكرت وكالة الإعلام الروسية الرسمية أمس إنّ الأسد أبلغ قناة روسيا 24 أنّ سوريا سترسل وثائق للأمم المتحدة بشأن اتفاق ينظم تسليم ترسانتها الكيماوية. ولم تبث القناة التلفزيونية المقابلة على الفور ومن غير الواضح متى سجلت. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنّ الخطة لن تنجح ما لم تتخل واشنطن عن خطط لتوجيه ضربات جوية محتملة لمعاقبة الأسد على هجوم كيماوي في 21 أغسطس حمل الرئيس الأمريكي باراك أوباما قوات الحكومة السورية المسؤولية عنه. وتنفي سوريا المسؤولية عن الهجوم. ووافقت سوريا على الاقتراح الروسي بتخليها عن مخزونها من الأسلحة الكيماوية لتتجنب أول تدخل غربي مباشر في الحرب الأهلية التي قتلت أكثر من 100 ألف شخص.
إلى ذلك، من المتوقع ألا يلقي مفتشو الأمم المتحدة عن الأسلحة الكيماوية، اللوم بوضوح على طرف بعينه في الهجوم الكيماوي، لكن دبلوماسيين يقولون إنّ تقرير المفتشين المبني على الحقائق يمكن أن يشير إلى الطرف المسؤول عن الهجوم في الحرب الأهلية الدائرة في البلاد. ويمكن بسهولة أن يصبح التقرير ورقة تفاوض في محادثات بين موسكو والقوى الغربية بشأن شروط تخلي سوريا عن أسلحتها الكيماوية وبنود قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بهذا الخصوص. وقال دبلوماسيان غربيان إنّهما يتوقعان بقوة أن يؤكد تقرير اكي سلستروم كبير المفتشين وجهة النظر الأمريكية بشأن استخدام غاز السارين في الهجوم الذي وقع على أطراف دمشق وقتل فيه المئات. ولن يحدد تقرير سلستروم بوضوح من المسؤول عن الهجوم لكن دبلوماسيين غرببين يقولون إن الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون الذي انتقد بشدة حكومة الأسد خلال الحرب الأهلية قد يعلن إن كان يرى أن الحقائق توحي بأن قوات الأسد هي المسؤولة.
فيما قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إنّ المفتشين "ربما" ينشرون تقريرهم يوم الإثنين المقبل. وقال فابيوس أنّه لا توجد شكوك تذكر في أن قوات الأسد التي قال إنها تمتلك 1000 طن من الأسلحة الكيماوية هي التي كانت وراء الهجوم. وقالت مصادر دبلوماسية في وقت سابق إنّ تقرير الأمم المتحدة ربما ينشر يوم الإثنين أو في وقت لاحق الأسبوع المقبل.
في الأثناء، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان التابع للمعارضة أمس إنّ اجمالي عدد الضحايا في مجزرة مزعومة بقرية للعلويين في وسط سوريا ارتفع إلى 22 قتيلا بينهم نساء وأطفال ومسنون. ويستهدف مقاتلون معارضون متشددون من السنة بشكل متزايد أبناء الطائفة العلوية التي ينتمي لها الرئيس السوري بشار الأسد منذ اندلاع الانتفاضة على حكم عائلته قبل عامين ونصف. وشكل العلويون غالبية النخبة في سوريا في ظل حكم عائلة الأسد. وقال المرصد أنّ مقاتلين ينتمون لجبهة النصرة التابعة للقاعدة قتلوا بالرصاص 16 علويًا وستة من البدو الثلاثاء الماضي بعد أن هاجموا قرية مكسر الحصان شرقي حمص.
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج إن أي اتفاق لوضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت السيطرة الدولية يجب أن يكون قابلا للتنفيذ وأن يضمن عدم سقوط هذه الترسانة في الأيدي الخطأ. وقال هيج للبرلمان "ستبذل المملكة المتحدة كل ما في وسعها من جهد للتفاوض على اتفاق واجب التنفيذ لوضع مخزون أسلحة النظام الكيماوية بمصداقية وثقة وسرعة تحت السيطرة الدولية لتدميرها". وأضاف "نحتاج لأن تكون هناك ثقة في أن كل الأسلحة الكيماوية قد تمّ التعرف عليها وتأمينها وأنها لن تسقط في الأيدي الخطأ". وقال هيج إنّ بريطانيا تؤيد الفكرة من حيث المبدأ لكنه حذر من "مصاعب عملية بالغة" في تنفيذ هذه المبادرة بشكل سليم. وأضاف هيج إنّ قرار الولايات المتحدة بحث عمل عسكري ضد سوريا وتزايد الأدلة على أنّ الرئيس السوري بشار الأسد مسؤول عن هجوم بأسلحة كيماوية ساعدا في إقناع روسيا بتغيير موقفها من سوريا حليفتها في الشرق الأوسط.
وفي اسطنبول، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان إنه يشك في أن يلتزم الرئيس السوري بشار الأسد بتعهده بوضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت السيطرة الدولية، وقال إنه يحاول كسب الوقت لتنفيذ "مذابح" جديدة. وقال أردوغان في كلمة ألقاها في إسطنبول "نظام الأسد لم يف بأي من تعهداته. إنّه يكسب الوقت لارتكاب مذابح جديدة ويستمر في القيام بذلك". وتابع "نحن نتشكك في التزامه بالتعهدات المتعلقة بالأسلحة الكيماوية".
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أنّه لا تزال توجد فرصة للسلام في سوريا وأنّ العالم يجب ألا يسمح بتفويتها. ونقلت وكالة أنباء انترفاكس عن لافروف قوله "إنني واثق في أنه توجد فرصة للسلام في سوريا" وحذر من أنّ التدخل العسكري سيزيد من زعزعة الاستقرار في سوريا والمنطقة.
بينما عبر وزير إسرائيلي مقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن تأييد حذر لخطة روسية لوضع أسلحة سوريا الكيماوية تحت سيطرة دولية.